الوعدُ الصادق من السيد القائد: “لستم وحدَكم”
شهاب الرميمة
عبارة تحمل في طياتها كُـلَّ معاني الصدق والوفاء من السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، رجل القول والفعل.
لم تكن العبارةُ التي سمع صداها في غزة عابرةً أَو استعراضيةً أَو عاطفيةً بعكس ما هي عليه من حضور فعلي صادقٍ.
يعرفُ صدقَها ومعناها وما تحملُ في طياتها العدوُّ في تل أبيب وفي البيت الأبيض في واشنطن، والذي وجدها تواجهه على أرض الواقع لعشرين سنة خلت منذ بداية انطلاق المشروع القرآني، وإعلان هُتاف البراءة من اليهود، وتوجيه بُوصلة العداء للعدو الأمريكي والإسرائيلي، والعمل على فضح أهدافهم ومخطّطاتهم لاستهداف الأُمَّــة العربية وإضعافها وتركيعها وإشغالها بقضايا ثانوية تصب في خدمة الإسرائيلي ومعه أمريكا، وتسهل لهم السيطرة على فلسطين ومقدساتها، وعلى المنطقة العربية بكلها.
المشروع القرآني ومنذ انطلاقته كرس كُـلّ جهودهِ، واستثمر كُـلّ وقته؛ لأجل القضية الفلسطينية، وكانت فلسطين هي القضية المركزية والقدس قبلته، من خلال التوعية المُستمرّة بخطورة المرحلة، ومحذرًا من أنه لا عذر للجميع أمام الله للتحَرّك والاستعداد للجهاد ضد أعداء الله، وتحمل نتائج هذه المواقف الإيمَـانية والشجاعة قادة المشروع القرآني العظماء ومعهم الأنصار والشعب اليمني، ابتداء من الحروب الست على صعدة، وحتى إعلان تحالف العدوان شن عملياته وعدوانه على الشعب اليمني من واشنطن.
والذي بداء بارتكاب الجرائم الوحشية وبكل أنواع الأسلحة المحرمة لقتل المدنيين، نساء وأطفال وشيوخ وشباب، استهدفوا المدارس والمساجد، وصالات عزاء وأفراح، أسواق ومستشفيات، حدائق وَمتنزهات، وكلّ ما له صلة بالحياة، استهدَف البنية التحتية والمشاريع الخدمية وفرض حصارًا مطبقًا، ومنع دخول الدواء والغذاء، واستخدم كُـلّ الأساليب الوحشية والقذرة، وبذل كُـلّ طاقاته الممكنة والمتاحة بكل أدواته ووسائله المختلفة الأمنية والاستخبارية والإعلامية والاقتصادية، وعمل على شرعنتها دينيًّا عبر أدواته من علماء البلاط وأفتوا وحرّضوا، بل وشاركوا مع العدوّ حربه، وكان هذا العدوان تحت إشراف مباشر من العدوّ الإسرائيلي والأمريكي وحلفائهم.
وكلّ هذا لإسكات ووأد المشروع القرآني، وفي مقدمة هذا المشروع نصرة قضية الأُمَّــة القضية الفلسطينية والوقوف مع أبناء فلسطين والمقاومة جنباً إلى جنب وكتفاً إلى كتف، والتضحية في سبيل تحريرها وطرد اليهود الصهاينة المغتصبين من القدس وكلّ فلسطين.
ولا يخفى على أحد أن هذه الحروب التي شنت على الشعب اليمني هي نتيجة مناصرته لفلسطين، وتحمل على عاتقه المسؤولية الإيمانية والدينية والأخلاقية والتي فرضها القرآن الكريم والتوجيهات الإلهية.
ومع هذا الموقف وما ترتب عليه من عدوان واستهداف ما يزال الموقف نفسه والقضية نفسها والهدف ذاته والقبلة القدس، والوفاء كُـلّ الوفاء من شعب اليمن وقائده العظيم سيرسم ملامحه طوفان وسجيل وبدر وصماد، وسيكتب النصر بدماء الشهداء على أسوار القدس في مسرى النصر من اليمن إلى الأقصى المبارك، فاتحين، وترون حينها أنه حقاً صدق القول وصدق الوعد، ومنا الوفاء في أنكم لستم وحدكم.