هتكُ الأعراض والجبينُ الأسود

 

زينب إبراهيم الديلمي

حفنةٌ من الوحوش الارتزاقيّة ذات صِبغةٍ إماراتيّة تنهش في جسد المحافظات المحتلّة، مُستعبدةً سُكانها الذين لا ذنب لهم سوى تصديق الإفك الإماراتي المُريب في قلب الواقع الجنوبي إلى جنات عدنٍ وذات بروجٍ مُشيّدة، وتستعرض بوليسيّتها أمام الخلق بأنها جديرة في ارتكاب أشنع الجرائم وهتك الأعراض واستباحتها بكُل برود ولامُبالاة!

العار الأسود الذي صنعه انتقالي الإمارات في محافظة حضرموت لم يكن أول المحطات استباحةً لأعراض النّاس، بل سِجّلاً بأكمله من سيّئات أفعالهم القذرة وسياسات خططتهم الإجراميّة.. العار الأسود الذي كُتِبَ على جبين الإمارات ومرتزِقتها الانتقاليّة ينضح إناءها الزائف والعبثي بأنها لم تكن حامية حماة من وَطِئَت قدمُها لحمايتهم، بل إناءات من الحقد والكراهيّة وفقدانها لسُترة المحافظة على الشرف والسّيادة، كيف لا وهي من سَهَّلت للّوبي الصّهيوني دخول دويلاتها وتقديم نفسها قُرباناً له!

صراخ أم وبكاء أطفال يعلو في ذلك المنزل البسيط الذي يؤوي أسرة لم تعرف ويلات الاقتحامات ولا لِثام اللّئام، واستنجادٌ بالغوث أن لا يُهتك ما هُتك من حرمة منزلها بدخول مليشيات الإمارات عمداً ووقاحة لمُداهمتها ومُداهمة براءة أطفالها.. مُتجاهلين صدى الغيارى وعنفوان الغضب اليماني الذي سينفجر بركانه لكل أرض استُبيْحت ولكل عرض هُتِك.

في ذات التوقيت، بلع من توشّحوا برداء الوطنيّة ألسنتهم وأصبحوا كفُصّ الملح الذائب في متاهات التجاهل، ولم نسمع ضجيج وطنيّتهم في توقيتٍ هو الأنسب في فداء الوطن بالدم والروح عملاً ونهجاً، لا بلقلقة لسان ولا تماهياً بأنهم يمانيين جنسيّة وانتماء، لم يستخدموا وطنيّتهم في سنوات العدوان التسعة التي برزت كُـلّ أشكال التوحش والإجرام بحق وطنٍ وشعبٍ بأكمله، لم يستخدموا وطنيّتهم في التحَرّك الجاد ولو بكلمة تستنكر هذا الفعل الشنيع الذي هو جزءٌ من الاستبداد العدواني لأبناء المحافظات المحتلّة، بل لبسوا هذا الرداء لإهانته واستخدامه كغرضٍ فتنوي عدواني يحاولون -ومعهم العدوان- النّيل من قداسة اليمن العريق وعظمة شأوه التاريخي.

وإزاء هذه الجريمة الفادحة لن تكون كُـلّ شبرٍ من يمننا الحبيب نزهة للأعداء يتنزّهون ويحقّقون مرام سفالتهم وحقارتهم أنّى شاءوا، لن نتركهم يستعبدون أهلنا في الجنوب والشرق اليماني وينتهكون أعراف الشرف والعرض الذي يعد انتهاكه عيباً وعاراً يُضاف إلى جبينهم الأسود كسواد الفحم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com