طوفانُ الأقصى وخيانة التطبيع
زهران القاعدي
في الوقت الذي نرى فيه مجاهدي وأبطالَ محور المقاومة في فلسطين وهم يسطِّرون أروع البطولات والملاحم على قوات الاحتلال الصهيوني، وما يقومون به من إغارات وهجمات تدعو للفخر والاعتزاز لكل المسلمين وبارق أملٍ لعودة عزة وكرامة الأُمَّــة الإسلامية، والذي دنسها الحكام المطبعين، نرى في الوقت ذاته حكام وزعماء المسلمين وهم يتسابقون ويعلنون التطبيع مع عدو أمتهم اللعين، والذي حذر الله منه في القرآن الكريم وأمرنا بقتاله وعدم مصافحته.
إن ما يفعله حكام العرب والمسلمين وعلى رأسهم من يسمّون أنفسهم خدام الحرمين، عملٌ مشين يجلب الذّل والهوان والضعف والاستسلام لأمة الإسلام، والفارق كبير بين من بذلوا أرواحهم لخدمة الدين، وإعادة عزة وكرامة المسلمين، ومن ينفقون أموالهم ليحصلوا على رضا وقبول الصهاينة والأمريكيين.
والله يقول في محكم كتابه الكريم بعد بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أولياء بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِـمِينَ).
وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أولياء تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْـمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْـمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَـمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أعلنتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) صدق الله العظيم.