“طوفانُ الأقصى” وموقفُ اليمن المشرِّف
هاشم أحمد وجيه الدين
لا شك أن عملية طوفان الأقصى الذي نفذتها المقاومة الفلسطينية الشجاعة ضد معسكرات الكيان الصهيوني الغاصب، عملية ناجحة بكل المقاييس، ومثلت صفعة مدوية للعدو الصهيوني وجيشه الكرتوني الهش، وستظل هذه العملية المباركة تمثل كابوساً مرعباً للصهاينة لن ينساه أبدً الدهر، وستظل محل فخر واعتزاز للمقاومة الفلسطينية وقيادتها وللشعب الفلسطيني الصامد المجاهد، كما هي محل فخر واعتزاز للشعوب العربية والإسلامية الحرة والأبية والتي كان لها موقفٌ مساندٌ ومؤيدٌ ومباركٌ لهذه العملية النوعية، بصرف النظر عن مواقف بعض زعامات وقيادات الدول التي كان موقفها ضعيفاً وخجولاً ومتماهياً مع التوجّـهات الصهيونية والغربية، خُصُوصاً الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني الغاصب.
الموقف الأبرز كان لدول محور المقاومة التي وقفت قياداتها وشعوبها موقفاً واضحًا وبدون مواربة مع المقاومة الفلسطينية وشعب فلسطين المظلوم بالمسيرات المؤيدة لهذه العملية وحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه بكل الوسائل حتى يرحل المحتلّ الغاصب من كُـلّ شبر في أرض فلسطين.
لكن الموقف الأبرز والأشد قوة كان للشعب اليمني العظيم الذي خرج بمسيرات مليونية في جميع المحافظات الحرة، وأثبت للعالم أن القضية الفلسطينية تحتل وجدان هذا الشعب ووجدان قيادته الحرة والشجاعة ممثله بالسيد القائد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- هذا القائد الذي جميع مواقفه تجاه القضية الفلسطينية تأتي معبرة عن وجدان هذا الشعب العظيم ومتناغمة مع توجّـهاته وتطلعاته ومشاعره تجاه القضية الأَسَاسية والمحورية للأمة.
هذا القائد الذي قاد الشعب اليمني العظيم نحو العزة والكرامة والحرية لتكون مواقفه تجاه قضايا الأمة المركزية مواقف مشرِّفة تنسجم مع تاريخ وإيمان هذا الشعب، وحكمة القائد المنبثقة من ثقافة القرآن وتعبر عن الهُــوِيَّة الإيمانية لشعب اليمن وقيادته.
رغم العدوان الظالم والحصار المطبق على اليمن منذ 9 سنوات؛ بهَدفِ إضعافه وشل قدراته العسكرية والاقتصادية، ظهر القائد الحر الشجاع ليعلن موقف اليمن المشرف تجاه فلسطين بأننا ندعم ونؤيد عملية طوفان الأقصى ونؤكّـد حق الشعب الفلسطيني الحر والشجاع في الدفاع عن نفسه ومواجهة الاحتلال بكل الوسائل حتى ينال حريته واستقلاله ويطهر كُـلّ شبر في فلسطين من دنس الاحتلال والعدوّ الصهيوني.
ونشير هنا إلى قول السيد القائد بأنه “لولا الحصار والعدوان على بلادنا، لكنا إلى جانب المقاومة الفلسطينية الشجاعة نقاتل معها يداً بيد وكتفاً بكتف، وهناك استعداد لدى المجاهدين في اليمن لرفد المقاومة الفلسطينية بمئات الآلاف من المجاهدين اليمنيين”، وَأَضَـافَ قائد الثورة -يحفظه الله-، أنه “في حال تدخل القوات الأمريكية تدخلاً مباشراً إلى جانب الصهاينة، فَــإنَّنا على استعداد للدخول في المعركة بشكل مباشر بالقوة الصاروخية والطيران المسيَّر”.
المواقف المشرفة والجليلة لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، تنسجم مع عراقة الشعب اليمني العظيم وتعبر عن هُــوِيَّته الإيمانية وقناعاته وتوجّـهاته، فسلام الله على قائدنا العظيم والشجاع وشعبنا الحر الأبي، والنصر والتمكين للمقاومة والشعب الفلسطيني، والخزي والعار للكيان الصهيوني.