الشهيدُ القائدُ حذّرنا
أم كيان الوشلي
في مشهد تقشعر له الأبدان، وتتألم منه القلوب التي لا زال فيها إنسانية، انتشر مقطع فيديو يظهر مدى دناءَة المحتلّ الغاصب وأدواته في الجنوب، وبالتحديد في محافظة حضرموت.
ظهر في مقطع الفيديو تعدي بعض المرتزِقة على منزل أحد المواطنين والدخول إلى غرفة النوم وإخافة الأطفال مع والدتهم التي كانت تبكي بكاءً تتصدع له الجبال، فكيف بقلوب المؤمنين!، وتصرخ “لا تفجع عيالي” بينما أحلام تطرب أسرة العفافيش، بنعيقها الشيطاني مقابل مبلغ هائل يدفع من عائدات النفط المسروقة من المحافظات الجنوبية التي يُعتدى على أبنائها بالأسلحة المشتراة بأموال من مستحقاتهم.
المقطع لاقى غضباً شديداً من أبناء الشعب اليمني، وكشف المعاناة التي يعانيها أبناء الجنوب، معاناة أشد من معاناة الغلاء، والأمراض، والفقر، والحصار، معاناة الإذلال وانتهاك الحرمات، وانتشار الخوف والقلق، وهتك الأعراض فلا يوجد بعد هذا الألم ألماً، ولا يوجد بعد هذا الوجع وجعاً.
ومع هذه الحادثة يتطابق قول الشهيد القائد (سلام الله عليه): هل هنالك جديد بالنسبة لك عندما تصبر في سبيل الله، أَو أنه أفضل؟ أفضل أن تصبر في سبيل الله، هو الصبر الذي هو في مقام عزة ورفعة، والآخر يصيح منك، وإلا ستصبر في وقت الذي تصيح فقط، والعدوّ يصيح منك، أنت الذي تصيح أنت: بيتك دمّـروه، نهبوه، دخلوا يربطونك أمام زوجتك، ويقودونك إلى السجن، يهود، أعداء أشد من الأعداء، ألست أنت الذي تصيح وحدك؟
وأنت تصبر في سبيل الله، أنت تجعل الآخرين يصيحون منك، إذَاً ليس معناه بأنه لا بُـدَّ أن نمشي في سبيل الله ونصبر ونصبر أننا إذَا لم نكن على هذا النحو سنعيش في حالة استقرار وسعادة ولن يحصل علينا شيء، لا ستجد أن هذه الحالة أفضل، أفضل بكثير في وقتها وفي غايتها وفي نتيجتها. [دروس من سورة البقرة الدرس الثامن ].
حذرنا الشهيد القائد، فهل بعد هذا الواقع الذي أصبحت تعيشه الأُمَّــة واقعًا أمرَّ منه؟!
ربما عندما لا تصبر الأُمَّــة الصبر العملي في سبيل الله ستصل إلى واقع أفظع من هذا، عندما يسكت المسلمون على التعدي على المقدسات وقهر المستضعفين، ونشر الرذيلة والترويج لها، والاستهداف للأُمَّـة بشتى الوسائل سيصل الأمر إلى أن تصبح الخارطة العربية والإسلامية محتلّة مهانة.
هذا الواقع لن نصل إليه بإذن الله مع وجود المشروع القرآني العظيم، ووجود وحدة الساحات، وتحرير الجنوب قريب لا محالة، فالصواريخ التي تصنعها القوات المسلحة اليمنية، والقوة التي تُعد صنعت لضرب المحتلّ وتحرير كُـلّ شبر في الوطن، ولنصرة المستضعفين ولإحيَـاء الحق وإماتة الباطل، ولا بدَّ أن أبناء الجنوب يحتاجون العودة الصادقة إلى الله والتوحد لمواجهة الغزاة، حتى وإن بلغت التضحية أن تصل الدماء إلى البحر، ستكون هذه التضحية بعزة وعاقبتها الفرج.