لعنةُ التاريخ
مرتضى الجرموزي
العدوان الصهيوني على غزة ما كان ليكون لولا التطبيع والخيانة التي مثلت طعنة في خاصرة الدين والعروبة، وما كان ليكون لولا التواطؤ والموافقة المسبقة من قبل الأنظمة العربية والإسلامية، وعلى وجه الخصوص الأنظمة المطبعة والصامتة وذلك؛ بهَدفِ التطهير العرقي وتهجير أبناء غزة من مدينتهم من قطاعهم المحاصر يهودياً وعربياً.
اليوم وعلى مدى نصف شهر تتعرض غزة لحرب إبادة أمريكية إسرائيلية ممنهجة يشترك الصمت العربي فيها ظلماً وعدواناً وخيانةً وتطبيعاً.
تُرتكب بحق أهالي غزة جرائم بشعة ومجازر دامية لم يسبق لها التاريخ مثيلًا، مئات بل آلاف من الشهداء والجرحى، مُدن وأحياء دمّـرت وسويّت بالأرض، أصبحت معظم مناطق قطاع غزة خرابات وركام فوق الأهالي المدفونة جثثهم تحت الأنقاض، المشاهد فضيعة والجرائم مهولة والمجرم يتباهى بعبثية إجرامه دون سابق إنذار.
لعنةٌ تاريخيةٌ لن تُمحى ولن تُغتفر مدى التاريخ لكل الأنظمة والشعوب والجيوش العربية والإسلامية ستظل تطاردها حتى قيام الساعة؛ نتيجة صمتها وضعفها وعجزها من الدفاع عن أبناء غزة المقتولة والمحاصرة من قبل أحفاد القردة والخنازير، ولم نرَ مواقف عملية لنصرة غزة ولرفع الظلم عن كاهل أبنائها والذي أثقل عليهم وأسرف بحقهم قتلاً وحصاراً، من لا يرقبون في مؤمنٍ إلًّا ولا ذمة ليلاً ونهاراً، استهدف فيه كُـلّ شيء في غزة مشافٍ ومدارس ومساجد ومحال تجارية ومساكن وعمارات وأبراج وموانئ، وما جريمة مستشفى المعمداني التي راح ضحيتها أكثر من500 شهيد و800 جريح معظمهم نساء وأطفال ما هي إلّا من عشرات ومئات الجرائم والمذابح التي يرتكبها الصهاينة وبتواطؤ الأنظمة العربية الخائنة والمطبَّعة.
جريمة دامية ترتقي إلى أن تكون مذبحة دموية تاريخية يسعى من وراءها الصهاينة وممولهم الأمريكي إلى إبادة شعب فلسطين، وأهالي غزة على وجه التحديد كتطهير عرقي يهودي خبيث، لا يجب السكوت تجاه هذه الجريمة وغيرها ولا يجب السكوت عن التمادي الصهيوني وعربدته بحق أبناء غزة والذي يسعى وبكل قوة إلى تهجير أبناء غزة ونفيهم إلى خارج أرضهم وديارهم بذنب إسلامهم ودفاعهم عن الحق المشروع والوطن المحتلّ من قبل لقطاء البشرية يهود وصهاينة ومحتلّين.
إذَا لم تتحَرّك الأنظمة العربية والإسلامية بما فيها وفي مقدمتها أنظمة محور المقاومة والجهاد للدفاع عن مظلومية أبناء غزة فلا بجب على الشعوب أن تسكت وهي ترى بأم عينها المذابح الدامية وسياسة الأرض المحروقة والتصفية العرقية بحق الأهالي، لا يجب عليها أن تسكت لتشارك في الظلم والعدوان من خلال الصمت والتفرّج، يجب أن تثور، يجب أن تسجل مواقف إيمانية قوية لتكون إلى جانب مقاومة وأهالي غزة؛ لتمنع هذه الجرائم وكبح جموح غطرسة وهمجية الصهاينة؛ لأَنَّ السكوت مشاركة في الظلم، والساكت عن فعل قوم كالداخل فيهم، وسوف لن تُغتفر وستكون وصمة عار ولعنة تاريخية ما دامت السموات والأرض، ومعها لن تقوم للعروبة وللدين وللمحور قائمة وسيتسيَّدُ الباطل والنفاق واليهودية عبثاً وتعدياً على القيم والأخلاق الإسلامية والعربية في كُـلّ شعوب المنطقة ويومها لن يجدي التحَرّك نفعاً.