“طوفانُ الأقصى” يصيبُ الصهاينةَ في مقتل
جبران سهيل
طوفان الأقصى العملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في غزة جاء بعد عقود من القهر والإجرام الصهيوني المحتلّ لأرض فلسطين منذ 75 عاماً، ارتكب خلالها المحتلّ كُـلّ الأفعال القبيحة المتعارضة مع القوانين والأعراف الدولية وَالقيم الإنسانية من قتل وتشريد وتهجير قسري لأصحاب الأرض والحق بعيدًا عن أي رادع.
تخلى عنهم البعيد أولاً ثم القريب واكتفى المجتمع الدولي بمئات الإدانات والشجب والتنديد في ظل دعم أمريكي غربي للصهاينة لا حدود له ومتوارث جيلاً بعد جيل وحكومةً تلو حكومة، وُصُـولاً إلى أن تخلت عنهم علانية وبلا خجل أنظمة وحكومات عربية وخليجية بالأخص لتنفذ طعنة في خاصرة القضية الفلسطينية، وبكل وقاحة أعلنوا تطبيعهم مع من يقتل أبناء شعبهم في فلسطين ويسلب أرضهم دون وجه حق.
أتت عملية طوفان الأقصى المباركة في الوقت الذي كادت فيه قضية العرب والمسلمين الأولى فلسطين ومقدساتها أن تتوارى وتختفي من الواقع العربي المخزي، وكان لا بدَّ من الوقوف مجدّدًا في وجه هذه المؤامرة وأعادت القضية الفلسطينية لموقعها الطبيعي وتذكير العالم المنافق بهذا الحق المغتصب وعدالة قضية فلسطين، وحقّقت عملية طوفان الأقصى هدفها الرئيسي الذي هو هدف كُـلّ حر وشريف بالأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع.
بل إنها أصابت المحتلّ ومن يقف خلفه، أمريكا وأنظمة العمالة في مقتل، حين استيقظ هؤلاء على فاجعة ظن المحتلّ وأدواته أنهم في مأمن منها، وما منعتهم حصونهم وأجهزة استخباراتهم وجيوشهم ولا أغنت عنهم شيئًا، المئات من جنود الصهاينة ومستوطنيهم بين قتيل وجريح وأسير.
أُصيب المحتلّ الصهيوني وَراعية الشر والخراب والفوضى في العالم أمريكا بالجنون وصبوا جام حقدهم وغضبهم على غزة، تلك المدينة الصغيرة والمحاصرة والمكتظة بالسكان وأمطروها بأنواع القنابل المحرمة والصواريخ الذكية، لم تجد أمامها سوى مواطنين عزل وأطفال ونساء بالآلاف، في ظل صمت عربي وإسلامي كالعادة، عجز أن يمد هؤلاء بمساعدات إنسانية، في الوقت الذي تقدم فيه أمريكا وبريطانيا وألمانيا أنواع السلاح للصهاينة في وضح النهار ودون خوف أَو خجل أَو رادع.
طوفان الأقصى كشفت حجم الذل والهوان الذي تعيشه أُمَّـة الإسلام وأعراب الخليج بالأخص، الذين لم يقدموا شيئًا لأمتهم وقضاياها عدا التعاون مع الأعداء للنيل من كُـلّ حر وشريف بقي على ظهرها، كحال اليمن والتحالف الذي أعلن عليه من واشنطن على لسان وزير خارجية السعوديّة حين ذاك، وما تعرضت له سوريا ولبنان وليبيا والعراق من قتل وتدمير، لكن حين نأتي إلى قضية فلسطين الحال يتغير والجميع يلتزم الصمت أَو نسمع كلامًا يخالف الأفعال، يعكس نفاقًا وخيانة لا مثيل لها على مر الزمن.
ولكن ومع الأيّام تدرك الشعوب شيئاً فشيئاً الواقع المحزن لأنظمتها في ظل إجرام الصهاينة المُستمرّ ضد أبناء فلسطين في غزة، وحجم اللا مبالاة بأرواح الأبرياء، كحال المستشفى الذي استهدفه طيران المحتلّ الإسرائيلي في غزة وخلف المئات من الضحايا في مشهدٍ يدمي القلب.
ولا ننسى تحَرّك الشعوب الحرة في اليمن ولبنان والعراق وإيران وسوريا وعدد من الدول العربية والإسلامية مع فلسطين، وفي وجه المحتلّ وإن اصطف بجانبه العالم أجمع، وليست أمريكا ودول الإجرام وحسب، والأيّام حبلى بالمفاجآت التي ستزلزل المحتلّ الصهيوني وتعيد قطعانه المتوحشين إلى حَيثُ كانوا وكان أجدادهم قبل احتلال فلسطين وتهجير أهلها بإذن الله، والله غالب على أمره ولكن أكثرهم لا يفقهون.