بهذه الطريقة تستخدم “داعش” النساء لتجنيد مسلحين غربيين!
صدى المسيرة../
كشفت وثائقُ تتعلّقُ بهجرة بعض الفرنسيين الى سوريا للالتحاق بجماعة “داعش” الإرهابية الطريقة التي تستخدم فيها “داعش” النساء لتجنيد المسلحين الغربيين.
ونشر موقع “العهد الإخباري”، وثائق هي عبارة عن مرافعة قضائية قدمها أحد المحامين الفرنسيين عن موكلته، وهي فتاة من اللواتي وقعن ضحية شبكات تابعة لـ”داعش” تعمل على تجنيد فتيات تمهيدًا لإرسالهن الى سوريا.
وتكشف المرافعة في بعض فصولها كيف كانت هذه الشبكات تستخدم الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي في عمليات التجنيد والهجرة الى سوريا، وتوضح المرافعة في أجزاء منها كيف استخدمت “داعش” العامل النسائي في إدارة هذه الشبكات، وفي عمليات جذب المقاتلين والمتطوعين من الغرب الى تركيا، ثم الى سوريا.
وتشير مرافعة المحامي الفرنسي، الذي نتحفظ عن كشف هويته، الى اسماء أعضاء الشبكة موضوع الدعوى، وغالبيتهم من النساء وبعضهن فتيات قاصرات.
ومما قاله المحامي في مرافعته: من المعلوم أن السيدتين (سونيا. و، زويه. ز) تم توقيفهن في 14 آذار عام 2014 بتهمة التعامل مع مجموعة مخربة، بقصد التحضير لعمل إرهابي، ويلفت إلى أن قاضي التحقيق اطلق سراح (السيدة سونيا. و) ووضعها تحت المراقبة القضائية او رهن التحقيق.
كما كشفت مرافعة المحامي بالتفصيل كيف تم تجنيد الشباب في الغرب للذهاب الى سوريا، حيث سننشر ترجمة حرفية لبعض ما ورد في وثائق المرافعة التي توضح طريقة العمل المعتمدة لدى التنظيمات الارهابية الوهابية:
يظهر من التحقيق الذي اداره مدعي عام الجمهورية لدى محكمة باريس أن السيدة (احلام. ي) التقت خلال العام 2013 عبر مواقع التواصل الاجتماعي شخصا مقيما في سوريا- يتكلم اللغة الفرنسية- أقنعها بالمجيء إلى سوريا بغية الزواج و(حمل السلاح).
وأشار المحامي الفرنسي الى امراة اخرى في شبكة داعش اسمها (زويه. ز) كانت على تواصل مع احلام عبر شبكة التواصل الاجتماعي منذ العام 2014 وطلبت منها احلام استقبالها في منزلها في ريف باريس لتحضير سفرها الى تركيا، وقد استحصلت احلام على تذكرة للسفر الى اسطنبول، بمساعدة السيدتين (سونيا وزويه)، حيث وصلت الى هناك ومنها دخلت الى سوريا وتحديدا الى المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة، وان الرجل الذي ذهبت اليه احلام لا يزال يقاتل في صفوف احدى الفصائل المسلحة في سوريا.
وتابع المحامي في كشف هذه الشبكة بالافادة أن الزوج السابق للسيدة زويه واسمه (محمد. ك) حامل للجنسية الفرنسية التحق بتنظيم “داعش” عام 2013 عبر تركيا، وانه منذ وصوله الى سوريا بدأ بالضغط على زوجته للالتحاق به مع اولادها الاربعة، كما كان يضغط عليها للتواصل مع متطوعين لحمل السلاح في فرنسا يعتقد انهم على استعداد للالتحاق بالتكفيريين، غير ان زوجته رفضت هذا الأمر وكانت تتعمد التأجيل.
السجون الفرنسية مراكز لتأسيس الخلايا النائمة
يقول المحامي الفرنسي في مرافعته القضائية ان (محمد. س) كان على تواصل دائم ومنتظم مع مساجين في السجون الفرنسية لإقناعهم بالتسلح، وانه لعب دورا مهما في تشغيل مواطنين فرنسيين لحساب تنظيم داعش، كما انه تواصل مع شخص يدعى (مراد فارس) هو ايضا يعمل على تجنيد الشباب الفرنسي في صفوف داعش والتنظيمات الارهابية، والتي يبلغ تعدادها عشرات الالاف من 83 جنسية حول العالم، بينهم نحة 2000 فرنسي، حيث يتعاظم عدد الفرنسيين الراغبين بالقتال في صفوف هذه الجماعات المسلحة بشكل دائم ويصل الى عشرة اشخاص اسبوعيا.
ويضيف المحامي: كما يظهر ان الإجراءات التي اتخذتها السلطات الفرنسية لمنع ذهاب الفرنسيين المتطوعين لم تنجح وغير كافية، بسبب اقتصارها على مراقبة الانترنت وأقرباء هؤلاء المتطوعين، معتبرا أن النظام الصارم للفرنسيين العائدين من سوريا الى فرنسا يقود الى تحولهم الى خلايا نائمة بانتظار القيام بأعمال إرهابية لصالح قيادتهم المتواجدة في بلد اجنبي، وقد اظهرت تحقيقات صحفية أن هذه المجموعات تمتلك وسائل عسكرية (صواريخ ارض جو) وخبرات إرهابية تضر بالمصالح الحيوية لفرنسا، كما اظهرت ان المسلحين الفرنسيين العائدين الى الوطن يطبقون (التقية) في عاداتهم وحياتهم اليومية بهدف الذوبان في المجتمع دون إثارة الشكوك.
المحامي يرى في مرافعته أن التحقيقات اثبتت نقصًا لدى المخابرات والشرطة القضائية الفرنسية في مراقبة خلايا المقاتلين الفرنسين في سوريا فوق الاراضي الفرنسية وهذا ما دلت عليه عدة قضايا منها قضية نموش، خاصة وأن التنظيم الحديدي لهؤلاء المقاتلين الفرنسيين الذين يعدون بالمئات والعائدين من سوريا يجعل من الضروري فتح باب التعاون القضائي بين السلطة القضائية الفرنسية ونظيرتها السورية بهدف متابعة كل الاجراءات الضرورية فيما يخض التحقيق والمراقبة لكل الفرنسيين الذاهبين لحمل السلاح في سوريا والعائدين منها، والاستفادة من خبرات الشرطة القضائية والمخابرات في سوريا التي تقاتل منذ ثلاث سنوات ضد هذه الجماعات (النصرة، داعش) وبما ان الاجهزة السورية اكتسبت خبرة كبيرة في معرفة هذه الجماعات، يمكن اعتبار السلطات السورية المختصة مصدرا ثمينا ومهما لجمع المعلومات الضرورية وكشف الحقيقة ويمكن للسلطات السورية المختصة ان تفيدنا في الحصول على المعلومات اللازمة حول نشاطات “محمد. س” والبحث عنه وتحديد مكانه ومن ثم المساعدة على اعتقاله والاستماع اليه وهذا ايضا ينطبق على “احلام. ي” ويمكن في هذه الحالة:
1- اخبار السلطات السورية بوجود مواطنين فرنسيين قاصرين في سوريا
2- الحصول على معلومات حول نشاطات “احلام. ي” المرتبطة بجماعات “اسلامية” مسلحة
3- البحث عن “احلام. ي” وتحديد مكانها
4- التواصل مع السلطات السورية المختصة
5- التماس السلطات السورية طبيعة التدابير التي تنوي اتخاذها لتحديد مكان “احلام.ي”
6- التماس السلطات السورية تحديد مكان “احلام.ي” والعمل على توقيفها.