جولةُ الرئيس.. مبادرةُ تعز ورسائلُ أُخرى
د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
قام الرئيس مهدي المشاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى- مؤخَّراً بجولةٍ تفقديةٍ في عدد من المحافظات المحرّرة، قدَّم خلالها عدةَ رسائَل للداخل والخارج، وكانت البداية من محافظة البيضاء، وقد حضر فيها العرضَ العسكري الذي أقامته المنطقة العسكرية السابعة بمناسبة ذكرى ثورة 14 أُكتوبر المجيدة التي طردت المحتلَّ البريطاني من اليمن، وكان العرضُ رسالةً إلى المحتلّين في الجنوب حَـاليًّا ومرتزِقتهم المحليين، مفادها أن القيادةَ السياسية والجيش اليمني في المناطق المحرّرة على استعداد وجاهزية كاملة لتحرير المناطق المحتلّة من قبل دول تحالف العدوان.
وأما أهمُّ رسالة قدمتها جولة الرئيس هي إعلان مبادرة وطنية تتعلق بإنهاء جميع الجبهات العسكرية في محافظة تعز وتحييد المحافظة وأن تدار من الجميع، وهدف هذه المبادرة هو مراعاة ظروف سكان المحافظة الصعبة، ورفع الحصار المزعوم؛ حتى يسهل التواصل بين المواطنين في المناطق المحتلّة والمناطق المحرّرة؛ باعتبار أن الجميع يمنيون، ولهم الحق في العيش الكريم دون عوائق.
وكان من المتوقع أن تحظى هذه المبادرة بالترحيب من جميع الأطراف، وخَاصَّة من سلطات تعز المحتلّة والتي تطالب ليلَ نهارَ بتدخل دولي لفَكِّ الحصار المزعوم عن المدينة، ولكن ما حدث كان أَيْـضاً متوقَّعاً من طرفٍ لا يملكُ قرارَه وليست له أية صلاحيات لمناقشة ما يتعلق بمصير سكان تعز المحتلّة، فقد أسرع محافظُ تعز المعيَّن من الرياض بالتشكيك بالمبادرة الرئاسية دون اتِّخاذ قرارٍ حاسمٍ إزاءها، وما زالت الفرصةُ سانحةً لمناقشة موضوع المبادرة من قبل المعنيين من الطرفين.
وخلال هذه الجولة، التقى الرئيس بالمواطنين والمسؤولين في المحافظات التي زارها، وناقش معهم هموم الناس، ولم يغب “طوفان الأقصى” عن خطابات الرئيس؛ فقد وضح موقفَ اليمن الدائم والحاسمَ من القضية الفلسطينية، وأكّـد على ما طرحه سابقًا قائدُ الثورة السيد عبدالملك الحوثي، بأن اليمنَ على استعداد لتقديم الدعم اللازم للمقاومة في غزة بحسب تطور الأحداث، ولو استدعى الأمرُ فسَتشارك اليمن في المعركة بالتنسيق مع محور المقاومة، كما دعا الرئيس القادة العرب والمسلمين والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى التحَرُّك الجاد والوقوف إلى جانب إخواننا في فلسطين وإغلاق السفارات في الدول المطبِّعة مع الكيان الصهيوني، والعمل على فتح المعابرِ لتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية التي يحتاجُ إليها سكانُ القطاع.