فتيةُ النور
عبدالرحمن السحيمي
فتية نشأوا في بيت ركائزُه مبنيةٌ على الدين وتحت رعاية الله ثم والدهم السيد بدر الدين بن أمير الدين بن الحسين بن محمد الحوثي أحد أعلام الهدى -رحمه الله- الذي ورث أبناؤه شُعلةً إيمانيةً كما ورثها جَدُّهم لأبيهم تلك الشعلة التي حاول أعداء الله إطفائها بداخل كهوف جبال مران.
(يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).
والمتابع للحروب الستِّ والتي استشهد فيها الأخ الأكبر الشهيد السيد حسين بدرالدين الحوثي، صاحب المبادئ والقيم والنظرة الثاقبة لمستقبل مشرق مستنير طريقه بكتاب الله الكريم، سائرًا على نهج جده الحبيب المصطفى -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، طامحًا للشهادة التي نالها بفضل من الله وطامع في إصلاح البلاد، حاملاً همومَ شعبه وأمته، وبعد استشهاده حمل أخوه السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -سلام الله عليه- تلك الشعلة الإيمانية من قلب كهوف جبال مران خارج جغرافية صعدة متجهاً بها إلى صنعاء، ولن تتوقف الشعلة الإيمانية في صنعاء، بل سوف يصل مداها الذي يشفي قلوب المؤمنين.
وطالما تطرقنا لذكر هؤلاء الفتية يجب أن نبحر في بحر منجزاتهم التي تذكر وتشكر، ولو أن المقال لن يستوعبها، وجميعها منجزات جزلة، حتى الدول التي دخلها القومي يتجاوز 300 وَ500 مليار دولار لم ينجزوا ما تم إنجازه باليمن تحت قيادة وتوجيهات السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ومن أهمها الحفاظ على عدم انهيار مؤسّسات الدولة وإعادة الدولة من لا شيء وهو تحت حرب عبثية تكالبت على اليمن تحالفات دولية وحصار جائر قرب على تسع سنوات عجاف، واستطاع بتوفيقٍ من الله استرجاع سيادة وطنه وإعادة كرامة شعبه وأمته، اهتم بالزراعة، مما كان رافداً من روافد الأمن الغذائي، واهتم بصناعة السلاح من البندقية إلى الصاروخ والطيران المسيَّر وكافة الذخائر، وصنع بتوفيق من الله جيشاً من الرجال تم بنائهم على عقيدة قتالية تفتقرها معظم جيوش العالم، والشاهد على ذلك ما تم عرضُه في 21 سبتمبر، وما تم عرضُه هو الظاهر لنا ولكن ما خفي أعظم، الاهتمام بالتعليم والاستثمار في صنع أجيال المستقبل، والاهتمام بمجال الصحة وتقديم الخدمات للمرضى والخدمات العامة مثل الكهرباء والماء وصيانة الطرق، حتى الأسر الفقيرة وأبناء الشهداء في أوائل تلك القائمة المباركة، ولكن كُـلّ العجب والعجاب كيف تحقّقت تلك المشاريع بدون موارد مالية للدولة، وأنا هنا أتخيل كيف تصبح اليمن عندما تسترد مواردها المالية، إنها النمر العربي الصاعد في منطقتنا، وهنا يعود الفضل لله، ثم لصمود الشعب اليمني ووقوفه المشرّف خلف قياداته، التي ما زالت مُستمرّة ببذل الجهود المضنية، التي تساهم في بناء دولة حديثة تستمد دستورها وقوانينها من كتاب الله، وهذا ما تحدث به السيد عبدالملك أثناء كلمته في احتفالات الشعب اليمني بذكرى مولد الحبيب المصطفى -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-.
كما أضاف في خطابه إعادة تشكيل حكومة كفاءات، والعمل على تصحيح وضع القضاء، وبعد انتهاء خطاب السيد عبدالملك هناك هتافات ملايين من الشعب بقولهم: “فوضناك يا قائدنا”، الشعب اليمني فوض سماحة السيد عبدالملك الحوثي بصوت عالٍ جِـدًّا: “فوّضناك يا قائدنا”.
فمن يستطيع الوقوفَ أمام إرادَة الشعب، حان الوقت الذي تختفي فيه الثعابين قبل تُقطَعُ رؤوسُها برماح هذا الشعب الشامخ شموخ جبال اليمن الشاهقة، نعم يا سادة تفويض شعبي واضح وضوح الشمس ومنقول على الهواء مباشرة بالصوت والصورة بعيداً عن صناديق اقتراع الكذب والتزوير، يمن اليوم لن يكون يمن الأمس، طالما وجد الشعب اليمني قائداً لمسيرته المباركة، والتي تجسدها ثورة 21 سبتمبر، قيادة تتمثل في شخص سماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي سلام الله عليه.
حفظ الله اليمن وشعبها العظيم.