حصادُ قتلى كيان الاحتلال يتخطّى الألف.. وخارطةُ الأرض تتوسَّعُ تحتَ أقدام المقاومين الفلسطينيين

المسيرة | خاص:

لليوم الثالث على التوالي، تتواصلُ معركةُ “طوفان الأقصى” بين قواتِ الاحتلال الصهيوني، والمقاومة الفلسطينية؛ ما أسفرت عن مقتل ما يُقارِبُ 1000 جندي وضابط ومستوطن “إسرائيلي” وإصابة الآلاف بجروح مختلفة، وأعلنت خدمة الإنقاذ “الإسرائيلية” “زاكا” أن مسعفيها “انتشلوا حوالَي 260 جثة من مهرجان موسيقي حضره الآلافُ وتعرض لهجوم من قبل مسلحي حماس”، حَــدَّ تعبيرها، ومن المتوقع أن يكون الرقم الإجمالي أعلى، حيثُ إن فرق مسعفين أُخرى تعمل في المنطقة.

وأظهر مقطعٌ مصوَّرٌ تم بَثُّه على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام عبرية العشرات من رواد المهرجان وهم يركضون في حقل مفتوح مع سماع دوي طلقات نارية، إلى ذلك أعلنت الصحة الفلسطينية ارتقاء 500 فلسطينيٍّ، بينهم عشرات الأطفال والشيوخ والنساء، وَ2751 إصابة بجروح مختلفة، بالإضافة إلى تدمير عدد كبير من المنازل والأبراج السكنية، جراء الغارات “الإسرائيلية” الهستيرية المتواصلة على مدن وأحياء قطاع غزة.

وتكشفُ حصيلةُ الخسائر “الإسرائيلية”، بعد اليوم الأول من معركة وعملية طوفان الأقصى، حتى يومها الثالث، عن الكثير من الحقائق حول انحدار وضع الكيان المؤقت، وأبرزها تلك التي ترتبط بقواته العسكرية، حَيثُ نقلت وسائل إعلام عبرية ما أعلنه مصدر عسكري “إسرائيلي”، الاثنين، أن “عدد القتلى الإسرائيليين لا يمكن استيعابُه وأكبرُ بكثير مما تم إعلانه“.

 

اليوم الثالث من الطوفان بلغ التخبُّطُ الصهيوني ذروتَه:

مع ساعات الصباح الأولى، من ثالث أَيَّـام “طوفان الأقصى” دَوَّت صفاراتُ الإنذار في مستوطنات غِلاف غزةَ؛ بفعل صواريخ المقاومة، فيما ذكرت القناة 12 “الإسرائيلية”، أن تبادلًا لإطلاق النار وقع بين مقاومين وجيش الاحتلال قرب مفرق شاعر هنيغف، وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال قد صرّح في وقتٍ سابق من صباح الاثنين، بأن الاشتباكات مع مقاتلي القسام تدور في 6 مناطق بغلاف غزة، وأكّـدت قناة 12 العبرية، أن “كمية الذخائر التي ألقيت على الشجاعية تُقدَّرُ بـ4 أضعاف ما ألقي على الضاحية الجنوبية في 2006م”.

وكشفت صحيفةُ “يديعوت أحرنوت” “الإسرائيلية”، فجر الاثنين، على موقعِها الرسمي، أن التقديراتِ تشيرُ إلى أن عدد القتلى الإسرائيليين سيصل إلى 1000، وعدد الأسرى يتراوح ما بين 150 لـ 200، مضيفةً، أنّه “من بين القتلى الإسرائيليين 73 جندياً، من بينهم 5 من لواء النخبة جولاني”، دون مزيد من التفاصيل.

