موعدُهم الصُّبْحُ أليس الصبحُ بقريب
صفاء السلطان
سبعون عاماً وشعبٌ في أرض عربية إسلامية يُعتدَى عليه، وتُغتصَبُ أرضُه، وتُسلَبُ حُريتُه، ويُقتلون في كُـلّ مكان دون أن يحرك أحد ساكناً إلا ما ندر من بيانات الشجب والتنديد والوعود الكاذبة.
وبشتى أنواع الظلم الذي مارسوه بحق هذا الشعب، فتارة بالقتل وتارةً بالأسر وتارةً أُخرى باختطاف واغتصاب النساء والاعتداء عليهن في المسجد الأقصى والشوارع العامة، وأمام كُـلّ هذه الغطرسة والعنجهية الصهيونية كان لا بدَّ من تحَرّكٍ جاد تتوقف عنده هذه الاعتداءات.
جاء الصبح بعذابه وصيحته فتحَرّك جنود الله رافعين اسم الله أكبر أمام كُـلّ متكبر ومتجبر فجاء الهجوم براً وبحراً وجواً فعملوا على إرباك العدوّ وإدخَاله في حالة من اللا وعي، فمنهم من هبط جواً واستقبلته الميركافا طاردة ما حوته بداخلها من جنود إسرائيليين ونادت عربة بجانبها أن سارعوا وخذوا هؤلاء فقد ضقت بهم ذرعاً، وشجرة وحجر تنادي خذوا هؤلاء الغاصبين فقد حان الوقت لتطهير هذه الأرض المقدسة من هذه القطعان الهجينة، فلم يكن أمامهم إلا الاختباء في حاويات القمامة وهو مكانهم الطبيعي.
عملية استثنائية وتاريخية أطلق فيها أكثر من خمسة آلاف صاروخ وتم فيها تحرير سبع مستعمرات، منها ما تم قصفُه ومنها ما تم تطهيرُه عن طريق مجاهدي الفصائل الأحرار، عملية كان حصيلتها على الأقل مِئة جندي صهيوني وكثير من الأسرى، كما شاهد الجميع المشاهد التي ترفع منسوب الحماس للعالم أجمع عُمُـومًا وَللشباب الفلسطيني المجاهد خُصُوصاً.
توالت البيانات المؤيدة للعملية من الداخل والخارج وبداية من فصائل الجهاد والمقاومة والتي أجمعت بتوحد المصير والقضية داعية دول المحور إلى الالتحام معهم في هذه العملية الكبرى، كما أصدر أنصار الله بياناً أكّـد فيه مباركته لعملية طوفان الأقصى والتحذير للكيان الصهيوني من القيام بأي عمل ضد المواطنين الفلسطينيين وقد تم تعزيز البيان بطوفان بشري في صنعاء والحديدة مؤكّـدين الوقوف كتفاً بكتفٍ مع أبطال الجهاد، كما دعا بيان لحزب الله كيانَ العدوّ أن يأخُذَ العِبرةَ والدروسَ التي كرَّستها المقاومة الفلسطينية في الميدان وساحات المواجهة والقتال، كما أصدر قيادات المحور بيانات كثيرة وأجمعت كلها على الوقوف جنباً إلى جنب مع المجاهدين الفلسطينيين.
وكما أن للحق أهله وحزبه فَــإنَّ للباطل أنصاره وأعوانه، فقد أصدرت الدول العربية المطبعة مع كيان العدوّ بيانات التنديد والتحذير والشجب والإدانة ليس بحق السفاح الصهيوني وإنما بحق من يدافع عن أرضه وعرضه، وللعلم أن بياناتهم هذه لم تعد مستغربة فقد تعودنا من الأعراب الجور والظلم، ولم نعهد منهم الإنصاف مطلقاً، فقد تم قتل وحصار الشعب اليمني مسبقًا.
أثناء هذه الأحداث نؤملُ كَثيراً في الشعوب العربية المسلمة؛ فالشعوب العربية بها الخيرُ الكثيرُ؛ فهي شعوب محبة للقدس وشعوب تؤمن بالحق الفلسطيني، على عكس الأنظمة الخائنة والعميلة، لذا فالأمل فيهم بعد الله، في التحَرّك بكل جد وبما يسقط خيانة أنظمتهم المجرمة والمطبعة.
إن طوفان الأقصى مُجَـرّد خطوة أولى في طريق التحرير الكبرى وما على العدوّ إلا أن يعد أيامه المتبقية أَو أن يرحل من كُـلّ الأراضي الإسلامية، ويكف أيادي التآمر على المسلمين، ما لم فَــإنَّ جنودَ الله لهم بالمرصاد، وعلى الباغي تدور الدوائر.