“طوفانُ الأقصى” الطريقُ إلى القدس
دينا الرميمة
سبعة عقود وَالفلسطينيون يعمِّدون بدمائهم اسم فلسطين كوطن وَدولة عاصمتها القدس، في الوقت الذي يريد الكيان الغاصب حلها لدولتين وبهُــوِيَّتين يكون له فيها النصيب الأكبر، في ظل دفاع وَمقاومة من أبناء فلسطين الذين، خطت سنوات الاحتلال تجاعيدها البشعة على وجوههم وعلى حيطان وَجدران القدس، في ظل صمت وتجاهل من خونة العرب وَرضا تام منهم!! حتى أن البعض منهم شد الخطى نحو الكيان الصهيوني ليتقرب إليه زلفى ويمكنه من غرس أوتاده وكيانه بالأرض العربية، غير آبهين بما يتلونه من آيات تحرم التولي والتقرب لليهود!
ما جعل الصهاينة يزدادون بشاعةً وضراوةً على الشعب الفلسطيني وأرضه بعد أن ضمن عدم التنديد وَالإدانة؛ فكان لهم في كُـلّ يوم مجزرة، وَكانت جنائز القدس وَأقصاها لا تتوقف وَحجم الأرض يتناقص من أيدي الفلسطينيين، والحرمات تنتهك، والمساجد تستباح ظناً أن العنف هو طريقهم وسلاحهم لاستبدال هُــوِيَّة القدس العربية بالهُــوِيَّة العبرية!!
أضغاث أحلام حوَّلها الفلسطينيون إلى كوابيس، بعد أن ظلوا لسنوات ينمون أنفسَهم وَكالبنيان يرصون الصفوفَ وَيشعلون نار غضب عمرُها سبعون عاماً، تناثرت ويلاً وثبوراً على المدن المحتلّة في عملية سيف القدس، التي أسقطت كُـلّ رهانات الصهاينة، وَأعادت إلى الذاكرة فلسطين وَمقاومتها وَتمخضت أبطالاً شجعانَ سطَّروا عمليات فردية بين طعن ودهس وقتل بالرصاص، جعلت العدوّ يرتعد خوفاً وَيحاول بالعنف استعادة ما كسر من هيبة جيشه، الذي ظن أنه لا يقهر، حتى رأيناه على أثر طوفان وبيوم سبت وَعيد يتهاوى كقشةٍ تحت أقدام مقاومي فلسطين ممن اقتحموا السياج وَحطموا الجدران وَالأوهام في عملية تحرير للأرض من قيود كبلتها وَأرهقتها لعشرات السنين، وَبفجر يوم أُكتوبري أوقدوا من رماد نكبة فلسطين ونكسة العرب جمرة أشعلت المستوطنات وَنسفت أكذوبة جيش إسرائيل وأجهزة مخابراته، التي قيل إنها من أقوى مخابرات العالم فتحطمت على ذات مروحية وَقذيفة! فكان الفجر الأقسى على الكيان.
هو الطوفان الذي لن يكف عن الهيجان حتى تصبح إسرائيل سراباً في مخيلة اليهود وَالمطبعين معهم، وَحلماً بائداً يخشى أصحابه أن يراودهم على حين غفلة وَغفوة، وَبنفس الوقت هو حُلمٌ لطالما داعب مخيلة أبناء فلسطين وكلّ عربي حر عشق فلسطين حتى صار حقيقة ناصعة في سماء دول المحور، التي تلحف أبنائها بعلم فلسطين وَملأوا ساحات وباحات مدنهم احتفالاً بالنصر وَدعماً وَتأييداً ومباركةً، ويقينًا بأن اليوم الموعود لتضمهم القدس وَأقصاها رُكَّعًا سُجَّدًا بات قاب قوسَين بينهما إصرار وَتكبيرة.
إنها الحتميات الثلاث التي ذكرها السيد القائد متمثلة بـ:
الحتمية الأولى: هزيمة العدوّ (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).
الحتمية الثانية: هزيمة الموالين له (فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ).
الحتمية الثالثة: غلبةُ حزب الله المؤمنين (وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ).