لكن اللهَ الأسرعَ مكراً كان حاضراً
محمد حسين فايع
قُبيلَ تنفيذ المقاومة الفلسطينية لعملية طوفان الأقصى، كانت المقاومة قد حصلت على معلومات يقينية بأن العدوّ الأمريكي الصهيوني وأدواته في المنطقة وفي مقدمتهم السعوديّ والإماراتي يعملون ويتحَرّكون على مسار مخطّط أمريكي صهيوني إقليمي ودولي أعد لتنفيذ المرحلة النهاية من عملية التصفية للقضية الفلسطينية.
المخطّط التصفوي للقضية الفلسطينية أريد له أن ينفذ عبر سيناريو يبدأ بالتجهيز للمقومات الاقتصادية والسياسية إلى اختيار وتجنيد الأدوات التي تمكّن في النتيجة من فرض واقع تطبيعي يمكن من التصفية النهائية للقضية الفلسطينية.
على المسار التنفيذي للمخطّط فَــإنَّ النظام السعوديّ من سيتولى كبر تنفيذه وتمويله، بينما تكون سلطة محمود عباس في رام الله رافعته ورأس حربة التنفيذ في الداخل الفلسطيني.
على المسار التنفيذي كان من أولويات المخطّط التركيز على الشعب؛ بهَدفِ سحبه بعيدًا عن المقاومة مشروعاً ومنهجاً وقيادة، عبر استغلال وضعه المعيشي والاقتصادي والإنساني، حَيثُ يتم تفعيل العديد من وسائل وأسلحة الإغراء والأماني الاقتصادية والمعيشية المستقبلية الموجهة لعامة الناس من أبناء الشعب وخَاصَّة في قطاع غزة.
وقبل أن يتم تنفيذ المخطّط لا بُـدَّ من تهيئة الأرضية المناسبة، كان لا بُـدَّ أن يسبق عملية التنفيذ عملية عسكرية وأمنية مفاجأة تستهدف المقاومة الفلسطينية في مقوماتها العسكرية والتسليحية والبشرية بالتزامن مع تحَرّكٍ على مسار سحب الحاضنة الشعبيّة للمقاومة عبر استخدام وسائل الإغراء المالي والمعيشي وعبر تقديم الوعود والأماني المستقبلية المعيشية والاقتصادية.
لكن، ففيما كان واضعو المخطّط الشيطاني قد أكملوا كُـلّ استعداداتهم لتنفيذه وأعدوا كُـلّ ما يلزم لذلك وفيما كانت تحَرّكاتهم التمهيدية الإعلامية والسياسية قد بدأت، فَــإنَّ الله جل شأنه، الذي لا تخفى عليه خافية يرقب أكابر مجرمي المخطّط الشيطاني، كما كان سبحانه وتعالى حاضراً بمكره الأسرع وبتدبيره الحكيم فبعث وقيض واختار جل شأنه ثلة من عباده وأوليائه المجاهدين في سبيله، الذين لا يخافون لومة لائم.
لقد اختارهم الله سبحانه من قلب القضية والمظلومية، ثم جعل من تحَرّكهم وفعلهم وضربات أسلحتهم البسيطة طوفاناً جارفاً لكل معسكرات وقواعد وترسانات وجدران عدو الله وعدوهم، فكانت عملية طوفان الأقصى التي نفذَها ثلة من مجاهدي المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب عز الدين القسام، وهناك على مسرح وقائع أحداث عملية طوفان القدس الميدانية تجلت آيات وبينات النصر الإلهي.