الضربةُ في فلسطين المحتلّة والرعب والصراخ في واشنطن ولُندن.. لماذا؟
ردفان العطاب
ببساطة وبدون تفكير عميق يُجِيبُ على هذا السؤال من يرى الأحداث من زاوية “من المستفيد”؟
وعليه، إذَا دققنا النظر في الحرب الأخيرة ونتيجة هذه الحرب منذُ بدايتها، أبرز ما أظهرتهُ هذه الحرب هي: الفشل الذريع في أجهزة الاستخبارات التابعة للعدو الصهيوني الذي لم يستطع الكشف عن التحَرّك والتخطيط والتدريب والإعداد الطويل والتجهيز للقوة البشرية الكبيرة التي لا يمكن إخفائها والتعتيم عليها بسهولة.
فمن حَيثُ القوة البشرية فقد خضعت لتدريب ومناورات تحاكي منطقة تنفيذ الهجوم وبدقة عالية وَخالية من الأخطاء الشائعة، ناهيك عن الأخطاء الكبيرة، وكلّ هذا يحتاج إلى أرضية واسعة ومفتوحة تلبي معطيات التخطيط، ومن ناحية أُخرى الإعداد لها لوجستياً من حَيثُ التخطيط الدقيق والتنسيق الواسع بين المقاتلين واختيار الزمان والمكان المناسبين لتنفيذ العملية الواسعة وتجهيز الاتصالات وَالإمدَاد والتموين والتسليح وَالإدخَال وَالإخراج وَالتنسيق المباشر بين القيادة الميدانية والقيادة المركزية وَالاستعداد للتعامل مع جميع الاحتمالات الطارئة بسرعة وحنكة لا نظير لهما.
ومع كُـلّ هذا وكلّ هذه المتطلبات لنجاح العملية كانت عاملًا مساعدًا للكشف عن نفسها لأبسط أجهزة الاستخبارات، ولكن ولله الحمد والمنة وَبجهد كبير من المنتسبين لهذه المقاومة الأبطال وَالأكفاء وإعداد طويل وَلفترات طويلة تكللت هذه الجهود بالنصر العظيم وَالمؤزر، ونتيجة هذا تحطمت كُـلّ الدعايات والشائعات وَالأُسطورة التي كانت تروج لها أمريكا والإعلام الغربي وَالخدعة التي استسلم عندها كثير من أنظمة العمالة العربية بأن الجيش الصهيوني هو (الجيش الذي لا يقهر).
وهذا يعني سقوط كُـلّ المصالح الأمريكية والغربية وَتعرّت أمريكا أمام وكلائها وَسقط رداء الحماية التي كانت تؤمن عملائها بالمنطقة بقوتها وقوت قواعدها.
فما برحت حتى خرجت بتصريح من رئيسها بإعلان دعمه الكامل لإسرائيل بكل ما تحتاجه، وبدء إرسال حاملة طائرات والدفع بكل أجهزتها الأمنية والدفاعية والحربية للتنسيق مع نظرائهم الإسرائيليين، لتعلن للعالم بأنها هي من تدعم إسرائيل ضد الفلسطينيين وتشارك الاحتلال بكل جرائمه ضد الإنسانية.
وتريد من وراء هذا توجيه النظر إلى أمريكا وهيبتها بعد السقوط المدوي لربيبتها إسرائيل، وكذلك الحال بالنسبة لبريطانيا وغيرها ممن يخضعون للهيمنة الأمريكية.