٧ أُكتوبر.. النكسةُ القاصمةُ في التاريخ اليهودي!
فضل فارس
قال تعالى: (وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ) أولئك -برغم ما ملكوا وبدوا كباراً في الأعين التي قد استرهبوها وخُيِّلَ فيها سحرهم- من اتخذوا من دون الله أولياء، وآيات الله مصاديق أعلام وحقائق لا تتخلف ولا تتبدل.
وذلك ما قد ظهر جليًّا في نكسة السبتِ القريب ٧ من أُكتوبر على أيدي جنده وَأوليائه لهذه البيوت العنكبوتية الواهنة في غلاف وَقطاع غزة.
عملية صادمة غيَّرت الموازين وبشكل خاطف في ذات صباح ليوم سبت أسود كانوا يعدون فيه في الأولى، فكانت النكسة اليهودية الأُخرى، وهي سنن الله في أرضه وخلقه تتجدد إنما الزمان الفارق (كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ).
فمن سخط الله وانتقامه بما عتوا واستكبروا في الأولى، (فَلَـمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ)، إلى بأس وغلظة جنده الأولياء في الأُخرى، فإن هي بعد (إذ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِين)، بالحقد والدمار وتعذيب وتهجيرهم للأهالي الفلسطينيين من مساكنهم، وذلك ما يفعله اليهود وَالصهاينة كُـلّ يوم، إلَّا بضع ساعات وإن (مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ).
لم تتفتح حينها الورودُ وَالازهار لاستقبال يوم جديد، إلَّا بتمكينِ الله وَغلبته وقهره (طَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ ربك) ومن حزبه الغالب وجُند فصائل المقاومة الأبطال والشجعان، وحينها وقد تحقّق وعد الله (فَأصبحتْ كَالصَّرِيمِ).
قد أصبحوا وبعد تعالٍ وإفساد وتدنيس في الأرض (وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَـمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)، أصبح لا يرى إلا مساكنهم وقد غدوا وفي ذل وخزي وعار صرعى في الأزقة والشعاب (فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ).
إنها -وبعد غفلة وتيه كان قد أضلنا- وعود الله تتحقّق على أيدي مجاهدي القطاع الأوفياء، إنها الكرامة والشرف والرفعة، إنها الحرية الفعلية والعودة الصادقة لعهود الله وحفظ إعلامه ومقدساته.
ذلك هو وبإذن الله وعد الآخرة (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أول مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).
ولن يضر بعد هذه النكبة المفاجأة والضربة القاصمة التي قصمت ظهر الصهيونية ما قد يحصل من تمادٍ وتخبط للكيان الغاصب، فهو وإن ظفر إنما يعتدي ويستبيحُ دماء الأبرياء، وذلك أَيْـضاً ليس مشروعاً وسيلقى الرد المناسب على كُـلّ ذلك.
أما ما يتعلق بالإسناد الأمريكي ودولِ الغرب الكافر وما يصنعون ويوهمون، فَــإنَّه وكمثيله من عمل الكافرين يقابَل بمعادلة وسنة إلهية حتمية في الصراع معهم (لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون).
أيضاً ذلك ما لن يكون السكوت عنه منطقٌ مشروعٌ للقوى الحرة والمناصرة بإيمان للأقصى وفلسطين.
في حين أنه ليس هناك أي قلق أَو مخاوف مما يهول بالذكر عن الإسناد الأمريكي والمؤازرة من قبل دول الغرب الكافر للكيان الإسرائيلي في نكبته هذه، فذلك ما قد يحصل في الأَسَاس ولا غرابة.
إن ما يحصل من تدخل عدواني سافر من قبل هذه القوى الكافرة على إخواننا في فلسطين يجب -وبكل استشعار للمسؤولية الدينية- أن يقابَلَ بالرد من قبل كُـلّ القوى الحرة في العالمَينِ العربي والإسلامي.
وليكن حينها في مفهوم وعاتق الجميع أنه أما وقد اندلعت الشرارة الحرة؛ مِن أجلِ الدين والمقدسات الإسلامية في فلسطين، فما على كُـلّ المسلمين وفي مقدمتهم أحرار دول محور المقاومة -والجميع بالتأكيد وبإذن الله على جهوزية عالية- إلا أن يشعلوها حرباً شعواءَ كونية وإقليمية وبكل السبل والجوانب المتاحة ضد كُـلّ من ينظُرُ بعين السوء للأقصى وشعب فلسطين.