(طوفانُ الأقصى).. هل هو بدايةُ النهاية؟

 

أم الحسن الوشلي

كانوا في البداية أطفال حجارة، واليوم هم فرسان أخذ الثأر من كُـلّ غازٍ وبكل جدارة.

فقد تمادى الاحتلال الصهيوني كَثيراً في فلسطين المحتلّة، فهدم المنازل وأسر الشباب، وتسفح في سفك الدماء وانتهاك الحرمات للمقدسات الإسلامية، وارتكاب أبشع الجرائم في حق الأطفال والنساء، وتعذيب المواطن الفلسطيني بشتى الوسائل البشعة والقذرة والوحشية؛ حتى أن فلسطين أصبحت مَثْلاً يُضرَبُ به في المظلومية، وتسطَّرت قصصاً للأجيال تحكي الأوجاع وأعمق الجراح، حتى رسم في الخيال أن كُـلّ أَنَّةٍ أَو آهٍ تخرج من الأعماق فهي فلسطينية.

لا يعقل أن ينمو الطفل وهو يرى المحتلّ يترعرع في بلده على حساب جراح أهله ودماء أقاربه؛ يرى أبشع الجرائم في حق شعبه ويظل ساكتاً ومتنصلاً عن أخذ حقه بيده، لا يعقل أن يحرم من والده ويتمزق من الجوع هو وإخوته، وتقتل أُمه أمام عينه ولا يحرك ساكناً في داخله، آن الأوان لطوفان الأقصى ورد الاعتبار لما قد جرى.

فها قد صار الأطفال ثوارًا مقاومين وتحولت الحجارُ للحديد والنار، فلكل غازٍ نهاية، ولكل ذي حقٍ نصرٌ مشرفٌ، وما هذه إلا البداية، لا بدَّ أن تتكاتف الأيادي العربية والإسلامية لطرد كُـلّ غازٍ ومحتلّ في كُـلّ أرضٍ عربية.

ولا بدَّ للقدس من عودةٍ حميدة، ورفع رايته المجيدة، لا بدَّ من العُلا لمن سهر الليالي في جوف مترسٍ يحكي أن في فلسطين أبطالاً يكتبون تاريخ غزة وسيجسدون يوماً الحقيقة.

ومن صميم محور المقاومة، ليست فلسطين وحدها ولم يكن الإجرام الصهيوني مقتصرًا عليها، بل إن العدوّ واحد والمستهدَف واحد؛ إذ إن الرد سيكون واحدًا، وإن كان متأخرًا فهو أقوى، والحق يؤخذ ولا يُعطى، وعلى كُـلّ الشعوب أن تأخذ حقها وأن تحمل سلاحها حملةً واحدةً، وتتكاتف في أخذ كُـلّ حقوقها المستعمرة، فكل مستعمر للبلدان العربية ينتمي للصهاينة، وكلّ عربي حرٍ أبي ينتمي جزءٌ منه إلى فلسطين ولن يتجزأ ذاك الجزء، والغزاة ستجرفهم الدماء العربية إلى مستنقع التاريخ، واللعنة على اليهود لن نتردّد في رفع صرختنا الواحدة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com