الحديدة: سيولٌ بشريةٌ في السهل التهامي تتدفَّقُ لمساندة “طوفان الأقصى”
المسيرة: الحديدة:
لليوم السابع توالياً، ما يزالُ السهلُ التهامي يتدفَّقُ بسيول بشرية حاشدةٍ؛ لمناصرة فلسطين -أرضاً وشعباً ومقدسات-، حَيثُ شهدت مدينة الحديدة، عصرَ أمس الجمعة، مسيرة كبرى ووقفات مقدسية على امتداد الرقعة الجغرافية التهامية الحرة؛ دعماً وإسناداً للمقاومة الفلسطينية البطلة وعملية طوفان الأقصى.
وفي المسيرة الحاشدة بشارع الميناء في مدينة الحديدة، احتشد الآلافُ من أبناء تهامة الوفاء، ليشكِّلوا لوحةً جماهيرية كبرى؛ تعزيزاً لصمود غزة وإسناداً للمقاومة الفلسطينية في مواجهة كيان العدوّ الصهيوني الغاصب.
وفي المسيرة هتف المشاركون بشعاراتِ التضامن مع قطاع غزة والشعب والمقاومة الفلسطينية، والتأكيد على واحدية النضال ضد المحتلّ الصهيوني وداعمه الأكبر والرئيسي أمريكا.
وفي المسيرة التي اكتظت بجموع غير مسبوقةٍ من مختلف مديريات المحافظة، رفع أحرار تهامة الوفاء الرايات المقاومة والعلم الفلسطيني؛ تعبيراً عن موقف الشعب اليمني الثابت والمبدئي تجاه قضية فلسطين، مؤكّـدين دعم فصائل المقاومة لمواصلة ردع العدوّ الصهيوني والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى تحرير أراضيه المحتلّة واستعادة كامل حقوقه المسلوبة.
وبمشاركة المحافظ محمد عياش قحيم وأعضاء من مجلسَي النواب والشورى، اعتبر أحرار تهامة الوفاء عملية طوفان الأقصى فخر وعزة للأُمَّـة والطريق الصحيح لاستعادة حقوق الفلسطينيين وتحرير أراضيهم، مؤكّـدين أن قضية فلسطين ستظل قضية اليمن الأولى والمركزية وأن فلسطين والقدس الشريف في ضمير كُـلّ أبناء الشعب اليمني.
وعبّروا عن استنكارهم للموقف الدولي المتواطئ مع العدوان الصهيوني والحصار على قطاع غزة وتقديم الدعم اللا محدود للعدو الصهيوني، مقابل صمت وتخاذل الأنظمة العربية خَاصَّة المطبّعة مع الاحتلال.
وطالبوا بمؤازرة الإرادَة الشعبيّة لفصائل المقاومة التي تواصل معركة “طوفان الأقصى” في طريق التحرير والدفاع عن الشعب الفلسطيني وأراضيه والمقدسات لمواجهة الإرهاب الصهيوني المتواصل ضد الشعب الفلسطيني منذ 75 عاماً.
وخلال المسيرة أشار محافظ الحديدة، إلى أن مواقف أبناء اليمن تجاه قضية فلسطين والأقصى، نابعة من المبادئ والقيم والهُــوِيَّة الإيمانية والعقيدة الإسلامية التي تحث على التكاتف والتلاحم ووحدة الصف في مواجهة العدوّ المشترك للأُمَّـة.
وأوضح أن عملية “طوفان الأقصى” بداية غيث لتلاحم أبناء الأُمَّــة واستعادة أمجادها، داعياً إلى التحَرّك الجماهيري لأبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية انتصاراً للقضية الفلسطينية وتحرير المقدسات الإسلامية.
واعتبر العملية بداية حقيقية لتلاحم الأُمَّــة العربية والإسلامية في مواجهة الاستكبار العالمي الذي تقوده الصهيونية العالمية أمريكا وإسرائيل، لافتاً إلى أن أمريكا صانعة للإرهاب من خلال تمويلها ودعمها اللا محدود للصهاينة.
ونوّه إلى أن محور المقاومة، أمل الشعوب للانتصار للحق العربي والإسلامي وردع الصهاينة، مؤكّـداً أن المرحلة المقبلة، مرحلة تحَرّك الشعوب لإيقاف مخطّطات التطبيع والتقارب مع كيان الاحتلال وترسيخ الوحدة الإسلامية لمواجهة العدوّ الغاصب.
