“طوفان الأقصى” في يومها الـ9.. المقاومة تمطرُ “تل أبيب” والمستوطنات بالصواريخ والطائرات الانتحارية.. خارطةُ المعركة تتوسَّع
المسيرة| متابعة خَاصَّة:
لليوم التاسع من القتال، تستمرُّ ملحمةُ “طوفان الأقصى” البطولية، فيما المقاومةُ الفلسطينيةُ في قطاع غزّةَ تؤكّـدُ أنّ المجاهدِينَ في الميدان في أعلى درجات الجاهزية، ويعملون وفقَ الخُطَطِ الموضوعة مسبقًا، وأنّ المقاومةَ لا تُعاني من أي نقصٍ في الموارد البشرية والتسليحية، لديها القُدرةُ على مواصَلة القتال لأشهر طويلة، وخارطةُ المعركة تتوسعُ تحت أقدام المجاهدين، سواءً في الجبهة الجنوبية أَو في الجبهة الشمالية.
جبهةُ غلاف غزة:
لليوم التاسع على التوالي، جددت المقاومة الفلسطينية في غزة قصفها الصاروخي على كيان العدوّ، حَيثُ أعلنت كتائب القسام، الأحد، استهداف حشود عسكرية إسرائيلية شرق مستوطنة “مفلاسيم” في غلاف قطاع غزة برشقة صاروخية، واستهدفت الكتائب أَيْـضاً حشداً لقوات الاحتلال قرب مستوطنتَيْ “مفتاحيم” و”رعيم”، بالإضافة إلى استهداف مستوطنة “سديروت” برشقة صاروخية.
بالتوازي، أعلنت الكتائب قصف “تل أبيب”، وذلك رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة، وأكّدت كتائب القسام استهداف جنود العدوّ ومواقعه العسكرية بالطائرات الانتحارية خلال المعركة، كما أعلنت “سرايا القدس” قصف حشدٍ للعدو في “كيسوفيم” وقرب “تلة أم حسنية” بالصواريخ وقذائف الهاون.
إلى ذلك، أطلقت “القسام رشقة صاروخية كبيرة تجاه عسقلان وغلاف غزة، ودوت أَيْـضاً صافرات الإنذار في مستوطنة “ناحل عوز”؛ جراء تعرضها لإطلاق رشقة صاروخية من المقاومة في غزة، كما أكّـدت مصادر إعلامية محلية، إطلاقَ نار استهدف مستوطنة “بيت حيفر” قرب ضاحية شويكة شمال طولكرم، وآخر استهدف حاجز سالم العسكري غرب جنين.
جبهةُ الاحتلال الشمالية تحتَ مرمى نيران المقاومة:
يعيشُ الاحتلالُ الصهيوني تخبُّطاً وارتباكاً في الجبهة الشمالية، وخُصُوصاً أنّ هذه الجبهة تتعرّض لاستهداف المقاومة؛ رداً على اعتداءات الاحتلال على الأراضي اللبنانية.
وتخشى “تل أبيب”، وفق الإعلام “الإسرائيلي”، دخول حزب الله وسوريا معركة “طوفان الأقصى” من الجهة الشمالية للكيان؛ مِن أجل مساندة فصائل المقاومة في قطاع غزّة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الضغط على “جيش” الاحتلال، الذي يُعاني ضعفاً وتشتتاً داخلياً.
من جهته، أكّـد رئيس الموساد السابق، داني ياتوم، أنّ “إسرائيل” “تقترب إلى انفجار الوضع في منطقة الشمال، مشدّدًا على أنّ “حزب الله هو صاحب وسائل قتالية وقدرات أكبر من حماس”.
في السياق، استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان ثكنة حانيتا الصهيونية بالصواريخ الموجّهة؛ ما أَدَّى إلى إصابة دبابتين من نوع ميركافا وناقلة جند مجنزرة وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جيش العدوّ، وأعلن حزب الله، مساء الأحد، في بيان عاجل: “هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية خمسة مواقع للاحتلال، وهي “جل العلام، بركة ريشا، موقع راميا، موقع المنارة، وموقع العباد”، مع تجدد اشتباكات مسلحة مع جنود الاحتلال قرب الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلّة، والاحتلال يطلب من مستوطِنِي “كريات شمونة” و”المنارة” دخول الملاجئ، وأعلنت مصادر عبرية، “إصابة 8 مستوطنين، بينهم أربعة في حالة الخطر؛ جراء سقوط صواريخ من لبنان”.
