أبطالُ فلسطينَ وتهافُتُ المطبِّعينَ
جارالله نايف حيدان
تشهدُ فلسطينُ حَـاليًّا حراكًا جهاديًّا وشعبيًّا فدائيًّا لمواجهة الكيان الصهيوني الإسرائيلي ومحاولة طرده نهائيًّا من المناطق المحتلّة في فلسطين، وقد حقّق هذا الحراك انتصارات ودحر للغزاة وسيطرة على عدد من المناطق بإرادَة شعبيّة فلسطينية، وصُرع العديد من الجنود الصهاينة وأُسر العديد، حدثٌ يرفع الرأس لم تشهده فلسطين منذ زمن طويل.
غزة اليوم واجهت بشراسة مُعلنةً عملية (طوفان الأقصى) التي حصدت العديد من الصهاينة؛ وقدمت نفسَها استشهادية، وما على دول محور المقاومة اليوم إلا الدعم بالسلاح أَو الاستهداف الصاروخي والمسير على المواقع العسكرية للكيان الصهيوني – كأقل واجب – نظراً للحصار المفروض علينا وعلى غزة أَيْـضاً.
مواقفُ الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية ترفعُ الرأسَ باستثناء دولتين أظهرتا خبثهما تجاه فلسطين وتوددهما ومحاولة التقرب من الكيان الإسرائيلي، لا نعلم هل هو رعب من الكيان المتهالك أم أن أصلهما وبذرتهما هي يهودية وليست إسلامية؟!
– الإمارات تظهر بموقف سخيف متحدثة أن الهجمات التي يشنها رجال غزة “تصعيد خطير”، ومظهرة استياءها أَيْـضاً من أسر المستوطنين الإسرائيليين.
– وكذلك هي السعوديّة بموقفها المخزي ودعوتها لوقف التصعيد وضبط النفس!
لم نجد من تلك الدولتين موقف يرفع الرأس على الأقل الدعم المعنوي لرجال غزة!
نحن نمر بزمن “كشف الحقائق” زمن كشف الأقنعة، فمن لم يتضامن مع فلسطين اليوم اكتبوا في جبينه “يهودي”؛ لأَنَّه لن يتضامن معها غداً، وإنما سيقف موقف الحياد ولاحقاً سيقف بجانب المحتلّ الصهيوني..
ولمن يتفلسف عن اليمن وماذا قدمت لفلسطين؟ نقول:
اليمن قضيتها المحورية والأَسَاسية هي “القدس”، ولو فُتح المجال رسميًّا لاستقبال الرجال لتحرير فلسطين من النجاسة الصهيونية لَكان رجال الرجال من اليمانيين هم السبَّاقين لتحرير الأقصى من دنس المحتلّ.
خلاصة الأمر أنه متى ما توحَّدت الدول العربية والإسلامية وقرّرت الدولُ المحايدة الخروجَ من الغفلة التي هي فيها فالكيان الصهيوني المتهالك سيتهالك أكثرَ فأكثرَ إلى أن ينتهي.
نسأل اللهَ أن يلُمَّ الشمل، وأن يوحِّدَ المسلمين في محور واحد لتكون الغلبّة للإسلام وتتحرّر بلداننا من كل محتلٍّ وغازٍ.