رئيسُ هيئة مستشفى الشهيد الصمَّاد بـمحافظة عمران الدكتور عبد الغني مرشد في حوار لـ “المسيرة”: حقّقنا إنجازاتٍ كبيرةً خلال الفترة الماضية ونحن بصدد تجهيز مركَز الحروق ووَحدة القسطرة القلبية
المسيرة – حاوره عبد اللطيف مقحط:
أكّـد رئيسُ هيئة مستشفى الصماد بمحافظة عمران، الدكتور عبدالغني مرشد فارس، أن القطاع الصحي بالمحافظة كان له نصيب من الأضرار كغيره من المحافظات؛ بسَببِ الحصار والعدوان الأمريكي الظالم.
وَأَضَـافَ الدكتور مرشد في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة” أن القطاع الصحي في محافظة عمران يعاني من ارتفاع التكلفة التشغيلية وشحة الموارد مع صعوبة توفير التجهيزات وقطع الغيار والأدوية.
وأشَارَ إلى أن القطاع الصحي في محافظة عمران يعمل كخلية نحل ليلاً ونهاراً، وقد شهد تحسُّناً ملموساً في هذه الفترة رغم الصعوبات والتحديات.
إلى نص الحوار:
– بدايةً لو تحدثنا دكتور عبد الغني عن سير عملكم في هيئة مستشفى الصمَّاد “22 مايو سابقًا” خلال الفترة الراهنة؟
مستشفى الشهيد الصماد أَو مستشفى 22 مايو سابقًا، حديثُ الإنشاء، أنشئ وتم تشغيله في نهاية 2018 بداية 2019م، ولكن خلال هذه الفترة الوجيزة استطاع المستشفى -بتعاون القيادة وتوجيهاتها الحكيمة- أن يقطع في هذه الفترة الزمنية البسيطة مشواراً طويلاً جِـدًّا، وحقّق إنجازات وَوفَّر الخدمات؛ حتى أصبح يضاهي الكثير من المستشفيات القديمة؛ فالمستشفى يقدم خدماته لجميع أبناء المحافظة وأبناء المحافظات المجاورة، وجميع النازحين، بدأ تشغيله مرحلياً حتى أصبح الآن يشتغل بكامل طاقته الاستيعابية؛ أي ما يعادل 330 سريرًا، وتتضمن خدماته مركز الغسيل الكلوي والعلاج الطبيعي والأورام، والطوارئ العامة والتوليدية والعزل، وكذلك قسم العمليات والتجهيزات الحديثة، وهو عبارة عن ست صالات عمليات، كان بدأ بصالة عمليات واحدة وتم إعادة تأهيل القسم وتجهيزه وتطويره بما يتناسب مع الخدمات التي تدخل إلى المستشفى وأصبح الآن يقدم مختلف الخدمات النوعية، وخلال الفترة الأخيرة بعد إعلان الهيئة من بداية يناير 2023م تم إدخَال تخصصات مختلفة واستضافة كوادر نوعية جديدة، مثل جراحة الأوعية الدموية وجراحة الوجه والفكين، وتطوير جراحة المخ والأعصاب، واستضافة أطباء بجميع التخصصات، والآن بصدد تجهيز مركز الحروق ووحدة القسطرة القلبية.
– كيف تقيِّمون الوضعَ الصحي بالمحافظة؟
العمل الصحي في المحافظة كغيره من المحافظات؛ بسَببِ الحصار والعدوان الظالم، كان للقطاع الصحي نصيب في ذلك، وهنا يعاني القطاع الصحي من ارتفاع التكلفة التشغيلية، وشحة الموارد مع صعوبة توفير التجهيزات وقطع الغيار والأدوية، ورغم ذلك -ومع وجود إرادَة قوية وطموح للقيادة على المستوى المركزي ومستوى المحافظات- يعمل القطاع الصحي كخلية نحل ليلاً ونهاراً، حتى شهد القطاع الصحي تحسناً ملموساً في هذه الفترة رغم الصعوبات والتحديات، فأصبحت معظم مستشفيات المديريات تعمل وتقدم خدمات العمليات غير معهودة سابقًا وتم تجهيز معظم المستشفيات في المديريات، بالإضافة إلى مستشفى المحافظة الذي رغم ما نعانيه من تحديات إلا أنه بإصرار وتعاون كوادره ومساندة القيادة أصبح ينهض تباعاً وأصبحت خدماته تتطور بدءاً بـ20 سريراً، وأصبحت الآن أكثر من 300 سرير، وبدأ المستشفى يفتقر لأبسط الإمْكَانات والآن كُـلّ الخدمات المساندة في المستشفى، وعندما تتوفر الإرادَة والتعاون يُكسر المستحيل.
