بن حبتور: استهدافُ العدوان لوزارة الاتصالات كان مدروساً لدورها المحوري في نقل المعلومة
المسيرة- صنعاء
أكّـد رئيسُ حكومة تصريف الأعمال، الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور، أن استهدافَ العدوّ لوزارة الاتصالات ومنشآتها ومقوماتها الأَسَاسية كان مدروساً؛ لأَنَّ العدوّ يعرفُ أهميّةَ الوزارة ودورها المحوري في نقل المعلومة.
وأشاد بن حبتور خلال مشاركته في الندوة التعريفية بوثيقة السياسات العامة لأمن المعلومات في الجهات الحكومية، التي أقامتها، أمس الاثنين، وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالعاصمة صنعاء، أشاد بالدور الكبير لقطاع الاتصالات خلال سنوات العدوان والحصار ومساهمته الحيوية في تعزيز تماسك الوزارات واستقرار نشاطها وفي نقل وتبادل المعلومات، برغم المحاولات المُستمرّة للنيل من نشاطها وعملها الحيادي من قبل تحالف العدوان ومرتزِقته، مبينًا أن “الأمن السيبراني من الأعمال الاستراتيجية التي أولتها الحكومةُ -ممثلةً بجهاتِها المعنية- عنايةً كبيرةً وَخَاصَّة”.
واستنكر رئيسُ حكومة تصريف الأعمال، عبثَ الاحتلال الإماراتي بكل صفاقة وصلف بقطاع الاتصالات في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة والذي وصل حَــدَّ ربط بعض الجزر اليمنية بالاتصالات الإماراتية مباشرة، موضحًا أن “أبو ظبي حليفَ العدوّ الصهيوني بممارساته تلك ينتهكُ فيها الأمنَ السيبراني لعامةِ الشركات والمؤسّسات والمواطنين في تلك المحافظات والجزر”.
ونوّه بن حبتور بجهود وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ومختلف وحداتها التي “استطاعت أن تثبت قواعد داخلية لمواصلة النشاط الخدمي الهام لهذا القطاع وكذا لضمان أمن المعلومات والمحافظة على الصبغة الوطنية لمؤسّسات الاتصالات وواحدية نشاطها على المستوى الوطني”.
وذكر أن “التعامل بمسؤولية وطنية عالية وبمهنية كبيرة تجاه التحديات والإخلاص في العمل كانت عوامل أَسَاسية في نجاح هذا القطاع خلال سنوات العدوان والحصار وغيره من القطاعات المؤسّسية، التي كانت لها قصص نجاح كبيرة ومتميزة بما في ذلك قطاع التعليم والتعليم العالي على وجه الخصوص”.
وتطرق رئيس حكومة تصريف الأعمال في سياق كلمته إلى تاريخ 7/10/ 2023م ومكانته الاستراتيجية في سياق المعارك التي خاضتها الأُمَّــة ضد الكيان الصهيوني الغاصب بقوله: “إن هذا التاريخ أكّـد أن زوال إسرائيل أصبح ليس فقط مُجَـرّد كلام أَو أمانٍ، بل أصبح وفقاً لما نشاهده اليوم أمرًا ممكنًا وغير بعيد”.
وأضاف أنَّ “ما صنعه الصهاينة من ضجيج حول تكنولوجياتهم العسكرية والأمنية والقبة الحديدية التي لا تُقهر أصبح لا شيء أمام إرادَة وقوة وعنفوان رجال المقاومة الفلسطينية الذين تمكّنوا منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى أن يلحقوا الهزيمة والذل والهوان بالمحتلّ الصهيوني وآلته العسكرية الغاشمة برغم وحشية القصف المُستمرّ لطائرات المحتلّ وداعميه الأمريكي والبريطاني لغزة، والذي أباد أحياء بأكملها بما فيها من بشر وشجر”.
من جانبه لفت وزير الاتصالات وتقنية المعلومات في حكومة تصريف الأعمال، المهندس مسفر النمير، إلى أهميّة أمن المعلومات في المؤسّسات والجهات الحكومية والذي يعتبر هاجس الدول المتقدمة.
وشدّد على أهميّة الندوة على صعيد التعريف بأمن المعلومات وكيفية صد الهجمات السيبرانية، مُشيراً إلى أن “الدول ترصد مليارات الدولارات لحماية أنظمة المعلومات في المؤسّسات والأجهزة الحكومية”، مُضيفاً أن “بلادنا بأَمَسِّ الحاجة إلى التوعية بمخاطر الحرب السيبرانية وحماية أنظمة المعلومات، والتي تعد سلاحاً معرفياً هامّاً”.
وأفَاد الوزير النمير بأنه “يجب التركيز على التوعية بوثيقة السياسات العامة لأمن المعلومات”، مشدّدًا على أهميّة إحاطة متخذي القرار والمختصين في أمن المعلومات وشحذ هممِهم والتوعية أكثر بهذا المجال المعرفي الهام، والذي سيتحول في حال التهاون إلى خطرٍ كبير.
وبيّن أن “الدولة اليمنية الحديثة يجب أن تحقّق نقلةً نوعية في التحول الرقمي وبناء قاعدة قوية في أمن وتقنية المعلومات من أَسَاسها إلى أعلى هرم فيها”، مشيداً بتوجّـهات الحكومة وخطواتها العملية بإقامة الندوات وورش العمل والمصادقة على وثيقة سياسات أمن المعلومات وفقَ أُسُسٍ سليمة وخطوات ثابتة وراسخة.
وأهاب الوزير النمير بمُتَّخذِي القرار بدعم ومساندة المشاركين في هذه الندوة من تقنيين ومهندسين متخصصين في أمن المعلومات لتطبيق سياسات أمن المعلومات في الواقع العملي في مؤسّسات الحكومة بمختلف مجالاتها.
في السياق أشَارَت كلمةُ الأكاديميين التي ألقاها رئيس جامعة صنعاء، الدكتور القاسم عباس، إلى توجُّـهات الجامعة لإنشاء قسم الأمن السيبراني في كلية الحاسوب، وفتح المجال للباحثين والدارسين في هذا المجال الحيوي الذي يعد سلاحاً مهماً في الدول المتقدمة.
ولفت إلى أن “المعلومات هي التي توصل الإنسان إلى كُـلّ شيء جديد وحديث وَنوعي؛ ما يتطلب المعرفة والبحث عن المعلومات”، مستشهداً بقول الله تعالى: “وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا”.
وذكر رئيس جامعة صنعاء أن “المعطيات والاستنتاجات هي أَسَاسُ المعلومات، التي يصلُ إليها الإنسانُ عبر البحث والدراسة والمعرفة؛ وهو ما يتجلَّى لنا في عالم تقنية وأمن المعلومات، التي يجب أن نحافظ عليها وفق أحدث الأنظمة التكنولوجية؛ لنصلَ إلى مصافِّ الدول المتقدمة”، مُشيراً إلى أن “الهجمات السيبرانية تُعتبَرُ أحدَ أنواع الحروب الحديثة التي تتصارع عليها الدول؛ وهو الأمر الذي يتطلبُ منا تطويرَ ومواكبة كُـلّ جديد في عالم أمن المعلومات”، موضحًا أن “الصراع على الثروة في العالم الحديث يستندُ إلى التبادُلِ المعرفي والمعلوماتي وفق أحدث الأنظمة المعلوماتية التي تتطلب تأمينها بتقنيات حديثة”.