طوفانُ الأقصى يزلزلُ الكيانَ المحتلّ ويعجِّلُ بزواله

محمد علي الحريشي

سطّر أبطال المقاومة الفلسطينية عملية جهادية بطولية نوعية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة في محيط قطاع غزة، رداً على الانتهاكات بحق الأقصى من قبل اليهود لم يعرف العدوّ الصهيوني لها مثيلاً منذ عام 1972م، العملية الجهادية التي نفذها ثلة مؤمنة من أبناء الشعب الفلسطيني خلفت عددًا كبيرًا من القتلى والجرحى والأسرى من الجنود ومن المستوطنين الصهاينة.

العملية أسفرت عن اقتحام خطوط الدفاعات الصهيونية المحصنة في محيط غزة وتم تجاوز تلك الخطوط إلى قلب ما يعرف بمستوطنات غلاف غزة، لا شك أن العملية البطولية خلفت حالة إرباك شديدة داخل الكيان الصهيوني المحتلّ، إذَا كانت حكومة الكيان الصهيوني تهتز وتصاب بحالة القلق من مصرع جندي صهيوني واحد أَو من أسر مستوطن أَو اثنين، فماذا نتوقع أن نسمع، كيف ستنزل عليهم أخبار مقتل وجرح وأسر المئات من القيادات والضباط والجنود والمستوطنين؟، هذه اللحظات لم يتذوق العدوّ أشدّ من مرارتها ولم يصب بالإحباط كما أُصيب بها اليوم منذ اغتصابه لفلسطين عام 1948م.

على جميع أحرار محور المقاومة في كُـلّ مكان الوقوف القوي مع أبطال فلسطين في هذه اللحظات الحرجة التي يجب ألا يتركوا لوحدهم يواجهون مؤامرات وجرائم الكيان الصهيوني ومعه رأس الشر والإجرام أمريكا وبريطانيا، الذين ربما يمارسوا الجرائم الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني خَاصَّة أهلنا في غزة، نحن نعرف أنه مهما مارس العدوّ من جرائم من باب الانتقام وردود الفعل فَــإنَّ ذلك لن يكسر شوكة رجال المقاومة داخل غزة وداخل الضفة الغربية؛ لأَنَّهم قد تحملوا جرائم العدوّ في المراحل السابقة ولم يُثْنِهم ذلك أَو يثبط عزيمتهم، لذلك على أحرار المقاومة في كُـلّ دول المحور أن يظهروا تضامنهم القوي بكل ما أوتوا من قوة حتى تحقّق عملية طوفان الأقصى أهدافها، يجب إشغال العدوّ وإرباكه بشتى السبل حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، العدوّ منهار ومهزوم وهو يبحث عن طوق نجاة، هذه لحظات مصيرية يجب ألا نقف عندها فحسب، بل نكون عند مستوى المسؤولية، هَـا هو الشعب اليمني يُظهِرُ وقوفه مع أبطال فلسطين في المسيرة الكبرى التي شهدتها العاصمة صنعاء، المخطّطات الأمريكية الصهيونية تتحطم على أيدي المجاهدين الفلسطينيين.

عملية طوفان الأقصى تعتبر مرحلة مفصلية في تاريخ المقاومة، هي عملية لها ما بعدها وعلى المحتلّ الصهيوني الرحيل من أرض فلسطين قبل أن تبلعهم الأراضي المقدسة وتغرس رماح أحرار المقاومة في صدورهم، مناظر اليوم للقتلى والأسرى الصهاينة زرعت الخوف والهلع في نفوس كُـلّ الأعداء والمنافقين، صدقوني إن عروش أنظمة العمالة والخيانة قد أصابها الخوار والصرع، الخوف والذعر في عواصم أنظمة التطبيع أكثر منه في مدن المغتصبات داخل فلسطين المحتلّة.

سوف نسمع الليلة والأيّام القادمة الإدانات والاستنكار والشجب من عواصم أنظمة التطبيع ضد العمليات الجهادية وسوف نسمع برقيات التعازي والتباكي على ما جرى، تذرف معها دموع التماسيح، لكن لندرك أن كُـلّ ذلك مَـا هو إلَّا تخريجات أمريكيةٌ لا نعيرُها أيَّ اهتمام، هيهات منا الذلة، كلنا فلسطين وكلنا طوفان الأقصى، عاشت فلسطين حرة أبية، عاش أبطال المقاومة الإسلامية في فلسطين، والله غالبٌ على أمره وهو ناصر عباده المؤمنين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com