الإجرامُ الصهيوني.. تواطُؤُ المطبِّعين ودورُ الشعوب العربية (1-2)
علي عبد الرحمن الموشكي
لقد تحَرّكت إسرائيل بإضلالها وإجرامها في كافة المجالات، وبإسناد أممي من أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، منذ عام 1948م لوضع الأسس الأولى لفرض الاستيطان للكيان الصهيوني، بدعم الصهيونية العالمية التي تتحكم بالتجارة العالمية للولايات المتحدة الأمريكية والاتّحاد الأُورُوبي وخصصت رأس مال هائل جِـدًّا خصص للاحتلال والاستيطان في الأراضي الفلسطينية، والذي كان الهدف الاستراتيجي بناء الدولة العظمى للصهيونية العالمية في الأراضي العربية، من خلاله تكوين نواة بأكاذيب وهمية ومبادئ ليس لها أَسَاس من الصحة، ولقد سعت من خلال أجهزتها الاستخباراتية للتحكم بأنظمة الدول العربية وبناء جنودها؛ للتحكم بقرار الدول العربية ومصير الشعوب العربية، من خلال رسم السياسات والأهداف بطرق عديدة، من خلال أدلجة الأنظمة العربية سياسيًّا لتفريق وحدتها عبر مسميات الأحزاب السياسية التي جذور دعمها صهيوني الولاء والانتماء، وَتحَرّكت دينياً من خلال بناء قدوات دينية تهدم القيم والمبادئ القرآنية من خلال الجماعات المتطرفة والتي تتحَرّك باسم الإسلام ولكنها بعيدة عن تطبيق المنهجية القرآنية في الواقع، واستطاعت إذلال الشعوب العربية خلال نصف قرن وعقدين من الزمن وتطويع الأنظمة والشعوب لخدمة أهدافها الشيطانية الاستعمارية، التي أَسَاسها إفساد البشرية وإضلال الأمم، ولقد حقّقت في الواقع خرابًا ودمارًا وشللًا في البنية الاقتصادية والسياسية والدينية للشعوب العربية حتى غيبت أكثر من أربعين سنة، وكانت الأصوات المقاومة والمساندة قليلة جِـدًّا.
ولكن إرادَة الله وقوة الله هي الأقوى والتي من خلال أعلام آل البيت -عليهم السلام-، في إيران وسوريا ولبنان والعراق واليمن، الذين تمسكوا بالمنهجية القرآنية، كان النور الذي لا ينطفئ، والذي واجه الحواجز السياسية وتغلب على زيف الجماعات الدينية المتطرفة في تكوين نواة أَسَاسية للتحَرّك في مواجهة الأنظمة سياسية الولاء للكيان الصهيوني، وقدموا أنهاراً من الدماء في مقاومة زيف التضليل الديني والسياسي، وبعد زمن طويل ظهر جليًّا رغم الصراع محور المقاومة الذي بفضل الله استطاع تكوين أُمَّـة تتمسك بقيم القرآن الكريم وبالمقدسات الدينية، ودعموا المقاومة والصوت المناهض للسياسات الأمريكية والصهيونية في الوطن العربي، ونفذوا الكثير من عمليات التنكيل للكيان الصهيوني وأفشلوا مخطّطات العدوّ الأمريكي في المنطقة العربية، وما طوفان الأقصى إلا ثمرة البناء المقاوم للصهيونية العالمية في الوطن العربي، وحقّق الله على أيدي المجاهدين وهن الطغاة والمستكبرين والمجرمين الصهاينة الذي خسروا في عملية طوفان الأقصى استخباراتياً وعسكريًّا، وكسر المجاهدون حاجز الخوف الذي شاب هذ الخوف في شعوب وأنظمة العالم العربي، الذين لدرجة خوفهم سارعوا بالتطبيع للكيان الصهيوني خوفاً منه، وكان موقفهم مخزيًا للغاية أمام الشعوب المتمسكة بقضايا الأُمَّــة العربية، التي هي جرح غائر في جسد الأُمَّــة العربية والإسلامية.