إلى أصوات النّشاز وصهاينة العرب
راكان علي البخيتي
في ظل استمرار العملية العسكرية طوفان الأقصى وما يحدث فيها من أحداث وفتوحات عظيمة على أيدي أبطال المقاومة الفلسطينية البواسل من قتل وتدمير وتنكيل بالعدوّ الصهيوني المحتلّ وَالغاصب (المؤقت)، وفي ظل الدعم الكامل لهم من محور المقاومة والتنسيق بين قياداته الحكيمة، من اليمن لبنان والعراق والجهورية الإسلامية الإيرانية.
يأتي دور صهاينة العرب بالتثبيط والتخذيل ونسمع ونشاهد منهم أصوات نشاز مغلّفة بغلاف النُصح المزيّف، وعبارات كثيرة منها (ما الفائدة من هذه العملية؟) وعبارة (غزة سوف تقصف وتُحاصر و.. إلـــــخ)، تلك العبارات التي تخرج من أفواههم الكاذبة نفاقاً وإرجافاً، خوفاً على أشياءَ تافهة ورخيصة.
ثم يأتي في المقابل الدورُ العظيمُ الذي يأتي من قبل اليمن، وتحت القيادة الحكيمة المتمثلة بالسيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي –يحفظه الله-، والاهتمام الجاد بالقضية الفلسطينية، وهو اهتمام بدرجة أولى وقبل أية قضية أُخرى حتى قضية الشعب الرئيسية والعدوان عليه، وتسعى القيادة بتحَرّك جاد قولاً، وعملاً، لدرجة أن القيادة قبل أَيَّـام تطلب على لسان عضو المجلس السياسي الأعلى الأخ/ محمد علي الحوثي، من ابن سلمان أن يفتح حدوده المجاورة للشعب الفلسطيني والسماح لليمنيين بالعبور ليتمكّنوا من مواجهة إسرائيل وتحرير فلسطين حتى آخر شبر من دنس الصهاينة الغاصبين.
فهل يستجيب محمد بن سلمان لذَلك النداء أم هو يخاف على صديقه الجديد “نتنياهو”، ونسي جراح الفلسطينيين وأوجاعهم منذُ زمن طويل، ومنذ سبعين عامًا وإسرائيل ترتكب بحقهم أبشع المجازر والجرائم الوحشية.
في وسط صمت أممي ودولي ونفاق عربي والصهاينة يدمّـرون غزة من قبل أعوام دون أن تكون هناك عملية ضدهم، ولم تُطلق رصاصة واحدة نحوهم، من قبل بعض دول العرب المنافقة وأنظمتها المطبعة.
والسؤال هنا لماذا لا تتحَرّكُ دويلة الإمارات والسعوديّة في قضية استعادة أرض فلسطين؟! ولماذا لا تفتح السعوديّة حدودَها مع فلسطين؛ لكي يتمكّن الرجال الأحرار من العرب من الوصول إلى أرض فلسطين المحتلّة؛ ليطهّروها من دنس الصهاينة الغاصبين؟! ولماذا يخافون من هذا الأمر؟!
هل هم عرب ويريدون إنقاذ أطفال غزة وأهلها؟ أم أنهم يخافون على إخوانهم الصهاينة؟
ولا يريدون الحرب معهم، ليس؛ لأَنَّ في ذَلك خوفاً على مصلحتهم وسيفقدون الراحة، وستُغلق في بلدانهم البارات والملاهي والمراقص إلى أجل غير مسمى، ولن يتمكّنوا من مشاهدة المغنّيات، والعاهرات ولن يستمتعوا بشرب الخمور والرقص وسماع الموسيقى معهم جنباً إلى جنب، وأنهم سيُحرمون من النظر إلى أجساد الفنانات والفتيات العاريات، التي كان الغرب قبلها قد عرفوا مستوى دناءتهم، وما هو الشيء الذي يحبُّه هـــــؤلاء الخونة، فقاموا بإرسالهن إلى بلدانهم بطلبهم وبمقابل مبالغ خيالية لكي يستمتعوا، بالنظر إليهن، وينسوا القضايا المهمة المتعلقة بالشأن العربي، والنتيجة لهذا النفاق وهذا الانحطاط أن يمارس الغرب ضدهم كُـلّ أساليب الانحطاط وتمكّنوا من إذلالهم ودعس رقابهم وسلبهم أموالهم وثرواتهم النفطية مقابل حمايتهم.
وبيعهم الأسلحة ليدمّـروا بها بلدان العرب والمسلمين وعلى رأسها اليمن، ودفع الملايين للفنانات الغربيات والعاهرات من نساء الشوارع الماجنات وشراء لاعبين غربيين بملايين الدولارات، التي لو أنفقوها لبناء جيش عربي لتحرير فلسطين لكان الإسرائيليين غير موجودين في أرض فلسطين وبيت المقدس.
فأية جريمة وأي انحطاط تعمله السعوديّة والإمارات، وإلى متى سيستمرون في خياناتهم للعرب وللقضية الفلسطينية!!
وهل سيقفون من هذه التصرفات أم أنهم يريدون أن يستمروا في تلك الأفعال حتى ينالهم سخط الله وغضبه وعقابه، وما بعد سخط الله عليهم إلّا يوم الفتح ويوم النصر العظيم عليهم وعلى من طبّعوا معهم وتعاونوا معهم، على العرب والمسلمين وعلى أطفال غزة الجياع المظلومين، وعلى أطفال اليمن الذين مزّقوهم بصواريخهم وأسلحتهم المحرمة وقنابلهم العنقودية، وسيكون حالهم كما قال الله سبحانه وتعالى في إخوانهم المنافقين السابقين: (لَئِنْ لَـمْ يَنْتَهِ الْـمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْـمُرْجِفُونَ فِي الْـمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قليلًا، مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أخذوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا) صدق الله العظيم.