أفأَمِنَ الصهاينةُ يأتيهم الطوفانُ وهم مسبتون؟!
مرتضى الجرموزي
بتوكُّلٍ على الله وثقةٍ مطلقةٍ بوعده -سبحانه وتعالى-، وبخطوات إيمانية ثابتة، بصدق الولاء والحب والتضحية في سبيل الله، في سبيل الدين والوطن والأرض والمقدسات الفلسطينية، كانت فصائل ورجال المقاومة والشعب الغزاوي على موعدٍ مع النصر نحو الانتصار الأكبر والحاسم، الذي بات يلوح في الأُفق، خَاصَّة بعد عملية طوفان الأقصى التي أظهرت الصهاينة على حقيقتهم الهشة والضعيفة.
ويوم سبتهم أتتهم صواريخ فلسطين وصقور الجو ونُخبة الجهاد وحماس والقدس والقسّام شُرَّعاً إلى أوكار استوطنوّها ظلماً وغصباً، وها هم اليوم بفضل الله ثم بفضل الجهاد والحق والاستبسال يخرجون منها أذلةً صاغرين مهزومين يجرون أذيال الخزية والعار تاركين جنودهم الهلكى والجرحى والأسرى تحت أقدام رجال ومجاهدي المقاومة الفلسطينية، التي أثبتت اليوم علو كعبها وتطورها السريع واللّافت في القوة العسكرية الاحترافية والحديثة، رغم قل الإمْكَانات إلّا أن التأييد والنصر والغلبة وتوفيق الله كان حاضراً كعادته ناصراً لأوليائه، ناصراً لمن ينصره.
طوفان الأقصى جحيم مهول وساعاتٍ من جهنم تعيشها المناطق المحتلّة في فلسطين، ورعبٌ لم يسبقه ذلة كهذه التي يعيشها الكيان الإسرائيلي في عموم المناطق المحتلّة، وطوفان الأقصى يجتاح المستوطنات، وكلما حشد وأعد له الصهاينة أمنية واستخباراتية ودفاعية وهجومية، جميعها باتت تحت نيران الحق التي استعرت، وهبت اليوم من كُـلّ حدبٍ وصوب جنود لله، أوفياء لرسوله ولمسراه ولمقدسات وأراضي وشعب فلسطين.
عمليةٌ كهذه جعلت العالم يعيش الخيال، خيالٌ رسمه فتيةٌ بالأمس كانت لا تمتلك سوى الحجارة سلاحاً.
حقيقة هذه عملية طوفان الأقصى، وهل فعلاً أنهزم الجيش الذي لا يُقهر، أُهزم الجيش الذي هزم أقوى الجيوش العربية وهو في بداية إعداده العسكري والبشري.
أسئلة كثيرة يطرحها العالم ما بين مؤيد للعملية ومعارض!
نعم هو ليس بخيال، بل هو الواقع الذي يجب أن يعترف به العالم، أن مقاومة اليوم لم تعُد مقاومة المقلاع والحجارة والعدد القليل من الشباب، فقد أصبحت اليوم المقاومة دولة وجيوشاً، عُدة وعتاداً، أرضاً وإنساناً، قادةً وأفراداً، كلهم على قلب رجل واحد وهدف وصف واحد هو تحرير فلسطين كُـلّ فلسطين ودحر الغزاة والمعتدين.
نعم بالله وبرجال الله هُزم الجيش الذي لا يُقهر، هُزم الجيش الذي تسارع الأنظمة والجيوش العربية للاحتماء به وَالارتماء تحت أقدامه خوفاً من بطشه وجبروته، والذي كشف عن حقيقتها ثلة قليلة مؤمنة من المقاومة الفلسطينية المحاصرة، نعم هُزم الجيش بترسانته العسكرية الهجومية والدفاعية، وكان أمام المجاهدين كالعهن المنفوش والجراد المنتشر يلوذ بالفرار.
انتصار المقاومة اليوم وتكبيد العدوّ خسائر فادحة ومهولة وقتل وإصابة مئات وآلاف من جنوده ومستوطنيه، وأسر الكثير واغتنام أحدث السلاح والمدرعات في عملية مفاجئة ومباغتة أركست العدوّ الصهيوني وأرهبته وأرغمته على الاعتراف بالهزيمة، التي عاش فيها ما يصل إلى اثني عشرة ساعة، في جحيم مصغر كصورة واحدة للجحيم الذي ينتظره إن استمر في عربدته وتماهيه واحتلاله للأرض والمقدسات الفلسطينية، إن لم يفهم رسالة الطوفان والتي مفادها أنها الرسالة الأخيرة قبل اليوم الموعود.
اليوم وبعد هذه العملية والملحمة الإسلامية الكبرى والتي نُفذت بنجاح منقطع النظير ما يجب على المقاومة والشعب الفلسطيني في المناطق المحتلّة والحرة هو الوحدة، هو لم الصف وتوحيد الهدف والغاية الأسمى، وكذلك من خلفهم محور المقاومة شعوباً وجيوشاً، التجهيز والإعداد الجيّد لخوض المعركة الفاصلة، وإشعال النار من كُـلّ اتّجاه على الصهاينة والمحتلّين وأدواتهم في المنطقة لتُعاد الكرة عليهم.