خطابٌ للعَلم القائد في حضرة فلسطين
هنادي محمد
أطلّ قائد الثورة السيد العَلم/ عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- بخطابٍ خصصه للحديث حول آخر المستجدات في الساحة الفلسطينية، تضمن خطابه الحديث حول عدّة محاور؛ حَيثُ ابتدأ بالتذكير بتاريخ الكيان الصهيوني وسياسته الإجرامية منذ نشأته ودوره الوظيفي الذي يؤديه نيابةً عن البريطاني والأمريكي، وفضح حقيقة الغرب الكافر الذي يقدم نفسه حضارياً وهو في حقيقة الأمر داعمٌ للكيان الغاصب.
وأكّـد على أن القضية الفلسطينية من أوضح القضايا وأوضح المظلوميات وأن الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني ومجاهديه هو الخيار الإلهي المتمثل بالجهاد في سبيل الله لدفع شر المحتلّ والرد على كُـلّ جرائمه اللا إنسانية.
ذكر القائد بأن هناك متشدقين يروجون لعناوين زائقة لتمييع القضية الفلسطينية ويعتقدون بأن الأُمَّــة ما زالت تجهل حقيقة الأحداث، وأشَارَ للدور السلبي لما يسمى بالأمم المتحدة التي قدمت خدمة كبيرة للكيان الغاصب وذلك بضمّة لها كعضو واعترفت به مع أنه لا مشروعية له، ومحاولة فرضهم لمعادلة غير واقعية ولا يتقبلها شرعٌ ولا قانون، وهي أن يفعل الإسرائيلي كُـلّ ما يشاء ويرد من جرائم وانتهاكات دون أن يكون لشعب فلسطين الحق في إظهار رد فعل مقابل، وطرح تساؤلًا استنكاريًا باحثًا عن صوت وموقف وموقعِ كُلٍّ من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي مما يجري في فلسطين.
وكان للمطبعين مساحة في خطابه -يحفظه الله-، حَيثُ قال بأن موقفَ المطبِّعين مخزٍ للغاية، وكشف مدى ولائهم الكبير لإسرائيل وحجم إساءَاتهم لفلسطين شعبًا ومقاومةً، وأن مشروع التطبيع الهدف من وراءه تصفية القضية الفلسطينية.
بارك سماحته عملية طوفان الأقصى ووصفها بالعظيمة والمهمة، وذكر بأنها أتت في إطار الحق المشروع للفلسطينين وبقرارٍ فلسطينيٍ خالص من واقع مظلومية واضحة وحقٍ واضحٍ لا لبس فيه، ويجب أن تحظى بالمساندة؛ لأَنَّها إيذانٌ من الله ببدء مرحلة جديدة لمزيد من التأييد الإلهي ومؤشرٌ لاقتراب الفرج، ولفت إلى أن هذه العملية أتت في ظرفٍ واضح من استهداف غير مسبوق للأقصى بما له من أهميّة وقدسية، والحجّـة واللوم يوجّه ضد الكيان الصهيوني وضد من يتبنونه ويقدمون له أشكالَ الدعم، على رأسهم أمريكا التي بادرت في الدعم وأول من علا صوتها صياحًا وعويلًا، وبذلك تعتبر شريكة في كُـلّ ممارسات الكيان الإجرامية.
يشير السيد عبدالملك إلى أن أرض فلسطين عربية وكلّ العالم الإسلامي معنيٌ بها، خَاصَّة العرب، ويجب أن تحظى بمساندة في جميع المستويات؛ لأَنَّ الخطر الذي يهدّد شعب فلسطين هو تهديدٌ للأُمَّـة بأكملها، وشدّد على وجوب أن يكون لجميع الشعوب صوتٌ مسموع بشكل واضح؛ لأَنَّه لا يليق بالأمة أن تقف موقف المتفرج في الوقت الذي يتلقى فيها المعتدي كامل الدعم لتنفيذ جرائمه الوحشية على المدنيين نساءً وأطفالاً، وشعبنا اليمني أسمع صوته للعالم منذ أول يومٍ للعملية وهو حاضرٌ لفعل كُـلّ ما يستطيع لأداء واجبه المقدس وهو الموقف الحاسم الذي عبّر عنه من خلال خروجه الحاشد في المسيرات المؤيدة لعملية طوفان الأقصى.
يقول قائد محور مقاومة اليمن، إن هناك تنسيقًا تامًّا مع محور المقاومة ومجاهدي فلسطين لفعل كُـلّ ما يمكن من الخيارات المساعدة التي لها الأثر الكبير في الدعم وإيلام العدوّ ولو على مستوى القصف الصاروخي والطيران المسيّر إذَا ما تدخل الأمريكي، وذكر بأن مشكلة شعبنا هي جغرافية ولو فتح الطريق لتم تفويج المئات من مجاهدينا.
وجّه السيد رسالةً لمجاهدي فلسطين قائلًا: “أنتم لستم وحدكم، شعبنا إلى جانبكم، وكلّ أحرار الأُمَّــة إلى جانبكم، لا تكترثوا لكل تلك الحملات الإعلامية والإرجافات”، وتوجّـه بالإدانة والشجب لكل ما يقوم به المطبعون، وما النصر إلا من عند اللهّ، والعاقبةُ للمتّقين.