وفي سياق المعركة، أكّـد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، القائد زياد النخالة، مساء الأحد، أن “لدى حركته أكثرَ من 30 أسيراً حتى اللحظة ولن يعودوا إلى بيوتهم إلا بتحرير أسرانا”، وقال القائد النخالة في كلمة له بخصوص تطورات معركة “طوفان الأقصى”: “هذه الأيّام هي أَيَّـام من العزة والمجد على حدود فلسطين ومقاتلونا يسطرون الآن صفحة مشرقة بأبهى صور الوحدة بين كافة قوى المقاومة”.

وإمعاناً بردة الفعل الهستيرية للعدو الصهيونيّ، يشار إلى أن طيرانَه الحربي شن منذ الليلة الماضية حتى مساء الاثنين، أكثرَ من 120 غارة جوية، وارتكب مجازرَ بشعة وكبيرة بحق المدنيين الأبرياء في مناطقَ متفرقة من قطاع غزة، بعد أن قصفت الطائراتُ كافةَ مناطق القطاع وهدمت منازل المواطنين على رؤوس ساكنيها؛ مما أَدَّى لوقوعِ مجازرَ كان ضحيتها الأطفال والنساء، بالإضافة الي قصف مدفعي متواصل وعنيف شرق حدود محافظتَي رفح وخانيونس جنوب قطاع غزة، واستهداف 3 مساجد منها اليرموك وأحمد ياسين والمسجد الغربي.

وفيما أكّـد الناطقُ العسكري باسم كتائب القسام “أبو عبيدة”، أنّ قصفَ الاحتلال ليلة أمس واليوم على قطاع غزة، “أدّى إلى مقتل 4 من أسرى العدو”، بدوره، أعلن جيش الاحتلال استدعاء 300 ألف جندي احتياط، في أكبر عملية من نوعها على الإطلاق، وصرّح وزير أمن الاحتلال، يوآف غالانت، الاثنين، بفرضِ حصار كامل على قطاع غزة، قائلاً: “لن يكون هناك كهرباء ولا طعام ولا وقود، كُـلّ شيء مغلق“، من جهتها، ذكرت صحيفة “معاريف” العبرية، أنّ “الجيش” استقدم تعزيزاتٍ على طول الحدود مع القطاع، مشيرةً أنه دفع بدبابات ومدافع ثقيلة إلى 20 موقعاً.

 

ضعفُ جنود الاحتلال خلال الالتحام المباشر مع المقاومين الفلسطينيين:

منذ الساعات الأولى لعملية طوفان الأقصى، تكبّدت قوات العدو خسائرَ كبيرة في صفوفها؛ ما أظهر حقيقة تراجع الحافزية القتالية لدى ضباطها وجنودها، وهو ربما ما أثّر على ضعفهم خلال الالتحام المباشر مع المقاومين الفلسطينيين، الذين أثبتوا امتلاكهم لروحية وبراعة قتالية عالية بالرغم من عدم تكافؤ الإمْكَانيات المادية، وأبرز دليل على هذه الحقيقة، ما نشرته وسائل إعلام عبرية من مقطع فيديو، يوثق قيام أحد الضباط في الجيش “الإسرائيلي” بالصراخ؛ رفضاً لاختياره كي يكون أحد الذاهبين لمواجهة مقاومين في مستوطنة سديروت، ومطالباً بنزول كُـلّ القيادات وليس هو فحسب.

كما نشرت العديد من الوسائل الإعلامية في كيان الاحتلال خلال الفترة الماضية، تصريحات لقادة وجنرالات عسكريين “إسرائيليين”، ينتقدون فيها تراجع الحافزية القتالية لدى أفراد الجيش والشرطة في الكيان، كاشفين عن وجود رغبة لدى أغلب المنضمين إلى القوات العسكرية، في التوجّـه نحو الوحدات التكنولوجية، وإحجامهم عن الالتحاق بالوحدات القتالية؛ خوفاً على حياتهم.

