الكيانُ الصهيوني المؤقَّت.. نمرٌ من ورق
المسيرة – منصور البكالي:
يتعالى أنينُ الصهاينة في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، في مشهدِ إذلال وعار لم يحدث لهم من قبلُ، ووفق كُـلّ المعطيات فَــإنَّ ما يحدُثُ هو أشبهُ بالخيال، وهو تاريخ جديد يؤسس لمرحلة العزة والكرامة والشموخ للأُمَّـة الإسلامية في مواجهة دول الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل.
ويأتي طوفان الأقصى في وقت حساس تمر به الأُمَّــةُ العربية والإسلامية، في ظل مسارعة دولها للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وآخرها ما يحدث من ترتيبات متواصلة لإعلان التطبيع السعوديّ مع إسرائيل.
وأمام ما يحدث تتصاعدُ المظاهراتُ الشعبيّة في عدد من دول العالم لمناصرة “طوفان” الأقصى، وفي المقدمة كان الخروج الجماهيري الكبير للشعب اليمني في صنعاء وعموم محافظات الجمهورية، مردّدين عبارات كثيرة، منها “لبيك يا أقصى”، و”بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، مجددين مساندتهم ودعمهم للطوفان، ومؤكّـدين أن الشعوب هي المنتصرة، وأن استمرار الاحتلال الصهيوني للشعب الفلسطيني، ليس بقوةِ جيشه وردعه، بل كان بفعل الخونة والعملاء من الحكام العرب الذين هم سبب هذا البقاء، وهم الذين وفروا له الحماية، من غضب الشعوب وتلاحمها حين تتفجر براكينها.
وأوصلت معركة “طوفان الأقصى” الكثيرَ من الرسائل، في اتّجاهات متعددة؛ فهي للداخل الفلسطيني تؤكّـد أن تلاحم المقاومة وثباتها وتماسكها سيحقّق لها الانتصار العظيم، وسيمكنها من تحرير الأسرى من سجون ومعتقلات الاحتلال، وهي للاحتلال الصهيوني بأن زمنَ الهزائم قد ولَّى، وجاء زمنُ الانتصارات، وأن كلَّ مَن يساند إسرائيل من الدول العربية المطبِّعة لن تحميَها أمريكا من بأس وغضب الفلسطينيين إذَا جاء.
كما أوصلت العملية رسالة للأنظمة العربية المهرولة نحو التطبيع بأن عليها سرعة مراجعة حساباتها، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، حتى نيل الحرية وتطهير المسجد الأقصى من دنس اليهود الغاصبين، وإنهاء أي تواجد صهيوني في المنطقة العربية والإسلامية.
رهانٌ خاسر:
وفي هذا السياق، يقول مستشار المجلس السياسي الأعلى -الأمين العام لحزب الأُمَّــة- العلامة محمد أحمد مفتاح: “إن الشعب الفلسطيني اليوم يقدم رسالةً واضحة وجلية للمهرولين نحو التطبيع مع الصهاينة، مضمونُها ومفادها أن هرولتكم في غير وقتها، ورهانكم هو رهان على جواد خاسر ونمر من ورق”.
ويتابع مفتاح في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن “رسالة كُـلّ إنسان حر تقول للمنضوين تحت عباءة الهيمنة الأمريكية الصهيونية إنكم في الاتّجاه الخاطئ وطريق الضلال والخسران، ورهانكم إلى خسارة، وبوار، وحان الوقت لمراجعة حساباتكم، إن كنتم جديرين بثقة شعوبكم المتحمسة لنصرة مجاهدي المقاومة الفلسطينية، وإن كنتم أوفياء لدماء الشعب الفلسطيني وتضحياته، وأمام مواقفكم المخزية لن نقول غير الحمد لله الذي كشفكم على حقيقتكم أمام العالم، قبل أن تزايدوا على الأُمَّــة أنكم كنتم مع القضية الفلسطينية، فيما كنتم ولا زلتم تقفون في خندق كيان الاحتلال الصهيوني والكلام للعلامة مفتاح.
وأدت هذه العملية المتواصلة للمقاومين في فلسطين إلى رفع المعنويات للشعوب العربية والإسلامية، الذين تذوقوا مرارة الهزيمة على مدى سنوات كثيرة.
ويقول المواطن عبده قطامي: “إن ما يحدث هو يوم من أَيَّـام الله، داعياً جميع الشعوب المقاومة بأن تتوحد تجاه كيان العدوّ الصهيوني المتغطرس”.
ويضيف: “نحن في اليمن مع إخواننا في فلسطين المحتلّة وإلى جانبهم سنداً وعوناً، وكتفاً بكتف وجنباً إلى جنب، فقضيتنا واحدة وعدونا واحد، وفلسطين قضيتنا الجامعة”، مواصلاً حديثه بالقول: “أثناء مشاهدتي للأحداث عبر الإعلام انتابني شعور وفرح لا يوصف، وهذا ما يؤكّـد وعد الله لعباده المؤمنين، وقول الله في مواجهة الأعداء: “وَإِن يُقَٰتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ ٱلْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ”.
من جانبه يقول المواطن محمد عزي الرشيدي: “كان شعوري اليوم شعورَ بهجة وفرحة كبرى، رفعت رؤوس كُـلّ مسلم وعربي غيور على دينه ومقدساته، وكلّ قطرة دم فلسطيني وعربي سفكها كيان الاحتلال”.
