فئةٌ قليلةٌ ولكن…
أيوب أحمد هادي
بقدرةِ الله وسواعدِ الجنود الرجال، أُسقطت رهاناتُ العدوّ الصهيوني التي كان يراهنُ أن قواتِه لن تُقهر، فأصبحت تلك القوةُ في ساعاتٍ معدودة خبراً لفعلِ كان؛ فأضحى وكأنه لم يكن، ليجد العدوُّ الإسرائيلي نفسَه محاطاً بجنود المقاومة الفلسطينية، التي لم تسمح لهم حتى بارتداء ملابسهم الرسمية والعسكرية، وتم تثبيتُ المعادلةِ في تلك الساعات التي لن يقوى على تغييرها أيُّ مغامر.
صواريخُ كالنجوم الثاقبة انهالت على مواقع العدوّ الإسرائيلي فأصابت أهدافَها بدقة؛ حتى اختبأ جنود العدوّ في المكاتب والأزقة، ومع تلك الصواريخ انطلقت طائراتٌ شراعية مقاتلة تظهر لأول مرة في تأريخ الاحتلال لم يستوعبها العدوّ الإسرائيلي إلى الآن، فأية حكمة هذه وأي تكتيك عسكري هذا؟!
جنودٌ وقادات عسكرية إسرائيلية تُجر وتُسحب على ركبها ومستوطنون مسلحون يفرون كالسيل العرم ولا يدرون إلى أي ملجأ يلجؤون فلم تنقذْهم بارجةٌ بالبحر، ولا جسرٌ بالجو، فكانت “طوفان الأقصى” لها من اسمِها نصيب، عمليةٌ أثقلت ظهرَ العدوّ المحتلّ، ويبدو أنه قد فهمَها جيِّدًا، وفيها رسالةُ موقَّعة بعبارة: وإن عدتم عدنا.
استاء العدوّ الأمريكي إزاءَ ما حَـلَّ بربيبه الإسرائيلي فأرسل له مساعدةً عسكرية، وهذا دليلٌ واضح على شراكتِه الكاملة مع العدوّ الصهيوني في القتل والإجرام والتدمير والحصار بحق الفلسطينيين، فكان في إرسال العدوّ الأمريكي لحاملات الطائرات إلى المنطقة كشفٌ لضَعفِ الآلة العسكرية الصهيونية وحاجتِها للدعم الخارجي، ولكن هذه الخطوة الأمريكية لن تُخَوِّفَ شعوبَ أمتنا ولا فصائلَ المقاومة المستعدةَ للمواجهة حتى تحقيق النصر النهائي والتحرير الكامل.
وما رأيناه من مجازرَ بحق المدنيين الفلسطينيين وأطفالهم، والتدميرِ الهستيري بآلة القتل الصهيونية الأمريكية إنما هي جريمةُ حرب بحق الإنسانية، ووصمةُ عار على جبين المجتمع الدولي، مشاهد وإن كانت مؤلمةً إنسانياً لكنها لن تنال من عزيمة الفلسطينيين الاستشهادية، الذين يؤمنون بوعد الله، وكان وعد الله مفعولاً.
ذلك الفعل الأمريكي الفظيع لم يعد يُرعِبُ أحداً، فالمقاومة الفلسطينية أصبحت تمتلِكُ العتادَ الكافيَّ والقوة الخارقة لمقارعة هذا الاحتلال، أولُها الإيمانُ بالله وبعدالة القضية، فقط ينقصها التأييدُ الدولي والمساندة لمنع أي تدخل خارجي لدعم العدوّ الصهيوني، وستفتح بإذن الله تعالى أبوابُ النصر في كُـلّ المستوطنات المسلوبة، والقادمُ بعون الله أعظم.