وهذا ما أشار إليه الناطق الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام، أبو عبيدة، في ردّه على تهديدات نتنياهو عندما خاطبه قائلاً: “بماذا تهدّدنا اليوم يا نتنياهو؟ بالجنود الذين فرّوا من أمام مقاتلينا؟”، مُشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي “تساقط كالجراد أمام مقاتلينا”، مشدّدًا على أن “تهديد غزة وأهلها لعبة خاسرة وأسطوانة مشروخة، وبأي جيش تهدّدنا بالذي تساقط أمامنا وفروا بالمئات تاركين أسلحتهم ودباباتهم أمام مقاومينا؟”.

 

الموقفُ العسكري البري: خارطةُ التطهير للأرض تتوسَّع:

لليوم الثالث على التوالي تستمرُّ المقاوَمةُ الفلسطينية بعملياتها الميدانية البرية ضمن معركة “طوفان الأقصى”، بكل اندفاع وشجاعة واقتدار، عكست مدى المهارة التي يتحلى بها المقاتِلُ الفلسطيني في الميدان، تدريباً وتسليحاً وتكتيكاً؛ إذ تخلل الانطلاقة الميدانية في يومها الثالث، العديد من محطات الالتحام والاقتحام، وإطلاق صواريخ على المستوطنات “الإسرائيلية” المختلفة، بل ووصلت حتى القدس المحتلّة وَ”تل أبيب”، واستهدفت مطار بن غوريون ومواقع أُخرى، تزامناً مع اقتحام برّي وجوّي وبحري للمستوطنات في غلاف غزة.

لقد شكّل اقتحام وحدات القوات الخَاصَّة في المقاومة الفلسطينية لمستوطنات وكيبوتسات غلاف غزة، منذ فجر السبت، صدمةً كبرى للكيان المؤقت، بقياداتها الأمنية والعسكرية والسياسية، فيما تلقى مستوطنوها الصدمةَ الأبرزَ، التي جعلت مطارَ بن غوريون يمتلئ، أمس واليوم، في ظلّ موجة هروب من الكيان لم يشهدْها في تاريخه.

وبعد انقلابِ مشهدِ الصراع في فلسطين المحتلّة، عبرَ عملية “طوفان الأقصى”، أصبحت مستوطناتُ غلاف غزة هي محور الاهتمام عند المتابعين، وباتت أسماءُ المستوطنات الصغيرة التي لم يكن أحد يعرفها أول منْ أمس، تتصدر عناوينَ الصحف والأخبار، والتي جاءت ضمن خارطة التطهير الفلسطيني من المحتلّ الصهيوني، والتي يمكن إبراز أهمها على النحو التالي:

“مستوطنة “بئيري“، مستوطنة عبارة عن “كيبوتس” زراعي ووحدات استيطانية، ويؤمّن مستوطنوها حمايتها وحراستها ويحملون خبراتٍ قتالية، وتبعد هذه المستوطنة الصغيرة 4 كيلومترات فقط عن سِياجِ قطاع غزة، وتخضعُ الآن لسيطرة كاملة من المقاومين.

وكيبوتس “راعيم” وقاعدة فِرقة غزة العسكرية، وتقع “راعيم” أَو “تل الريم”، نسبة إلى الاسم العربي للتل المجاور، على بعد 5 كيلومترات عن السياج مع غزة، وإلى الجنوب من بئيري، وفيها شركة “إسرائيل ليزر” المتخصصة في الصناعات العسكرية، وتشتهر هذه البؤرة الاستيطانية بأنها كانت محمية ببطارية دفاع جوي لحماية المصنع، كما تضمّ “مقر قيادة فرقة غزة”، وهي القوة العسكرية الكبيرة التي كانت موكلة بحماية المستوطنات والتعامل مع التهديدات القادمة من القطاع، وُصُـولاً إلى تأمين كُـلّ الحدود الفلسطينية مع مصر من شرقي رفح إلى السودانية، وُصُـولاً إلى مستوطنة “زيكيم” في الشمال على البحر المتوسط، وتقع بالقرب من قاعدة للمدرعات.

ومنذُ اليوم الأول من “طوفان الأقصى” وصل القتال إلى أسوار القاعدة، وتمكّن المقاومون بعد اشتباكات ضارية من السيطرة عليها تماماً، وأسروا وقتلوا عدداً كَبيراً من الجنود، وبينهم قائد الفرقة في المنطقة الجنوبية الجنرال “نمـرود ألـوني”، كما دمّـرت العديد من آلياتها وسُحب بعضها إلى داخل قطاع غزة، وقد خسر الاحتلال عدداً كَبيراً من الرتب رفيعة المستوى في جيشه، وأكّـد مقتل قائد كتيبة الإشارة 481، المقدم ساهار مخلوف، في اشتباكات قاعدة “راعيم” العسكرية.

مستوطنة “نتيفوت“، وتضمُّ بشكل أَسَاسي مهاجرين من المغرب وتونس، ثمّ انضمّ إليهم بعد انهيار الاتّحاد السوفياتي مهاجرون روس ولاحقاً إثيوبيون، تبعد 10 كيلومترات عن السياج الفاصل مع قطاع غزة، ويبلغ عدد مستوطنيها نحو 30 ألف مستوطن، وقد تعرضت المستوطنة لقصف صاروخي في بداية عملية “طوفان الأقصى”، وسقطت فيها صواريخ على أهداف بشكل مباشر، كما أصبحت بمثابة الساقطة عسكريًّا في الساعات الأولى للعملية، بعد أن فرّ منها معظم المستوطنين عقب هجوم المجاهدين.

مستوطنة “كيسوفيم“، تقع في وسط غلاف القطاع الشرقي، وتبعد عنه مسافة أقل من 2 كيلومتر، كما تتضمن ملجأً لكل وحدة استيطانية؛ لحماية مستوطنيها من صواريخ المقاومة الفلسطينية وقذائف الهاون التي لطالما استهدفتها، وهي تتضمن كذلك معبر كيسوفيم أحد أبرز المعابر من وإلى غزة، وشهدت المستوطَنةُ قتالاً عنيفاً في بداية العملية لوقوعها في مقدمة مستوطنات الغلاف، حَيثُ تعرّض موقعُها العسكري لهجوم منسَّق وتمّ تحييدُه بشكل سريع مع إيقاع قوته بين قتيل وجريح، وتمّ رفع علم كتائب عزالدين القسام على برج موقعها العسكري.

مستوطنة “سديروت“، أكبر مستوطنات “غلاف غزة”، وأقربُها إلى القطاع، تبعُدُ كيلومتراً واحداً عن السياج الفاصل، ويعود تأسيسُها إلى النكبة الفلسطينية، وتقع في الزاوية الشمالية الشرقية للقطاع، وقد شهدت أعنفَ المعارك، وتكبّد مستوطنوها عدداً هائلاً من الخسائر البشرية؛ إذ اقتحمها المقاومون صباح السبت، خلال الساعة الأولى وانتشروا في طرقاتها، وتمكّنوا من قتل معظم قوات الأمن فيها، كما سيطر المقاومون على مركَز الشرطة في المدينة واستمروا بالسيطرة عليه حتى صباح الأحد، كما قُتل فيها قائد محطة الإطفاء، بينما انتشرت مشاهدُ للقتال العنيف الذي دار في شوارعها، حَيثُ تحدث الاحتلال عن “أصعب المشاهد” تم رصدها في المستوطنة، بعد انتشار المستوطنين القتلى في شوارعها، وعدم تمكّن جيش الاحتلال؛ مِن أجلِائهم حتى ساعات متأخرة من يوم الأحد،.

