ثباتُ المستضعَفين وخضوعُ المستكبِرين
عمار الجندي
مجزرةُ المستشفى الأهلي المعمداني إبادةٌ جماعيةٌ بغطاء أمريكي غربي، وهي فظاعة صهيونية توجب الكثير من العمل لتحطيم الغطرسة الصهيونية، لا مجالَ لترك أهل غزة عُرضةً للإبادة الجماعية، والدول الإسلامية جمعاء معنيةٌ بالتحَرّك الفاعل والرادع وفي المقدمة محور المقاومة، ومن ترتعد فرائصه أَو يقدم مصالحه على دماء شعب غزة فلا خير فيه، مصلحة المسلمين هي في الانتصار لأهل غزة، وما دون ذلك فهو الذل والهوان، فكل هذا الدمار الحاصل في غزة وما ينتج عنه من قتل للأطفال والنساء بصورة وحشية، يقابله صمت عربي مخزٍ، وكلما زادت معاناة الشعب الفلسطيني يزداد الخزي والعار للخانعين والمطبِّعين علناً والمطبعين من خلف الستار، غزة اليوم تُباد بغارات العدوّ الصهيوني الهستيرية والعجيب من ذلك هو أننا لم نسمع أية إدانات من بعض زعماء العرب وإعلامهم المُتَهَوُّد وكأن شيئاً لا يحصل، فعندما انطلقت الحرب على اليمن وما أسموه بعاصفة الحزم تزاحمت هذه الدول الصامتة اليوم على جرائم اليهود وسارعت بالمشاركة على ضرب الشعب اليمني وكأن اليمن أصبحت مستوطنة لليهود، أما قضية فلسطين الواضحة وضوح الشمس لم يكن صمتًا فحسب، وإنما هناك إدانات لحركة المقاومة الفلسطينية ووصفهم بالإرهابيين في خطب الجمعة، ولولا تحرُّج هذه الدول من شعوبها لشاركت في ضرب غزة خدمةً للأمريكان.
سيكتب التاريخ أن غزة الصغيرة البسيطة المحاصرة قهرت جيشاً يخشاه “21” جيشًا من جيوش الدول العربية!
سيكتب التاريخ أن غـزة رسمت طريق الأُمَّــة وثبتت على مواقفها ولم ترضخ للاحتلال وأعوانه، في الوقت الذي يهرول قادة الأُمَّــة للتطبيع مع هذا الكيان المجرم الزائل، (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا).