القدسُ.. وعدٌ وَانتصار
أم يحيى الخيواني
مهما تمادى المعتدون لا بُـدَّ لهم من زوال، مهما تمادى المجرمون لا بُـدَّ لهم من خسارة، مهما تمادى المستكبرون لا بُـدَّ لهم من نهاية، هذا وعد الله الذي لا يخلف وعده، فقد وعد الله المؤمنين بالتمكين والنصر المبين.
قال تعالى: “إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”، وَقال تعالى: “إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ”.
إن دولة فلسطين لها موعد بالنصر المبين، النصر المؤزر، النصر الذي يشفي صدور قوم مؤمنين، هَـا هي اليوم فلسطين الحرة الأبية تنفض غبار الذل والهوان والخوف من الكيان الغاصب المحتلّ، الصهاينة اللئام الذين لا قِيم لهم وَلا دين يدينون به، فهم من قاموا بتحريف الصحف التوراة والإنجيل وأصبحت لا صحة لها لتحريفها، هؤلاء الصهاينة المحتلّين هم قوم غضب الله عليهم وَلعنهم وَأعد لهم جهنم وساءت مصيراً؛ بسَببِ جحودهم وكفرهم وإعراضهم عن حكم الله فكانت نهايتهم التيهان في الأرض، وكل ذلك؛ بسَببِ تكبرهم وحقدهم على أنبياء الله، من أرسلهم لهدايتهم وأنزل المعجزات الكثيرة والعظيمة، ولكنهم كذبوا أنبياء الله وقاموا أَيْـضاً بقتلهم، فغضب الله عليهم ولعنهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة لهم الخزي والعذاب الأليم، كُـلّ هذه الأحداث ذكرها كتاب الله تعالى، لكن اليوم للأسف بعد تسارع الأعراب الذين هم أشد كفراً ونفاقاً إلى التطبيع مع اليهود أصبح لليهود سلطة عليهم أصبحوا وكأنهم دمى تحَرّكهم إسرائيل كيف ما شاءت ومتى ما شاءت، وهكذا أصبح حالهم فعلاً، والشواهد اليوم في قطاع غزة والضفة الغربية وغيرها، أثبتت للعالم المنافق والصامت كيف أصبح الواقع بعد كُـلّ جرائمهم التي تدمي الفؤاد، وهي حرب حصدت كُـلّ شيء، لم تبقِ لا البشر وَلا الشجر ولا الحجر.
إن هذا الاحتلال الماثل منذ أكثر من 70 عامًا استهدف الجميع صغاراً وكباراً، ولم يصن حرمة لأحد، وما حصل في قرية دير ياسين وَمجزرة صبرا وشاتيلا وغيرها من المجازر التي ارتكبها الكيان اللعين تشهد بذلك.
إن طوفان الأقصى اليوم عرض للعالم الوجه القبيح لليهود الذين لطالما يتغنون بالحرية وحقوق الإنسان، وما يحدث من جرائم حرب إبادة جماعية ضد إخواننا في غزة والضفة الغربية وغيرها في أرجاء فلسطين العربية استهداف ممنهج لكل شيء باستخدام أسلحة محرمة دوليًّا.
ما سبب ذلك وأين هو القانون الدولي الكاذب الذي لا ينفذ إلا ضد الدول المستضعفة، أما رأس الشر والغدة السرطانية إسرائيل لا يتحَرّكوا لعمل شيء ولا تدين هذه الجرائم البشعة ضد المدنيين العزل، الموقف يدمي القلوب وفي نفس الوقت فضح ما في قلوب اليهود من غل ومدى كمية الحقد الدفين على المسلمين، قال تعالى: “وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ”.
ليعلم العالم المتشدق بالإنسانية وحقوق الإنسان وحقوق الطفل وغيرها من أكاذيب على العالم، ما نراه اليوم وفي الأسبوع الثاني من حربهم البشعة رأينا مدى كرههم للمسلمين واستعلائهم الواضح وغرورهم وعنجهيتهم الزائفة التي ستزول لا محالة.
ونحن في يمن الإيمان والحكمة قيادةً وشعباً نقول للشعب الفلسطيني المقاوم: نحن معكم وحاضرون للمشاركة في الجهاد معكم والاستشهاد في سبيل الله الذي هو أسمى أمانينا، وَكما هو الحال في جهادنا للعام التاسع على التوالي ضد العدوان الغاشم، وما أشبه الجرائم التي ارتكبها اليهود في اليمن بتلك التي في فلسطين واستخدام السلاح المحرم دوليًّا.
إن العدوّ واحدٌ وغدة سرطانية واحدة ويجب على الشعوب العربية والإسلامية وقياداتها أن تتحَرّك ضد هذا الكيان الصهيوني الغاصب وكل من يقف خلفهم، ويجب أن نقطع رأس الأفعى المتمثلة في إسرائيل فلو قطع الرأس أكيد ولا محالة سيموت الذّنب والمتمثل بأمريكا وكل المطبعين مع اليهود والنصارى، أخزاهم الله وَلعنهم، ولا بُـدَّ من يوم ينجلي فيه الظلام وتعود فلسطين حرة أبية على يد الأحرار الأبطال والمقاومة من كُـلّ دول المحور.
“ألا إنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ”، والعاقبة للمتقين.