بدوره أكّـد نائب رئيس وحدة العلماء والمتعلمين بالمحافظة، الشيخ علي صومل، في كلمة العلماء، أهميّة توحيد الصف العربي والإسلامي في مواجهة مخطّطات العدوّ الصهيوني ومشاريعه في تهويد مدينة القدس واقتحام قطعان المستوطنين لباحات المسجد الأقصى ومنع أبناء الشعب الفلسطيني من الوصول إلى الأماكن المقدسة.
وأوضح أن “الدعم الأمريكي للعدو الغاصبِ برهَنَ للجميع أن الإدارة الأمريكيةَ هي الداعمُ الأكبرُ للإرهاب والجريمة في العالم، وما تدّعيه واشنطن من اهتمام بقضايا حقوق الإنسان والحريةِ مُجَـرّد محض افتراء لا يمُتُّ للحقيقة بأية صلة”.
وقال: “إن الفعل البطولي والتاريخي المتمثل في عملية “طوفان الأقصى” فخر واعتزاز لأحرار العالم أجمع”، مشيداً بصمود الشعب الفلسطيني وهو يواجه الإجرام والتوحش الصهيوني المسنود بالدعم الأمريكي الكبير واللا محدود.
وأكّـد بيان صادر عن المسيرة التهامية وقوفَ الشعب اليمني إلى جانب الشعب والمقاومة الفلسطينية بالسلاح والرجال والإمْكَانيات في مواجهة العدوّ الصهيوني، مستنكراً مواقف الدول المطبّعة وما تقوم به من ممارسات ومخطّطات لتفكيك صف أبناء الأُمَّــة الإسلامية، معتبرًا استمرارَ صمت المجتمعِ الدولي إزاء الجرائم التي يمارسُها الاحتلال الصهيوني في الأراضي المحتلّة، وصمةَ عار ومشارَكةً علنية في الحرب والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وندّد البيان بالدعم الأمريكي الغربي للعدو الصهيوني لشن العدوان على المدنيين في قطاع غزة وفرض حصار شامل ومنع الخدمات الأَسَاسية ودخول المواد الغذائية والأدوية للقطاع، معتبرًا ذلك جريمةَ حرب وإبادة جماعية بحق الفلسطينيين.
وانتقد البيان المعاييرَ الازدواجية لبعض الدول الغربية وأمريكا والكيل بمكيالين ومضاعفة معاناة ومظلومية الضحايا الفلسطينيين وتشجيع الجلاد الصهيوني المنتهك لحقوق وأراضي الشعب الفلسطيني.
واستغرب تعاطفَ العديدِ من الدول وتأييدها ودعمها للعدو الصهيوني، متجاهلة التاريخ الإجرامي لهذا الكيان بحق الشعب الفلسطيني الذي تعرض لأفظع جرائم دموية، مؤكّـداً أن استمرارَ تواطؤ المجتمع الدولي ستكون عواقبُه وخيمةً في دول المنطقة.
وأكّـد البيان، أن “الخيار الوحيد للقضية الفلسطينية، دعم فصائل المقاومة بالمال والسلاح والمقاتلين؛ للرد على المجازر التي ارتكبها العدوّ الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني ووضع حَــدّ لصلف وغطرسة المحتلّ الغاصب”.
وجدد بيان المسيرة، تضامن ووقوف أبناء الحديدة إلى جانب المقاومة الفلسطينية الباسلة وجهوزيتهم للمشاركة في خوض معركة تحرير الأراضي المحتلّة حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وقبل ذلك كانت كُـلّ مديريات وعُزل الحديدة قد نظمت وقفات تضامنية؛ دعماً لفلسطين -أرضاً وشعباً ومقدسات-.
ورفع المشاركون في الوقفات الأعلامَ الفلسطينية، مؤكّـدين أهميّة توحيد بُوصلة الجهاد صوب العدوّ الأوحد للأُمَّـة، وهم الصهاينة والداعم الرئيسي لهم الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكّـدت الكلمات، التي ألقيت في الوقفات، أن “اليمنيين في كُـلّ المحافظات المحرّرة والصامدة يجمعون على واحدية الكفاح والنضال ضد المحتلّ الصهيوني، ورفض مشاريع التطبيع وخيانة قضايا الأُمَّــة وعلى رأسها قضية فلسطين”.
وأكّـدت بيانات الوقفات، أن “الأُمَّــة تقف اليوم على مفترق طرق، وأن على أحرار الشعوب العربية الإسلامية اختيار سبيل الجهاد حتى تحقيق النصر الإلهي الموعود على أعداء العروبة والإسلام”.