الشخصياتُ البالونية.. وسقوطُهم المدوي
أكرم عبدالله الرحبي
هناك وجوه مخادعة ومزيفة تلبس رداء الشرف والوطنية والحرية والعلم والمعرفة والمكانة والوجاهة، وفي الحقيقة هناك “منهم لا أقول جميعهم”.. منهم وجوة مزيفة ومخادعة وفقاعات منتفخة وديكورات خشبية لأجسام وعقول متصلبة ومتسلطة.. هم أبطال من بالونات شكلية ونمور ورقية!؟.
كيف تعرفونهم!؟.. المواقف والأحداث تكشف لنا الصادق من الكاذب.
هؤلاء المخادعون “كقيادات” هم أصلاً صنيعة وتربية مافيا الماسونية فهم يستغلون الأحداث ويوظفون ويقلبون الحقائق لخدمتهم وفق مشروعهم الخفي، لذلك فهم يتموجون ويتبدلون ويتغيرون ويتلونون وينتظرون لحظة الانقضاض على الفريسة كما لو أنهم في غابة.
هؤلاء المتذبذبون تحديداً يركبون موجة التغيير ويتسلقون على أكتاف وأفكار الثوار الحقيقيون، الذين جعلوا منهم سلماً للصعود والتقافز إلى أعلى المناصب والمواقع المؤثرة في اتِّخاذ القرار، ومن ثم يعمد هؤلاء المزيفون على محو أثر الثوار الحقيقيون، رجال الصمود والتصدي والدفاع والتضحية.
ليظهروا أمام المجتمع بوجوه وأفكار وأعمال وجهود أُولئك العظماء الحقيقيون والذين دفنوّهم هناك في مقابر إشكاليات ومتطلبات الحياة القاسية والتهميش والإقصاء وَ.. وَ..
هكذا هي سياسة هؤلاء المخادعين المتحزبين يتحَرّكون بكل أريحية، ولكي ينجح مخطّطهم الخبيث ويستمر مسلسل إنتاجهم من جديد وتحكمهم عبر الأزمنة والعصور..
كان لا بُـدَّ عليهم من أن يتخلصوا ويرموا ورائهم كُـلّ الشرفاء والأحرار الذين عانوا وبذلوا كُـلّ غال وضحوا؛ مِن أجلِ الدين والقضية؛ لكي ينتصر الحق ولكي تشرق الأرض من جديد بنور الله، ولكن مهما عملوا فهم فاشلون؛ لأَنَّ الحق ورجال الحق هم الصابرون وهم الغالبون.
وأقول بكل صدق وبكل شفافية..
إذا لم يتبن من يمتلكون المؤهلات الأكاديميون والأطباء والمتعلمون والمثقفون مواقف عملية حقيقية مشرفة “أمام الله وأمام الشعب اليمني المتروك” تدفعهم إلى التحَرّك والتأثير في مجتمعهم باهتمام وفاعلية إمام ما يحدث من جرائم لتحالف العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعوديّ الإماراتي على اليمن، وإلا فكل ما حملوه من شهادات وألقاب مهنية واجتماعية وسياسية وعلمائية وسلم من المسميات والألقاب اللامعة والمرموقة..
فَــإنَّ كُـلّ ما حملوه من شهادات ومسميات لتخصصاتهم ومواقعهم… ليس في الحقيقة سوى حبر على الورق، وكل ما اكتسبوه من علوم وفنون هي أصلاً لا تنفع ولا تخدم المجتمع بأي حال من الأحوال.
لأنهم ليسوا سوى ناقلين للمعلومات التقليدية، وهم تكرار لشخصيات وأنماط ورقية متكرّرة درسوها وتأثروا بأفكارها والتي لا تنسجم مع المصداقية والواقع في شكل من الأشكال وهذه هي “الحقيقة الدامغة التي يشهد بها واقعهم لنا جميعاً”.
العلوم والمعارف إن لم تنعكس إيجاباً في الميدان والواقع العملي، وإلا فَــإنَّ ما تعلموه من علوم قد تبخر مع أول موقف سلبي لهم، شهد على تخاذلهم تجاه وطنهم، والذين هم قد أقسموا بالله بأن يخدموا الوطن ويفنوا أعمارهم ويضحوا في سبيل الوطن فكانوا هم سبب ضياع الوطن وهم الخسارة الفادحة على الوطن؛ لأَنَّ الله وسبيل الله غائب عنهم فغاب عنهم الوطن.
يقول الحق جل في علاه: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أجسامهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُـلّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ العدوّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).