وقالت المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله -: “إنّ مجموعة الشهيدَينِ علي يوسف علاء الدين وحسين كمال المصري استهدفت صباحاً مركزاً لـ”جيش العدو” في “شتولا” بالصواريخ الموجهة”، وَأَضَـافَ بيان حزب الله أنّ الاستهداف أوقع عدداً من الإصابات في صفوف “جيش” العدوّ بين قتيل وجريح.
وأكّـد أنّ الاستهداف يأتي في سياق الرد على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت الصحافيين، وأدت إلى استشهاد عصام عبد الله وآخرين، وَأَضَـافَ أنّ “الاستهداف يأتي أَيْـضاً في سياق الرد على القصف في شبعا الذي أَدَّى إلى استشهاد المواطنين خليل هاشم ورباد العاكوم”.
وفي وقتٍ سابق، اعترفت وسائل إعلام “إسرائيلية” بأنّ إطلاق النار على “شتولا” في الشمال أسفر عن مقتل إسرائيلي ووقوع عدّة إصابات، وأكّـدت وسائل إعلام “إسرائيلية” أنّ “القتيل الإسرائيلي هو الخامس بنيران حزب الله في أقل من أسبوع على الحدود اللبنانية”.
وقالت إنه في أعقاب استهداف “شتولا”، طُلب من الإسرائيليين في المستوطنات ضمن مسافة 4 كم الدخول إلى أماكنَ محصَّنة. وأعلن “جيش” الاحتلال إغلاق المنطقة الحدودية مع لبنان حتى هذه المسافة.
وأكّـد حزب الله في بيانٍ آخر بالقول: “رداً على اعتداءات الاحتلال على القرى الحدودية، هاجمت المقاومة موقع الراهب بالأسلحة المباشرة والمناسبة”، وأكّـد بيان حزب الله أنّ “مجاهدي المقاومة الإسلامية استهدفوا بالصواريخ الموجهة دبابة ميركافا في موقع “الراهب”؛ ما أَدَّى إلى إصابتها إصابة مباشرة ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح”.
وتحدثت وسائل إعلام عبرية عن أنّ “الجيش الإسرائيلي” يزيد بشكلٍ كبير من التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لإحباط هجوم حزب الله بطائرات من دون طيار.
كذلك، ذكرت “قناة كان الإسرائيلية” أنّ “حزب الله نجح في إدخَال منطقة الشمال في روتين استفزازات، بحيث إن الطرقات خالية، والإسرائيليين قرب الأماكن المحصنة”، وأكّـدت، صباح الأحد، مقتل جندية في سلاح البحرية الإسرائيلي وجرح 7 آخرين، أمس، في المنطقة البحرية شمالي فلسطين المحتلّة.
وذكر الإعلام “الإسرائيلي” أنّ أحدَ الجرحى موجود في العناية الفائقة قيد التخدير والتنفس الاصطناعي بعد إجراء عمليات له، أمس، مُشيراً إلى أنّ في قسم الجراحة هناك 6 جرحى بحالة طفيفة في الحادثة نفسها.
يُشار إلى أنّ المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله كانت قد أعلنت، أمس، أنّ مجموعاتها “هاجمت مواقع الاحتلال في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة، وهي مواقع الرادار، ورويسات العلم، والسماقة، وزبدين ورمثا، بالصواريخ المُوجّهة وقذائف الهاون”، مؤكّـدةً أنّها أصابتها إصابات دقيقة ومباشرة، يأتي استهداف المقاومة الإسلامية في لبنان -حزب الله عدة مواقع للاحتلال رداً على الاعتداءات المُستمرّة على أرض لبنان وشعبه.
كيانُ العدوّ يعيشُ أصعبَ مراحلِ الرعب الوجودي:
سلّطت وسائلُ إعلام عبرية الضوءَ على “حجم الكارثة” التي ضربت المستوطنات “الإسرائيلية” المحيطة في قطاع غزة، من جرّاء استهداف المقاومة الفلسطينية لها منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى”، السبت، الفائت، حَــدّ تعبيرها.