مستوطنات “صوفا ونير يتزحاك وحوليت“، وتقع شمال شرق مدينة رفح قرب الحدود المصرية، وتتميز بأنها تقعُ على مرتفع يشرفُ على بقية المنطقة، وكانت من أولى المستوطنات التي تعرضت لهجوم المقاومين في عملية “طوفان الأقصى”، وقد اجتازت المقاومةُ السياجَ بعد تسلل عناصرها بواسطة استعمال الطائرات الشراعية، وتمكّنت من السيطرة عليها وقتل عدد من الشرطة والمستوطنين؛ بسَببِ وقوعِها على الطريق الرئيسي، قبل الانتقالِ إلى مستوطنات حوليت جنوباً ونير يتزحاك شمالاً.

كيبوتس و”موقع كرم أبو سالم أَو “كرم شاليم“، ويقع في الوسط بين غزة ومصر والأراضي المحتلّة، وهو يتضمن معبراً حدودياً مهمّاً بينها، وقد اعترف العدوّ الصهيوني بمقتل قائد لواء ناحال، يوناتان شتاينبرغ، السبت، في مواجهة مع أحد المقاومين بالقرب من كرم أبو سالم، كما نشر الإعلامُ العسكري لكتائب عزالدين القسام مشاهد لاقتحام الكيبوتس والموقع وقتل وأسر من فيه.

مستوطنة “كفار عزّة“، موقعٌ عسكري إلى الشرق من قطاع غزة، بين مستوطنتَي نتيفوت وسديروت، تأسس بعد النكبة على يد مستوطنين صهاينة مغاربة، ويبعُد عن قطاع غزة مسافة مئات الأمتار، وقد سيطرت عليها المقاومةُ بشكل كامل في الساعات الأولى خلال عملية “طوفان الأقصى”، ودخل إليها مقاتلون من عدة فصائل مقاومة فلسطينية، وليس فقط من كتائب القسام، كما تناقل الإعلام “الإسرائيلي” أنّ المستوطنة هي واحدة من عدد من المستوطنات والبؤر التي شهدت خسائر فادحة في صفوف المستوطنين والجنود بالعشرات.

كيبوتس وموقع “ناحال عوز“، وهو أولُ مستوطنة لقوات الناحال (قوات نخبة في جيش الاحتلال) في جنوبي فلسطين المحتلّة، لاحقاً تحول إلى مستوطنة عامة، واحتفظ بموقع عسكري لحمايته، واليوم أمرت حكومةُ الاحتلال بإخلائه، مع 23 مستوطنة أُخرى هي “إيريز، نير عام، مفلاسيم، كفر غزة، غاف، أور هانر، إيفيم، نتيف عتسرا، ياد مردخاي، كارميا، زيكيم، كيرم شالوم، كيسوفيم، الكثيب، صوفا، نيريم، نير عوز، عين الثالثة، نير يتزحاك، بئيري، ماغن، باديم، كفار سعد وعتام”، وقد قُتل جميع عناصر الموقع العسكري، كما تمّ قتلُ وأسرُ معظم من بقي في المستوطنة من قبل المجاهدين.

كيبوتس “إيريز“، موقعٌ يعتمدُ على الزراعة إلى جانب الاقتصاد الصناعي وهو مرتبط بالأبحاث والتطوير، ويبعد نحو 18 كيلومتراً جنوبي مدينة عسقلان المحتلّة الساحلية، وقد بث الإعلامُ العسكري التابع للمقاومة مشاهدَ من السيطرة المبكرة على المعبر وثمّ الكيبوتس، ظهرت فيها أعداد كبيرة من الجنود الإسرائيليين بين قتيل وأسير، كما انتقل المقاومون الذين عزَّزتهم قوات من بيت حانون إلى مستوطنة ياد موردخاي غرباً وأورهنر شرقاً، والواقع شمالي سديروت، في عملية كادت تطوِّقُ المستوطنةَ الكبيرةَ التي دخلتها قواتُ المقاومة مباشرة من خلال اختراق السياج الشائك.

مستوطنة “زيكيم“، تعدّ واحدةً من أبرز مستوطنات “غلاف غزة”، على صغرها، وتضُمُّ قاعدةً عسكريةً مطلةً على الشاطئ، وتتمتع بتحصينات أمنية مشدّدة كونها موكلةً بحماية مصفاة للنفط ومنشأة تخزين ومحطة توليد للطاقة موجودة بمحاذاة المستوطنة، تمدّ جنوب كيان الاحتلال الإسرائيلي بالكهرباء، ونجح المقاومون خلال محاولات عدة في خرق الدفاعات البحرية للاحتلال والوصول إلى ساحل المستوطنة عبر عمليات إبرار لمجموعات خَاصَّة باستعمال زوارق سريعة الحركة، إذ تبعد المستوطنة نحو 4 كيلومترات عن السياج الفاصل، ولكن تفصلها عنه أرض غير سهلية تعيق التقدم السريع للمقاومة.

مستوطنة “أوفاكيم“، تقعُ المستوطنة نحو 20 كيلومتراً الشرق من قطاع غزة، وتبعد كذلك 20 كيلومتراً أُخرى غرباً عن مدينة بئر السبع المحتلّة، أكبر مدينة في منطقة النقب؛ ما يجعل موقعها استراتيجياً في أية معركة؛ إذ يمكن أن تؤدي السيطرة عليها إلى تقسيم الكيان إلى قسمَين، ويقع بالقرب منها عدد من القواعد العسكرية للاحتلال، وصلت مجموعات من المقاومة الفلسطينية بشكل مفاجئ إليها ونجحت في التموضع في داخل بعض وحداتها السكنية.

وذكرت وسائل إعلام الاحتلال أنّ نحو 10 مقاومين تمكّنوا من اقتحام المستوطنة وقتل عدد من عناصر الشرطة والمستوطنين، واحتجاز رهائن من المستوطنين فيها، وأسر عدد منهم والعودة به، ونشر الإعلام “الإسرائيلي” صوراً لعشرات الجثث في إحدى المستشفيات يعتقد أنها من “سوروكا”، وذكر أنهم قُتلوا في الاشتباكات في أوفاكيم، وقد انسحب منها بقية المقاومين، أمس، بعد تكبيدِ المستوطنين خسائرَ فادحة.

 

حاملة طائرات أمريكية إلى شرق المتوسط:

أفادت وسائل إعلام عبرية بأنّ جيشَ الاحتلال كثّـف التنسيقَ الاستخباراتي والعملياتي مع القيادة المركَزية الأمريكية، ويأتي هذا التنسيق بعد إعلان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تحريك حاملة طائرات أميركية إلى شرق البحر المتوسط.

وقال أوستن، في بيان: إنه وجّه حاملةَ الطائرات “يو إس إس جيرالد آر فورد” والسفن الحربية المرافقة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، مُضيفاً أنه يعمل على “تعزيز اسراب الطائرات المقاتلة في المنطقة”، حَــدّ قوله.

وتعقيباً على ذلك، أكّـد الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، أنّ “إعلان الولايات المتحدة استقدام حاملة طائرات إلى المنطقة لدعم الاحتلال في عدوانه على الشعب الفلسطيني هو مشاركة فعلية في العدوان، ومحاولة لترميم معنويات جيش الاحتلال المنهارة بعد هجوم كتائب القسام”، وشدّد قاسم، على أنّ “هذه التحَرّكات لا تُخيف شعبنا ولا مقاومته التي ستواصل دفاعها عن شعبنا ومقدّساتنا في معركة طوفان الأقصى”.

إلى ذلك، نقلت وكالاتُ أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله الاثنين: “إن هُناك خطراً كَبيراً لتورُّط أطراف ثالثة في الصراع الدائر بين القوات الإسرائيلية والمسلحين الفلسطينيين”، وتأتي تصريحات بيسكوف رَدًّا على أنباء أفادت بأن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أمر بإرسال حاملة الطائرات الأمريكية جيرالد فورد إلى “شرق البحر المتوسط لإظهار الدعم لإسرائيل”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com