– العدوان أثّر بشكل كبير في جميع المجالات ومنها الجانب الصحي.. كيف تصفون ذلك؟
كانت الروحُ الجهادية -التي يتمتع بها أبناء المستشفى وكوادره الانتماء للوطن والشعور بالمسؤولية- أهم الدوافع التي جعلت من المستشفى خلية نحل متماسكة بإرادَة صُلبة لمحاولة كسر طموح الأعداء لإخضاع هذا الشعب، أخذنا على عاتقنا جميعاً بأن نعمل ليلاً ونهاراً لتخفيف ما أمكن من تضميد الجراح والآلام على المرضى، وأن نُفشِلَ رهانات الخارج الذين كانوا يريدون إركاع هذا الشعب، وبذلنا جهوداً كَبيراً في المستشفى، وَكان متوقفاً لفترات طويلة قبل العدوان، وعندما توفرت الإرادَة واتِّخاذ قرار بأن المستشفى يدخل إلى حيز الخدمة وأن يلمس المواطن أثره، سعينا جاهدين مع فاعلين الخير والمؤسّسات مثل مصنع أسمنت عمران والمنظمات المحلية والدولية بقيادة وزارة الصحة الدكتور طه المتوكل، الذي بعث في نفوس الجميع حُبَّ العمل، والشعور بالمسؤولية والروح الجهادية، حتى بذلنا جميعاً جُهداً كَبيراً مثل ما ترون المستشفى الآن.
– بناءً على توجيهات السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- والقيادة السياسية لتبسيطِ المعاملات للمواطنين.. ماذا عملتم في ذلك؟
سَعَت إدارةُ الهيئة إلى لتوفير الدعم لإدارتَين، هما: إدارة الشكاوى، وإيجاد عاملين لتسهيل الخدمة في جميع الأقسام والتعرف على مشكلة المواطنين، والعمل على حلها، وتأسيس إدارة جديدة هي إدارة شؤون المرضى قيد الإنشاء، وتضم في جوانبها عدة أقسام، هدفها توفير الخدمة وحل الإشكالات للمرضى والتعريف بخدمات المستشفى؛ حتى يصل المريض إلى الخدمة بسهولة ويُسر.
– وماذا بشأن المرضى المعدِمين والفقراء؟
أكثرُ مستشفى ولا أبالغ أنه يقدم خدمات مجانية لمن يستحقها، المستشفى يقدم خدمات كبيرة لأسر الشهداء وأقاربهم؛ وفاء لما قدموه، وكذلك المرابطون وذوو الإعاقة وأصحاب السجون والمعدمون، بل إن خدمات الإعفاء تصل إلى 50 % من خدمات المستشفى، ولكن عبر لجان متخصصة لمن يستحقها.
– مررنا مؤخّراً بذكرى المولد النبوي الشريف.. ماذا قدمتم خلال هذه المناسبة؟
طبعاً المستشفى دائماً يبادر في إحياء ذكرى المولد بجميع أبنائه؛ فالمستشفى قدم الطبق الخيري لإطعام جميع المرقَّدين في المستشفى، والإحسان لجميع العاملين والزملاء بمبادرة من القطاع النسائي في المستشفى، وَأَيْـضاً تم تزيينُ أقسام المستشفى ليظهَرَ بمظهَرٍ لائقٍ في ذكرى مولد رسول الله، المستشفى تم تزيينه بزينة فريدة، ومن أفضل المؤسّسات بتكاليف منطقية ومحدودة، وبجهود ذاتية من كوادره، كما جهَّزنا المستشفى الميداني في ساحة الاحتفالات كنموذج مصغر لمستشفى الصماد، تضمن 20 سرير رقود، مع 4 أسرة عناية مركزة ووسائل الأشعة التشخيصية والمختبر مع الكوادر النوعية، إضافة إلى رفع جاهزية العمل داخل المستشفى، كما قدَّمَ المستشفى تخفيضَ المعاينة مجاناً و30 % في جميع خدمات المستشفى بمناسبة ذكرى المولد ومن أول شهر ربيع الأول.
– ما هي الصعوباتُ والعوائق التي تواجهونها؟
أكبرُ صعوبات هو الحصار والعدوان، الحصار له انعكاسات أَدَّت إلى ارتفاع التكاليف للتشغيل والمحروقات ومواد وتجهيزات وأدوية، ويقابله شحة الموارد؛ بسَببِ العدوان؛ ولذلك أكبر معضلة يواجهها البلد هو الحصار، وإنهاء الحصار سيحل كَثيراً من المشاكل وبالذات المستشفيات.
– رسالة أخيرة؟
نتمنى خلال هذه الفترة أن يوفق وفدنا الوطني للمفاوضات، وتكون مبادرة خير لفتح الحصار والمطارات، على سبيل المثال، تعطل علينا جهاز الأشعة المقطعية قبل فترة، واحتجنا ثلاثة أشهر لإصلاحها، وهو الجهاز الوحيد داخل المستشفى؛ بسَببِ تعقيد إجراءات الحصار، نتمنى من الشعب اليمني الصبرَ والصمودَ، ولم يبقَ إلا القليل، والنصرُ حليفُنا.