ولفت الإعلام “الإسرائيلي” إلى وجود رعب مُستمرّ عند المستوطنين؛ إذ أعلنت بلدية “سديروت”، الأحد، أنّ أكثر من 90 % من “المستوطنين” سيغادرون المدينة حتى المساء.
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام “إسرائيلية”، بأنّ العشرات من عائلات المخطوفين والمفقودين تظاهرت، الأحد، أمام وزارة الأمن في “تل أبيب”، والسبت، أجرى عدد من أهالي الأسرى الإسرائيليين في غزة، وقفة احتجاجية، أمام مقرّ وزارة “أمن” الاحتلال الإسرائيلي في “تل أبيب”.
وأعربت عائلات الأسرى عن احتجاجها على أداء حكومة بنيامين نتنياهو، متسائلةً: “أين الجيش؟ أين ابن رئيس الحكومة نتنياهو، هل هو في ميامي؟”، وفي وقتٍ سابق، حذّر أهالي الأسرى الإسرائيليين، رئيس كيان الاحتلال إسحاق هرتسوغ، من أنّه إذَا لم يعد أبناؤهم “فسيزلزلون إسرائيل، إذَا تطلّب الأمر، ولن يقبلوا تركهم في غزة”.
وكان “جيش” الاحتلال الإسرائيلي قد أخطر، يوم الجمعة الماضي، 265 عائلة بمقتل أبنائها، و120 عائلة ينتسب إليها أسرى، بحسب ما أعلن المتحدث باسم “الجيش”.
وقبل أَيَّـام، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، بأنّ وُزراءَ من حزب الليكود الإسرائيلي، تعرّضوا لهجمات من قبل مستوطنين ووجّهوا لهم شتائم واتّهامات بأنهم “دمّـروا إسرائيل”، وذلك خلال زيارتهم للجرحى في المستشفيات الإسرائيلية.
وفي السياق، أفادت وسائل إعلام “إسرائيلية”، الأحد، بأنّ بورصة “تل أبيب” افتُتحت على انخفاض بنسبة 2.3 %، وسط تراجعٍ قوي في أسهم البنوك والنفط. ومع هذا التراجُعِ اليوم والتراجُعات السابقة خلال الأسبوع الماضي، تكون بورصة “تل أبيب” قد شهدت تراجُعاً حاداً بلغ خلال أسبوع كامل 7 %.
في غضون ذلك، قال الناطقُ باسم “الجيش الإسرائيلي”، في مقابلة مع قناة “CNN” الأمريكية: إنّ “التقديرَ هو أنّ الأسرى الإسرائيليين محتجَزون في أنفاق في غزة”، كذلك، وتطرّق إلى العملية البرية المخطّطة للقوات الإسرائيلية داخل أراضي قطاع غزة، وقال: “نحن نعلم أنّ أية عملية برية في غزة ستكون معقَّدة؛ بسَببِ الأنفاق”.
وأمس، نشرت كتائبُ عز الدين القسّام، الجناحُ العسكري لحركة حماس، فيديو تحذيرياً لقوات الاحتلال، إذَا شنّت عدواناً برياً على قطاع غزة، وأرفقت “القسام” الفيديو بالجملة التحذيرية: “هذا ما ينتظرُكم عند دخولكم غزة”. ويُظهِرُ الفيديو سيناريو ما ينتظرُ قواتِ الاحتلال إذَا تقدّمت براً.
وحذّر مسؤولون ومحللون إسرائيليون وغربيون من خطة “إسرائيل” شَنَّ عدوان بري على غزة، وشكّكوا في قدرة “الجيش” “الإسرائيلي” على مواجهة حركة حماس براً.
بدورها، أفادت صحيفةُ “نيويورك تايمز” الأمريكية، بتأجيل الاحتلال “الإسرائيلي” اجتياحَه البري لقطاع غزة؛ “بسبب الظروف الجوية”، مع العلم أن الأحوال الجوية مستقرة.
في غضون ذلك، ذكرت قناةُ “كان” العبرية أنّ المستشفيات “الإسرائيلية” تَضُمُّ 377 جريحاً “إسرائيلياً”، بينهم 99 حالتُهم شديدة، من جهتها، أفادت “القناة 13” بوصول عدد القتلى “الإسرائيليين” إلى 1300، و3400 جريح و126 أسيرًا على الأقل، وفق وسائل الإعلام العبري.