أبرزُ الأعمال العسكرية التي نفذها حزبُ الله على الجبهة الشمالية في اليوم الـ15 من طوفان الأقصى
المسيرة | خاص
طوال الأيّام الماضية من عمر ملحمة “طوفان الأقصى” البطولية، تواصلت الاتصالاتُ لطمأنة حزب الله وتحييده عن المواجهة، غير أن بيان المقاومة الإسلامية في لبنان جاء واضحًا، وكردٍّ أولي وإذن شرعي بالقتال حسب ما تقتضيه ظروف المواجهة، مع الوقوف المعلن مسبقًا إلى جانب شعب غزة وفلسطين ومقاومتها المقرون بتهديد العدوّ من التمادي في استخدام القوة ضد المدنيين؛ فكان لدخول حزب الله مسار المعركة بشكلٍ تدريجي أعطى رادعاً للعدو من الاستفراد بالمقاومة بغزة.
لقد كان لضرب مواقع الاحتلال في مزارع شبعا المحتلّة، رويسة العلم، السماقة ورمتا في مزارع شبعا المحتلّة والرد على استشهاد المقاومين بدك ثكنتي “برانيت” و”أفيفيم”، وكذلك استهداف آليتين بصواريخ “حزب الله” الموجهة خلال المواجهة المُستمرّة، مساراً تشاغلياً للعدو عمل على شل قدراته أَو حتى التفكير إلى أين يمضي هذا المسار.
أما تسلل مجموعات مقاومين إلى الداخل من الشمال، فهو تهديد صريح بأن الحدود أصبحت مفتوحة و”حزب الله” لن يقف حارساً لحدود الكيان المحتلّ وأمنه، وهو ما جعل حزب الله خلال اليومين الماضين يركز ضرباته على أجهزة الاستشعار والكاميرات الحرارية على طول الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلّة.
في السياق، جاءت أبرز الأعمال العسكرية التي نفذها حزب الله على الجبهة الشمالية في اليوم الـ15 من طوفان الأقصى، على النحو الذي أعتبره مراقبون أنهُ تأكيدٌ من حزب الله على أنه آن الأوان للحديث عن اليوم الذي يلي انتصار “طوفان الأقصى”، فهذا الكيان الغاصب لن يعود كما كان والأمريكي أَيْـضاً بحاجة لإعادة النظر في جدوى سياساته الفاشلة وتغيير حساباته في المنطقة.
حيث أعلنت مصادر المقاومة في لبنان، استهداف مواقع عسكرية “إسرائيلية” في مزارع شبعا وَتلال كفرشوبا والاحتلال يقصف المناطق الحرجية، كما تم استهداف موقع العباد التابع للاحتلال مقابل بلدة حولا الحدودية، وشنت المقاومة سلسلة هجمات على معظم مواقع الاحتلال على الحدود.
كما استهدفت المقاومة مساء السبت، مواقع المنارة والبياض ورويسات العلم وموقع العباد وبرج تجسس “إسرائيلي” مقابل ميس الجبل الحدودية، وهاجمة هدفاً عسكريًّا في وادي هونين مقابل مستوطنة مرغليوت “هونين المحتلّة وهي من القرى السبع”.
وأعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان، “قصف موقع رويسات العلم في مزارع شبعا المحتلّة وتلال كفرشوبا بالصواريخ والأسلحة المناسبة”، ووثقت عدسات الإعلام الحربي احتراق موقع “برعام” “الإسرائيلي” عند الحدود اللبنانية الفلسطينية”.
ورداً على ذلك، أكّـدت مصادر إعلامية، أن “القصف الإسرائيلي طال بلدة يارون اللبنانية، كما وثقت قصف “إسرائيلي” بالقنابل الفوسفورية لبلدات وقرى لبنانية منها يارون”، وكانت أطقم المقاومة قد أعلنت أنه “عند تقدم دبابة صهيونية باتّجاه الموقع المستهدف قام المجاهدون باستهدافها بالصواريخ الموجّهة”، فيما أغارت طائرة حربية “إسرائيلية” بصاروخين على أطراف بلدة يارون الحدودية”.
من جهتها استهدفت المقاومة الإسلامية آلية هامر ودبابة في ثكنة دوفيف شمال فلسطين بالصواريخ وإصابة طاقمها بين قتيل وجريح، وقالت إن: “مجاهدينا يستهدفون موقع العباد بالصواريخ الموجّهة وتدمير كمية من تجهيزاته الفنية والتقنية
النيران التي اشتعلت في موقع برعام قد تكون ناجمة عن احتراق آلية عسكرية واحدة على الأقل”.
وذكرت المصادر أن المقاومة الإسلامية في لبنان أعلنت عن “استهداف موقع حانيتا التابع للاحتلال بالصواريخ الموجهة، ووثقت لحظات وصول سيارة إسعاف إلى موقع برعام التابع للاحتلال والذي استهدفته المقاومة”.
في الاثناء صرحت قوات الفجر، “الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان” بالقول: “وجهنا ضربات صاروخية استهدفت مراكز للعدو الصهيوني في الأراضي المحتلّة”، وأضافتْ قوات الفجر، “حقّقنا إصابات مباشرة وكل عدوان صهيوني يطال أهلنا في لبنان سيتم الرد عليه”.
مراقبون، يعتقدون أن ما يجري الآن في الجبهة الشمالية مع العدوّ، هو تدخل تكتيكي تحذيري لـ “حزب الله” يسهم في تحقيق نصر “كتائب القسام” ومعها “سرايا القدس” وفصائل المقاومة الفلسطينية المشاركة، أما عن التدخل المباشر فهو مرتبط بارتكاب نتنياهو غباوة وهروبه إلى الأمام مستغلاً الوجود الأمريكي، وهذا يعني حربًا شاملة وخلط أوراق إقليميًا ودوليًّا يغير الخريطة الجيوسياسية على نحو جذري.