الخارجيةُ الإيرانية: التطبيعُ مع الكيان الصهيوني لا يحقِّقُ الأمنَ لأي طرف في المنطقة
المسيرة | متابعات
وأكّـد الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني لا يخلق الأمن لأي طرف في المنطقة، ولقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن تطبيع العلاقات لا يمكن أن يوقف جرائم الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني، وقال: “إن محاولة وتحَرّك البعض نحو تطبيع العلاقات مع الكيان ليس له أي تأثير على إرادَة الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه ولقد أثبتت المقاومة الفلسطينية في عملية طوفان الأقصى أنها تملك القدرة والإرادَة اللازمة لتحرير أرضها”.
وأشَارَ في تقريره الأسبوعي اليوم الاثنين، إلى أن “اليوم يصادف يوم الغذاء العالمي ونرى أن الصهاينة حرموا الأطفال الفلسطينيين المظلومين من الوصول إلى احتياجاتهم الأَسَاسية، معربًا عن أسفه من أن الذين يتشدقون الدفاع عن حقوق الإنسان ويحاولون وراء تحقيق أغراضهم السياسية بهذا الشعار، يتجاهلون صور المجازر في غزة”.
وتساءل كنعاني: “هل ترون ما يحدث في هذه المنطقة؟ أليس لهؤلاء الأطفال حقوق لدي الغرب والأنظمة التي تضع دعم الصهاينة في المبادئ الثابتة لسياستها الخارجية؟ هل تشمل حقوق الإنسان وضع الفلسطينيين؟ هل لهؤلاء المظلومين الحق في التمتع من حقوق الإنسان الأَسَاسية والطبيعية؟ هل سيشكل الغربيون لجنة تقصي حقائق بهذا الخصوص؟ هل سيحاكمون الكيان الصهيوني في المحاكم الدولية؟”.
ودعا حماة الكيان الصهيوني أن يستجيبوا للرأي العام العالمي، مؤكّـداً أن مسؤولية الدول الداعمة للكيان الصهيوني لا تقل عن مسؤولية الكيان تجاه الجرائم التي تمارس ضد الفلسطينيين.
وَأَضَـافَ، أن “على الحكومات والمحافل الدولية دعم فلسطين، وإيران؛ باعتبارها دولة مسؤولة وملتزمة بمتابعة المظلومين في العالم، قامت بمتابعة دعم الفلسطينيين دائماً وخلال السنوات الماضية. وكثّـفت جهودها الإقليمية والدولية، وتقوم حَـاليًّا بمساعي دبلوماسية حثيثة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة وجرائمه بحق الفلسطينيين وإيصال المساعدات لهم”.
واعتبر وقف الجرائم الصهيونية ضد غزة وإرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع ووقف قصف المناطق السكنية والبنى التحتية الحيوية أولوية قصوى وقال للأسف، شهدنا اليوم عدداً مروِّعًا من الشهداء الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال.
وقال: “إن إيران بدأت جهودها الدبلوماسية منذ بداية عملية طوفان الأقصى”، مُشيراً إلى إن المحادثات الهاتفية لوزير الخارجية الإيراني مع الدول الإسلامية والإقليمية والدول التي تلعب دورًا في مجلس الأمن ومن بينها روسيا والصين، والاتصالات والمراسلات مع الأمين العام للأمم المتحدة والتأكيد على مسؤولية تلك المنظمة ومجلس الأمن، ورسالة المبادرة الإيرانية بشأن ضرورة عقد اجتماع استثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي وإعلان الاستعداد لاستضافة هذا الاجتماع، يعتبر من إجراءات إيران بهذا الشأن في هذه الفترة.
وقال متحدث الخارجية: توثيق هذه الجرائم ضرورة ويمكن للمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية أن تلعب دورًا ومن الممكن في المستقبل القريب متابعة هذه التوثيقات بشكل جدي حتى تتم محاكمة المجرمين الصهاينة في المحاكم الدولية.
وأضاف: أن لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يلعب دوراً أَسَاسياً في هذا المجال، وعليهم أن يلعبوا دورهم بشكل جيد، ومفاوضاتنا مع روسيا والصين كعضوين دائمين في هذا المجلس تسير أَيْـضاً في هذا الاتّجاه.
وقال: “نحن جميعاً نشعر بالقلق إزاء اتساع الأزمة، ونتشاور مع الدول المختلفة في هذا الصدد، ونأمل أن يتصرف المجتمع الدولي بمسؤولية في هذه الفترة الزمنية ونعتقد أن السببَ الرئيسي للأزمة والتوتر في المنطقة هو الاحتلال، وطالما أن مبدأ الاحتلال موجود ويدعمه البعض، فسيكون هناك توتر وانعدام أمن في المنطقة”.
فيما يتعلق بعملية تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني وبعض دول المنطقة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: “ظن البعض أن أمنهم سيضمن في ظل تطبيع العلاقات مع الكيان، لكن الآن فهم يصلون إلى هذه النتيجة أن هذا الكيان غير قادر على ضمان أمنه”، مُضيفاً أن “رغبة البعض في تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني لن تؤثر على قرار الشعب الفلسطيني بمواجهة الكيان وتحرير أرضه وإحقاق حقوقه المغتصبة”.