استراتيجيةُ التغيير الجذري من الجذور إلى الأطراف

 

الاعتزاز خالد الحاشدي

سيادةٌ واستقلال، سلطةٌ وحكومة، قيادةٌ وشعب، قراراتٌ وتوجيهات، وتفويضٌ للقائد وتسليمٌ مطلق.

جرت حكمة القائد العظيم في شعبه، بأن يعلن في الربيع المحمدي عن انتقالات واسعة، وتغييرات جذرية في حكومة الإنقاذ، وتشكيل حكومة جديدة على أرقى مستوى مما قبلها، بناءً على مطالب الشعب اليمني الذي يعز عليه ولا يرفض له طلبًا، كيف لا وهو من قال: (أسأل الله أن يوفقني لأن أكون خادماً لهذا الشعب) عبارة عظيمة جِـدًّا قالها من أعماق قلبه، لم نسمعها من زعيم أَو رئيس عربي، فأيما قائد يمتلك هذا الشعب العظيم!

فحينما أعلن السيد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- عن هذا التغيير، هتفت الحشود المحمدية قائلة: (فوّضناك يا قائدنا فوضناك)، فوضته واثقة به لا اعتراض في ذلك، فوّضته وسلّمت له التسليمَ المطلَقَ في قراراته، واثقة بأنه لن يتخذ إلا القرارات المناسبة التي يرضى بها الشعب وترضيه.

فهو اتخذ قرار عزل حكومة الإنقاذ بالكامل وعلى حَــدٍّ سواء، حتى وإن كان منهم المخلصين والأوفياء، ولكنه وجب عليه ذلك التغيير الكامل حتى لا يبقى أحد في نفسه شيء على الآخر، أراد أن يغير كُـلّ من في حكومة الإنقاذ من وزراء؛ كي يتيحَ لغيرهم المجالَ للحكم، وقد يكونون ذوي كفاءة عالية أكثر ممن كانوا قبلهم.

اتخذ السيد القائد -يحفظه الله- هذه الاستراتيجية في التغيير الجذري الكامل؛ كي يُعيِّنَ أشخاصاً يساعدونه ويعينونه في بناء الدولة، ولا شك أنه كان هناك ممن كانوا يسعون لخدمة الوطن بكل جوارحهم واستشعروا أنهم كانوا في موقع مسؤولية عظيمة فسعوا للعمل والجد والاجتهاد في خدمة الدولة والشعب، كما لا ننكر أنه كان هناك ممن استغلوا مناصبهم كوزراء وعبثوا بأموال الدولة، ولم يستشعروا هذه المسؤولية وأنهم يوم القيامة سيحاسبون على كُـلّ تفريطهم.

لذلك كان يجب على السيد القائد أن يتخذ هذا القرار بحق الجميع، سواءً من كان مخلصاً أَو غير ذلك، وكما وجه بتغيير جذري فنطلب منه ألا ينسى تغيير الأطراف أَيْـضاً، وألا يدع تلك الأشجار التي لا تثمر باقية على أرضها ويجب اقتلاعها.

وأخيراً لا نقول إلا فوضناك أبا جبريل.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com