ويتابع الرشيدي في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “الهزيمة اليوم ليست للكيان الصهيوني فحسب، بل هي هزيمة لكل محور الشر بقيادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وأدواتهم الخليجية المطبعة؛ فهنيئاً لمحور المقاومة هذا الانتصار وهنيئاً لفصائل المقاومة الفلسطينية هذا الإنجاز وهذا الحلم الكبير، وهنيئاً لكل أم شهيد وجريح، وهنيئاً لكل أحرار العالم”.
جاهزون للدعم والمشاركة:
أما المواطن أحسن حسين سعد السودي فيقول: “أوجه لإخوانِنا في المقاومة الفلسطينية، نحن جاهزون للدعم والمساندة، بل والمشاركة في تحرير كُـلّ التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر”، باعثاً رسالتَه إلى الأنظمة العربية المطبعة بقوله: “سيأتي اليوم الذي ينالكم ما نال الشعب الفلسطيني، فلا أمانة لليهود، ولن يجدي التطبيع معهم، ومن يحتمي بهم اليوم، فهو منافق ومسارع في الكفر بدين الله وبكل ما أنزل على محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-“، مؤكّـداً أن “الشعبَ اليمني وقيادتَه وجيشَه حاضِرون للمشاركة الفاعلة في تحرير فلسطين وتحرير كُـلّ المقدسات”، داعياً شعوب الأُمَّــة إلى رص الصفوف ومساندة القضية الفلسطينية العادلة.
ويتابع: “هذه اللحظة انتظرناها منذ عقود طويلة، فهو حقاً طوفانٌ عظيمٌ، وخرجنا إلى هذه الساحة لنشاركَ شعوبَ الأُمَّــة الفرحة الكبرى والثورة الكبرى والأهم في تاريخ البشرية”.
ويقول المواطن عنتر حسن سعد السودي في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “شعوري اليوم كشعورِ أي مجاهد في سبيل الله، وما خرجنا إلى هذه الساحة إلَّا نصرة لدين الله وإعلاء كلمة الله والذود عن المستضعَفين من عباد الله؛ فكم عانى الشعب الفلسطيني من المحتلّ الصهيوني، وكم تاجرت الأنظمة العربية العميلة بالقضية الفلسطينية، ولكن شعب فلسطين خرج اليوم ليقول كلمته، ويعبر عن موقفه التحرّري النضالي بقوة الإرادَة وقوة القضية وقوة السلاح”.
ويتابع عنتر “رسالتي لمن يجهل شعبَ فلسطين وشعوبَ الأُمَّــة العربية والإسلامية وشعوب محور المقاومة، ها نحن اليوم نعبّر عن أنفسنا ومن نكون وما هي قضيتنا وكيف نستعيد أرضنا ونحرّر شعبنا، ونسحق ونذل عدونا”، مُشيراً إلى أن “قوة الحق جلية وواضحة في الميدان، ومن يقف اليوم في خندق الباطل عليه أن يعود ويراجع حساباته، وكلّ من يقاتل ضد شعبه وضد مصالح الأُمَّــة العليا يجب أن يقف ويتأمل مصير الغزاة الصهاينة، وأن يدرك بأن العملَ في تنفيذ مخطّطاتهم ومشاريعهم لن يجديَ نفعاً، وعليهم سرعة الفهم للقضية المركَزية للأُمَّـة، ووضعها على رأس قائمة أولوياتهم”.
المواطن عوض الحرازي هو الآخر يقول: “هذا هو يوم العزة والغيرة وتجلي آيات الله في الواقع وأمام كُـلّ العالم، إنه يوم مشهود بحتمية النصر والتمكين للمؤمنين والمستضعفين، في الأرض، وهو يوم الثأر للشعب الفلسطيني وكلّ شعوب الأُمَّــة”.
ويتابع الحرازي في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “نقول لإخوتنا في فلسطين نحن معكم وقلوبنا معكم فاثبتوا ولا تتردّدوا، فبكم وعلى أياديكم تنتصر الأُمَّــة، وتستعاد الحقوق، وتصان الأعراض المغتصبة، والثروات والمقدرات المسلوبة، وتحقن الدماء المسفوكة، وتستعاد كرامة وسيادة الأُمَّــة المستباحة منذ عقود طويلة”.
ويرى المواطن محمد مساعد، الانتصارات التي يحقّقها مجاهدو المقاومة الفلسطينية، فيقول: “تشمخ رؤوسُنا عالياً ونشعر بالعزة والرفعة وأن النصر آت لا محالة، وأن وعد الآخرة سيتحقّق على أيدي هؤلاء المجاهدين المخلصين الصادقين الأوفياء لدينهم وشعبهم وقيمهم ومبادئهم وعدالة قضيتهم”.
ويتابع مساعد “نقول لأبناء المقاومة: لقد حقّقتم انتصاراتكم وزلزلتم قلوب المنافقين المطبعين، وأحدثتم قوة إيمان وتمسك بعدالة القضية في قلوب المؤمنين المقاومين”، مؤكّـداً أن “الشعوب هي المنتصرة حال امتلكت إرادتها، وعبَّرت عن نفسها بحرية ودون حواجز اصطنعها الحكام العملاء الجاثمين على صدر الأُمَّــة العربية والإسلامية، وليعرف الجميع أن من يحمي الكيان الصهيوني منذ عقود إلى اليوم ليست قوته ولا جيوشه، بل هم أدواتُه الخونةُ والعملاءُ من الحكام العرب، المتاجرين بالقضية الفلسطينية، ومظلومية الشعب الفلسطيني التي لا توجد فوقَ الأرض مظلوميةٌ أشدُّ منها”.