فلسطينُ ميزانُ العدل الإلهي
محمد الضوراني
الشعبُ الفلسطيني الذي يعاني ومنذ سنوات طويلة من مظلومية لم يشهد التاريخُ مثيلًا لها في حجمها وحجم التآمر على هذا الشعب المجاهد، والذي تعرض للاستهداف من خلال احتلال الأراضي الفلسطينية من قبل الاحتلال البريطاني وتسليم الأراضي الفلسطينية والمقدسات الإسلامية الممثل بالأقصى الشريف، والذي يعتبر قبلةً لكل المسلمين لعظمة هذا المسجد لدى المسلمين، تم تسليمها للكيان الغاصب الممثل بالصهاينة، والذين جاءوا وتم نقلهم من كُـلّ الدول كمستوطنين ومحتلّين وحاقدين على الإسلام والمسلمين وبحماية من بريطانيا وأمريكا ودعم بلا حدود لحماية هذا الكيان الغاصب والغدة السرطانية الخبيثة في خاصرة الأُمَّــة الإسلامية.
الشعب الفلسطيني تعرض للعديد من الانتهاكات والجرائم التي لم تحدث عبر التاريخ، من قتل للأطفال والنساء والرجال، جرائم جماعية استشهد فيها الآلاف من هذا الشعب المظلوم، والذي ترك وحيداً في مواجهة هذا الكيان ومن تحالف معه وسانده، والذي يمتلك أقوى تسليح عسكري في العالم، ترك الشعب الفلسطيني المظلوم وحيداً وهو يستهدف ويطرد ويشرد من الأراضي الفلسطينية والكيان الصهيوني ينهب ويسلب ويقتل ويعتدى عليه بلا ضوابط أَو حدود وبضوءٍ أخضرَ من أمريكا الشيطان الأكبر.
إن الشعب الفلسطيني المجاهد الصادق المؤمن الذي حمل هذه القضية رغم التخاذل العربي والإسلامي والاستسلام والخضوع لأمريكا وبني صهيون، رغم كُـلّ ذلك استمر هذا الشعب في نضاله وجهاده، مستعينًا بالله متوكلًا على الله ويحمل قضية هي الحق والعدل ويواجه عدوًّا ليس فقط للشعب الفلسطيني بل لكل الشعوب الإسلامية، وقد ذكر الله في القرآن الكريم حجم هذا الحقد من قبل اليهود على الإسلام والمسلمين ومحاربة التعاليم الإسلامية ومحاربته للأنبياء والمرسلين وللأخلاق الإيمَـانية، وأنهم يعملون لخدمة الشيطان كمشروع يستهدف الدين الإسلامي والمسلمين في هذا العالم، شخّص الله نفسياتهم وخبثَها وحقدها، فالله أعلمُ وهو أحكمُ الحاكمين.
الشعب الفلسطيني المظلوم والمعتدى عليه هو شعب يقاتل ويجاهد ويناضل عن كُـلّ الأُمَّــة الإسلامية جيلاً بعد جيل، يقدم النماذج الإيمَـانية الخالدة في حجم التضحيات والصمود والثبات، هذا الشعب المسلم، الشعب المجاهد يحتاج من كُـلّ الشعوب الإسلامية والعربية في المقام الأول أن يقفوا معه ويساندوه من منطلق إيمَـاني وتوجيه من الله -عز وجل- في أن تكون الأُمَّــة المسلمة قوية ثابتة متوحدة ضد أعداء الله الممثل بالكيان الإسرائيلي ومن ناصرهم ووقف معهم.
نحن في زمن كشف الحقائق وزمن اتضحت وتجلت فيه الأمور والحقائق لدى الجميع، أن من يقاتل ويساند ويناصر ويسكت ولا يهتم، بل ويحمل نفسية اليهود هم أعداء للأُمَّـة الإسلامية، وهم الحاقدون على الإسلام والمسلمين، وهم المنافقون، من ذكرهم الله بتوليهم لليهود ولو كانوا في صف هذه الأُمَّــة، القضية الفلسطينية هي ميزان العدل الإلهي وهي تمحيص وَتمييز لكل مدعي الإيمَـان وهم يقفون مع أمريكا وإسرائيل، تتجلى الحقائق في زمن كشف الحقائق وتتغير المعادلات وتتحول لصالح الشعب الفلسطيني المظلوم، والذين يقاتلون عن هذه الأُمَّــة وعن شرف هذه الأُمَّــة وكرامتها وضمن محور المقاومة، والذي استهدف من الكيان الصهيوني وأمريكا ومن عملائهم، من وقفوا معهم وناصروهم من المنافقين الممثل بالأنظمة العميلة والمرتهنة للنظامين الأمريكي والصهيوني.
نحن اليوم نشهد انتصارات لم تحدث وعبر التاريخ وهزائم لهذا الكيان لم يشهد لها التاريخ مثيلًا، وتحولات كبيرة في صالح هذا الشعب، اليوم الصهاينة يعيشون الذل والإهانة والخسارة والانكسار، ويعيش الشعب الفلسطيني وكلّ الشعوب والحركات الإسلامية المجاهدة العزة والتمكين، كُـلّ ذلك بفضل الله وصبر وجهاد وثبات هذا الشعب، وتوحد وتكاتف وتعاون كُـلّ المجاهدين في محور المقاومة، زمن الهزائم ولى وانتهى وجاء زمن الانتصارات ووعد الآخرة بإزالة هذا الكيان الذي زرع في خاصرة هذه الأُمَّــة الإسلامية، كُـلّ الشعوب الإسلامية مع الشعب الفلسطيني، ولا بُـدَّ من التحَرّك من كُـلّ الشعوب والحكومات، ولا يمكن أن نترك فلسطين وحيدة في مواجهة العدوّ لكل الأُمَّــة الإسلامية، فمعركتنا معركتهم وقضيتنا قضيتهم ونصرهم نصرنا وعزتهم عزتنا ومشروعهم مشروعنا وهُــوِيَّتهم هُــوِيَّتنا الإيمَـانية.