“طوفانُ الأقصى” يغيِّرُ المعادلةَ ويرسُمُ المستقبل
ياسين العسكري
من ينظر نظرةَ القرآن ويقيِّم الواقعَ والأحداثَ من خلاله سيرى أعظمَ آياتِ الله تتجلَّى على أيدي المقاومين الأحرار في فلسطين بين عشية وضحاها يصنع المقاومون الأبطال في معركة الطوفان.
متغيرات ومعادلات سطّروها بدمائهم وبتأييد الله وعونه وبالأخذ بالأسباب العملية للنصر، ويحولون الجبهةَ من واقع الدفاع إلى واقع الهجوم.
المتأمل في الأحداث والانتصارات سيرى أن هناك انقلابًا في الموازين وولادةَ قوةٍ جهادية من رحم المعاناة؛ فقد أصبحت المقاومةُ أكثرَ قوةً وصلابةً وأكثرَ مرونةً وإعدادًا من أية مرحلة قد سبقت.
وهم بتلك القوة وتلك البطولات وذلك الإعداد يقدمون الشهادةَ على عظمة الإسلام بأنه دينٌ لا يقبلُ الهزيمة أبداً، وأن من يتبع هذا الدين ويتحَرّك على أَسَاس ستكونُ العزة والغلبة له (وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْـمُؤْمِنِينَ)، ويقدم الشاهد على هشاشة وضعف العدوّ إذَا ما تحَرَّكْنا.
فلقد تجلت من خلال المشاهد التي عرضتها المقاومة شدةُ بأس الإسلام في مواجهة الكفر وأعوانه، ومدى هشاشة العدوّ وجُنْدِه الذي قد أخبرتنا مخابراتُ الله أنهم أوهى من بيت العنكبوت.
إن مؤشرَ النهاية وقرب الزوال للكيان الصهيوني المؤقَّت قد بدأ، وهذه آيةٌ من آيات الله، وقد تجلت على أيدي المقاومين الأحرار وستتجلى أكثرَ في المستقبل القريب؛ فهم يرونه بعيدًا ونحن نراه قريباً.
وهي رسالةٌ للعدو تضعُه أمام خيارَينِ لا ثالث لهما: إما أن يخرُجَ من هذا الأرض وهو يجُرُّ أذيالَ الهزيمة والخيبة معه، أَو أنَّ نهايتَه ونهايةَ كيانه ستكون على هذه الأرض.
ما يجب على كُـلّ الأُمَّــة اليوم أن تعلنَ التأييدَ لهذه العملية وتضامُنَها مع الشعب الفلسطيني، وتعلن جهوزيتَها للمشاركة بكل الوسائل والإمْكَانات العسكرية والمادية؛ لأَنَّ المواجهةَ التي يخوضُها أحرارُ فلسطين وأبطالُها هي دفاعٌ عن كُـلِّ الأُمَّــة وحفظٌ لماء وجهها وحفاظٌ على مقدَّساتها وصونٌ لأعراضها.