التحَرُّكُ المقدس.. وجمعةُ الطوفان
فاطمة البرقي
ليس هناك أقدس من الدفاع عن قضية الأُمَّــة العربية والإسلامية على وجه الخصوص، وما يحدث اليوم من تخاذل للأنظمة العربية والإسلامية في التحَرّك المُقدس والدفاع عن القضية الفلسطينية، مَـا هو إلا دليل على انبطاحهم تحت أقدام اليهود والنصارى وضعف نفسياتهم المُدنسة بتولي أعداء الله،
إن الشعوب العربية والإسلامية اليوم تتوق لأن تُشارك في الجهاد مع إخوانهم المجاهدين في غزة وتحَمُل ما يتحملون من مصاعب، لكن ما يعيقها هي أنظمتها وطابعها التبعي! التي تهِم مصلحة الكيان الإسرائيلي أكثر من القضية الفلسطينية والفلسطينيين أنفسهم، وهَـا هي الأردن تقمع المتظاهرين وتمنعهم من الوصول إلى الحدود بالغاز المسيل للدموع والضرب، كذلك مصر التي تقوم بحبس كُـلّ من يتضامن مع أبطال المقاومة، الإمارات التي جعلت مطاراتها في خدمة طائرات الكيان الصهيوني الزائل، وغيرهن! الكثير من الأنظمة العميلة وَالمُطبعة، التي لم تكتفِ بتصريحاتها المُذلة والمخزية؛
اليوم أصبحت الشعوب تعاني من أنظمتها أكثر مما تعاني من الغرب أنفسهم، الشعب الفلسطيني، ينادي يا أمة الإسلام يا عرب فهل تستجيب الشعوب اليوم؟! وتقف في وجه أنظمتها وتنتصر للقضية الفلسطينية!!
إن ما رأيناه اليوم في جمعة الطوفان من بعض الشعوب، هو مشرف ومشرف للغاية استجابة لدعوة المقاومة الفلسطينية، ولكن هل بقية الشعوب، ستقتدي بالشعوب التي خرجت وتوجّـهت للحدود، أَو على الأقل أعلنت موقف مشرف وصريح دفاعاً عن القضية الفلسطينية والتحَرّك الجاد لنصرة إخواننا في فلسطين.
لستم وحدكم يا أهل غزة يا أهل فلسطين ونحن قادمون لنصرتكم بكل ما نستطيع، هذا هو حال لسان كُـلّ من خرج اليوم في هذه المسيرات العالمية والمظاهرات المشرّفة في جميع بقاع الأرض، يودون لو يتقسموا معهم القصف وَالحصار وكل شيء فهم مستعدون أن يتحَرّكوا في خدمة هذه القضية المقدسة وأن يُضحّوا بأنفسهم وأموالهم وأهلهم لتحريرها.