التطبيعُ لن يكونَ عائقاً أمامَ هزيمة “إسرائيل”
فاطمة عبدالملك إسحاق
بدأت المعركةُ التي طال انتظارها، ليست كما يعتقدُها العدوّ الإسرائيلي، فالقوة التي يُراهن عليها المجاهدين؛ هي قوة الله الجبار، وليس رهان على بعض الدول العربية كما تفعل إسرائيل، رهان اليهود على المطبِّعين رهان خاسر لا محالة فإسرائيل اليوم تعتقد بإن التطبيع من قِبل بعض الدول العربية والتخاذل مع القضية الفلسطينية؛ هو سبيل نجاتها وانتصارها بسيطرتها على كامل الدولة العربية والإسلامية فلسطين، ولكنها أحلام اليقظة التي لا يريد اليهود أن يفيقوا منها، فلن تحدث مهما طالت مدة حرب العرب مع إسرائيل.
بينما كنا ننتظر تضامن الدول العربية مع محور المقاومة لنصرة الشعب المظلوم ولتحرير الأرض المحتلّة، بعد الانتهاكات المتكرّرة من قِبل الكيان الإسرائيلي بحق المدنيين وبحق المقدسات الإسلامية، كانت الأعراب ولا زالت تُسارع بالتطبيع، كانت السعوديّة من الأوائل في تنفيذ الأوامر الأمريكية؛ تعزيزاً لبقاء إسرائيل في فلسطين، موقف يتنافى مع الإسلام والعروبة والإنسانية، ما يجب على الدول العربية أن تقف موقف الحق وأن تدافع عن فلسطين وأن تكون صفاً واحد ضد اليهود وأن توحد الموقف بفتح كُـلّ مجالات المساعدات الإنسانية لإغاثة المحاصرين في غزة، وأن توجّـه أسلحتها وجيوشها لمواجهة إسرائيل.
لا يمكن لدول تحالفت لتُحارب اليمنيين كافة أن تُساند الفلسطينيين، كُـلّ ذلك استجابة للخطط والمؤامرات الصهيونية الأمريكية، لربما لن تُسكت الشعوب على ما تقترفه الحكومات من انحطاط وانحراف عن الدين الإسلامي، يجب على الشعوب العربية والإسلامية أمام المشاهد التي نراها في غزة أن تستعيد كرامتها وأن تثور؛ مِن أجل نُصرة القدس اقتدَاء بقيادة اليمن وشعبها.
فالحصار والحروب المتتالية منذ 2002 حتى هذه السنة كانت نتيجة لإعادة قضية فلسطين فذلك ما طمح إليه السيد حسين الحوثي؛ لتكون قضية اليمن الأولى هي مواجهة خطر أمريكا وإسرائيل في المنطقة وتحرير القدس من دنس اليهود، لمن لم يستطع فهم وإدراك أن حروب اليمن كانت صهيونية؛ مِن أجل دفن القضية الفلسطينية وإنهاء الوجود العربي والإسلامي فيها؛ لتكون القدس مِلكُ لليهود.
ما نراه اليوم من قتل وتشريد وقصف مكثّـف، سيجرف اليهود إلى الهاوية، هو الهزيمة الحتمية للكيان الصهيوني بإذن الله، ولكن اليمن لم تكتفِ بالإدانات والشجب، مستعدة للجهاد والاستشهاد مع المقاومة الفلسطينية، ومن ذلك ما نراه من تنسيق للسيد القائد عبدالملك الحوثي، مع محور المقاومة.
لن تُهزم معركة قائدها السيد حسن نصر الله، وسنده أنصار الله والحشد الشعبي والجيش السوري، فهذه الحرب ستكون بإذن الله الحرب الأخيرة مع الصهاينة.