الأنظمةُ العميلة تبيعُ غَزَّةَ
إلـهام الأبيض
غزة تُذبح من الوريد إلى الوريد وتستغيث هل من مجيب؟
وحكام العرب في سُبات مطبع، ومتصهين، ومتأمرك؛ والمعنى واحد عميل، وخائن، والكل مرتهن منقاد تحت أقدام أمريكا وإسرائيل، تولي صداقات، علاقات حميمة، اتّفاقات، سياسات واقتصاد وثقافات منحطة كافرة، والطاعة المطلقة على رأس القمة والولاء والتبني للكيان اللقيط في أوساط العرب، لقد طبع الله على قلوبهم وضُربت عليهم الذلة.
لا شك أن ما بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبل، لقد أصبح العدوّ الصهيوني متخبطًا يلهث على أرض فلسطين، قتل وحرق، وسفك دماء، لقد أصبح يهلك الحرث والنسل، ويصب جم غضبه على غزة، استهداف هستيري متواصل دون انقطاع وأرواح أطفال غزة بالتحديد هي أكثر الضحايا، وهذه المرة متعمداً يريد القضاء على الأجيال الواعدة الفلسطينية.
إن الجرائم الصهيونية متواصلة، اتكالاً على الدعم الغربي، بالأمس حط الرئيس الأمريكي في تل أبيب، ورئيس حكومة بريطانيا، ليشكلا ثالوث الإجرام مع حكومة العدوّ، في عدوان مشترك على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وحيث توفر واشنطن والعواصم الغربية كُـلّ ما يلزم للفتك بالفلسطينيين، وتعمل سياسيًّا للتغطية على هذه الجرائم، وترى في قتل أطفالهم ونسائهم حقاً مشروعاً للصهاينة، بينما تُجرم دفاع الفلسطينيين عن أنفسهم، إنها مرحلة جديدة في تساقط الأقنعة.
لا يخفى علينا الأمر أن أمريكا وإسرائيل لو قُطع عليهم النفط العربي لما صمدوا أسبوعاً واحداً على أرض فلسطين.
لقد تجاوزت المجازر في غزة من المقابر الجماعية إلى الأكفان الجماعية، لأشلاء الأجساد، وكتابة عدة أسماء من الشهداء على كفنٍ واحدٍ، لقد تكشف الوجه الإجرامي للعدو الصهيوني في حربه ضد الإنسانية، وأمريكا هي من تتحمل المسؤولية كاملةً تجاه ما ترتكبه ربيبتها اللقيطة إسرائيل من إبادة بحق أطفال غزة.
إن كُـلّ سياسات التطبيع من قبل حكام العرب سوف تجرفهم إلى الذلة والخزي حتى قيام الساعة، وها نحن اليوم نطالب بطرد سفراء الكيان الصهيوني والأمريكي في دول العالم بينما يقوم الأعراب وفراعنة الخليج باحتضان إسرائيل كدولة حبيبة ومظلومة وتحارب من قبل محور المقاومة، إن هذا الكيان اللقيط الذي لا جذور له ولا أصول يتبناه العرب والأنظمة العربية وبهذا لقد باعت الدم الفلسطيني وقبضت الثمن.
إذا خنعت الحكومات فَــإنَّ الشعوب لن تخضع بإذن الله، إن الشعوب العربية المسلمة عليها مسؤولية مواجهة الغرب الكافر وكل من طبع وتولى وباع العروبة بأبخس الأثمان.
وكأننا برسول الله -صلى الله عليه وآله- وهو يقول لزعماء العرب والمسلمين وجيوشهم: (من للصهاينة وأنا ضمين له بالجنة) ولكن لا أحد فيهم يمتلك الشجاعة والإقدام لتجاوز هذا الاختبار الإيماني الصعب إلا أنصار علي بن أبي طالب “عليه السلام”، وعما قريب (يـبـرز الإيمـان كـله للشـرك كـله).