ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ… إِنَّكُمْ غَالِبُونَ
فتحي الذاري
يعتقدُ الكل بأن “إسرائيل” تتولى أمنَها واستقرارها بجدارة وتراقب بعنايةٍ كبيرة وتطورات المنطقة المحيطة بها، وفي هذا السياق تشعر إسرائيل بالقلق الكبير عن أمنها الاستراتيجي، واعتقادها أن الخطر سيكون من دول إقليمية في المنطقة، استكبارها الزائف وترسانة الأسلحة التي أنفق عليها مليارات الدولارات منذُ ٧٤ عامًا، وهذا المسار الواضح بتوفيقٍ من الله لطوفان الأقصى الذي يجتاح ويخترق ترسانة الكيان الصهيوني.
فقدَ العدوّ الصهيوني السيطرة لبعض الوقت عقب بدء العملية بحالةٍ من الارتباك وَتبادل الاتّهامات بين قيادات الجيش الإسرائيلي، وأن العدد الضخم من القتلى والجرحى والأسرىَ في صفوف العدوّ الصهيوني فاق كُـلّ التوقعات وآثار الاستياء داخل إسرائيل وتعرية الجيش الإسرائيلي أمام العالم.
قال السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- هذا العدوّ مهما فعل ومهما يشكله من خطورة بأن الحتميات الثلاث تتمثل في هزيمة العدوّ بقولة تعالى: (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأنفسكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أول مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) وهم المطبِّعون، وقال السيد القائد الحتمية الثانية هي خسارة الموالين للعدو الإسرائيلي أن هؤلاء المطبعين والمطبِّلين لخيانةِ التطبيع في السر أَو العلن بأن تصوراتهم ورهاناتهم خاسرة بقولة تعالى: (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَو أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أنفسهِمْ نَادِمِينَ).
النصر والتوفيق بالثبات من عند الله، قال السيد القائد الحتمية الثالثة هي غلبة حزب الله بقوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) وبحكمة قيادة طوفان الأقصى وبسالتهم وإيمَـانهم بالله وتمكينه لعملية بهذا الحجم فقد احتاجت وقتاً طويلاً من الترتيب والتخطيط في تجهيز العملية ومنفذيها وتحديد الأهداف، ومن الواضح أن العملية كانت ناجحة للغاية، وأدت إلى إحراج العدوّ الصهيوني في مختلف المجالات، وأن عدم كشف أجهزة الاستخبارات الصهيونية عن العملية، وعدم حدوث أية تسريبات يشير إلى قدرة المقاومة على تنفيذ المهمات بشكل محترف ودقيق.
وقد قدمت المقاومة الفلسطينية أداءً مذهلاً بشجاعة وسرعة فائقة ودقة عالية تدل وتؤكّـد على تنفيذ المهمة بمهنية واحترافية عالية الكفاءة للمقاومة في مواجهة التحديات وتحقيق الأهداف، بالإضافة إلى ذلك هناك مناطق جغرافية تحرّرت وخرجت عن سلطة الاحتلال وهذا يعني أن المقاومة الفلسطينية نجحت في تحقيق تقدم كبير وتأثير قوي على الأرض.
“طوفان الأقصى” يحظى بأهميّة كبيرة ويشد الأنظار نحو القدس وأهميّة المحافظة على المقدسات الإسلامية والحفاظ على المسجد الأقصى المبارك، والتصدي لأيةِ تهديدات وتواجهه بأمرٍ حاسم وتحرير الأسرى، وقد تعرض العدوّ الإسرائيلي إلى صدمة كبيرة وغير متوقعة، وما زالت هناك المفاجآت والبيانات الدولية العربية والإسلامية والمتضامنة مع المقاومة الفلسطينية وحماية المسجد الأقصى، وصدقت نظريةُ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأن إسرائيل فعلاً أوهَنُ من بيت العنكبوت.