“طوفانُ الأقصى”.. أهدافٌ ومآلات
فضل فارس
هذه العملية الرمزية “طوفان الأقصى” التي قامت بها وحداتٌ رمزية من حركات المقاومة الفلسطينية أتت في هذا الوقت لتقول لهذا الكيان الإسرائيلي الغاضب بكبره وتجبره: إنك ولا بُـدَّ -وبعيدًا عن كُـلِّ التصنيفات والوعود الزائفة- زائلٌ وَمُنْتَهٍ.
أيضاً لكل أولئك المطبِّعين من الأعراب الجهلة، نقول: إن عليكم مراجعة حساباتكم فهذا الكيان الهش فيما هو عليه من الذل والصغر -وقد شاهد الجميع كُـلّ ذلك وعبر هذه العملية عن كثب- لا يمكن أن يكون ملجأً أَو مرجعًا، وأن حكمَه ومن بعد اليوم وإلى أن يحين وعد الآخرة هو الزوال والفناء، فلا تلطخوا أيديكم من مقام العروبة والعقيدة الإسلامية بالود والتطبيع له؛ لأَنَّه في الأخير إن هي عميت أبصاركم عن كُـلّ ذلك رغم كُـلّ هذه الدلائل والبراهين الحيثية مع وعود الله في كتابه لا مناص من أن تتوجون بمرارة الخزي والعار وتلك مصاديق، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) عليه ما عليهم وَحكمه حكمهم بكل الصفات والمعايير.
إن هذه العملية البطولية والتي جعلت الهيبة الصهيونية الزائفة تحت الأقدام لها، ومن طهر الهامات الحرة للقضية الفلسطينية أهداف وأبعاد جما، أهمها الرد بالفعل القاسي والمؤلم على كُـلّ تلك الجرائم والانتهاكات المتكرّرة من قبل قوات الصهيونية ووضع حَــدٍّ أخير لها، كذلك العودة لمسيرة العودة الفلسطينية واستعادة الثورة وتصحيح مسارها الثوري في مواجهة هذا الكيان الغاصب.
أضف في كونها نداءً ثوريًّا وإسلاميًّا، هي نداء نهضوي تحرّري لتطهير مقدسات الإسلام ورموزه الحية، نداء لكل مسلمين العالم إلى الوحدة الإيمانية، إلى اللحمة الإسلامية، إلى تضافر الجهود التحرّرية المحقة، وتوحيد الكلمة والمنطلق والفاعلية في مواجهة واجتثاث هذه الثلة اليهودية من الملعونين في كتابه، وعلى ألسنة أنبيائه جيلاً بعد جيل من عاثوا في الأرض خراباً وفساداً.
وفي الخلاصة وبحسب الوقائع والمعطيات، كذا السنن الإلهية والأحداث التاريخية وَالحيثية الواقعة وَالموعودة -سواءً من حَيثُ النهضة اليهودية في جوانبها الإفسادية وتجمع العنصر اليهودي أَو من حَيثُ الأقلية للصفوة المؤمنة وكلمتها المسموعة في هذا الزمان-، وفي علم الله آن الأوان وأتت الساعة الموعدة، “وإنما هذه النكسة اليهودية ووحدة كلمة الفصل لدول محور المقاومة تجليات”، التي فيها وبعون الله وتحقّق وعده الصريح القول في سورة الإسراء زوال العنصر اليهودي، وَدخول المسجد المقدس بعد أن يسوء بعزة الله وعلى الملأ وجوه اليهود وَتنكسر شوكتهم.
قال تعالى: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أول مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) صدق الله العظيم.