طوفان يغيِّرُ المعادلة.. لن ينتهيَ في غلاف غزة..بقلم/ منتصر الجِلِّي
7 أُكتوبر 2023م كان يوماً تاريخيًّا، غيَّرَ مسارَ المنطقة والرؤية العالمية، قلَبَ طاولة التطبيع، على زعامات العرب، وحكام التطبيع، حين اتخذت المقاومة الفلسطينية قرار الطوفان، قرار نابعٌ عن آلام ومآسٍ الشعب الفلسطيني لعقود خلت زها 70 عاماً من الاحتلال.
طوفانٌ صُنِع بعناية ودقة، خبرة وتخطيط، تنفيذ وإصابة؛ قراءة لما خفي بين السطور من مآلات ونتائج، إيجاباً وسلباً، إنه يومٌ فلسطينيٌّ بامتيَاز، جعلت منه المقاومة شارة البدء لطوفان لن ينتهي والمنطقة كلها إلى التصعيد.
“طوفان الأقصى” غيّرَ مخطّط الصهيونية لمنطقة الشرق الأوسط، وحرف بُوصلةَ المتسابقين على التطبيع مع كيان العدوّ، الذي سقطت في مستنقعه عدد من زعامات العرب، الذين خرجوا عن دستورية الأُمَّــة ومنهج الحكم العربي في المولاة لليهود أمام مرأى العالم.
ها هي أمريكا اليوم بِكهلها العجوزِ تأتِي مباركةً لكيان العدوّ، ومجازره البشعة بحق أبناء غزة، والتي بلغت آلاف الشهداء من الأطفال والنساء والرجال، والتي لم تكُن آخرها جريمة مستشفى المعمداني والتي راح ضحيتها أكثر من 1000، شهيد من أطفال ونساء وشيبان.معركة تمرُّ على عجلة التصعيد والعدوّ الصهيوني يتفنن في قتل الفلسطينيين؛ ليرسخ معادلة التهجير للغزاويين إلى خارجِ القطاع، سياسة الترهيب والقتل الجماعي وسيلة العدوّ الصهيوني لدفع أهالي القطاع مغادرة كُـلّ شبر من أرض فلسطين.
إصرارٌ أمريكي إسرائيلي للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني والقطاع على وجه الخصوص؛ من خلال منع دخول المساعدات والدواء والماء وكل ما يَمُت للحياة بصلة، قطع شرايين الحياة على أبناء غزة، في صورة إجرامية جر المنطقة للمواجهة الكبرى معه، مع مؤشر ذلك في استهدافه لمناطق جنوب لبنان والتي قابلتها المقاومة اللبنانية في حزب الله بالرد المناسب والفوري.
معركة بدأت من غزة ولن تنتهيَ بها، واليقظة الشعبيّة في بعض الدول العربية تحَرّكت في خروج جماهيري، شعبي ورسمي في معظمها، معادلة كان العدوّ الصهيوني قد عمل على مدى عقود على امتصاص الغضب العربي، من خلال وسائل وأساليب التدجين والترهيب، ها هي اليوم في تاريخ أُكتوبر تعود الشعوب العربية مستيقظة من سُباتٍ دام عشرات السنوات، تصرخ الشعوب، بالموت لإسرائيل، كلمة لطالما سعى الأعداءُ إلى محوها وما يقاربها حتى من مناهجنا الدراسية.
واقعٌ يحاولُ العدوُّ من خلاله على طمس هُــوِيَّة القضية الفلسطينية، ومحوها من جغرافيا المنطقة والأجيال، حين ركن العدوّ على المطبعين معه وأن المنطقة تجر أذيالها إليه؛ فإذا أبناء غزة يدقون جرس الحقيقة ويغزون اليهود على عقر مستوطناتهم، حينها أُحرق أُسطورة إسرائيل ذلك الجيش المدجَّج بالدروع والأسلحة والترسانة والقباب، يتهاوى كذباب اشتدت به الريح في المستوطنات، تبخرت هالةُ عقود من الكبرياء والاستخبارات والتسليح المُبرمج.
اليوم في ظل الإجرام الصهيوني تزفرُ شعوبنا العربية وغيرها من أحرار العالم شهيقًا سيحرق إسرائيل في معركة مصيرية، حتى موعد التدخل الاستراتيجي الذي بشّر به السيد القائد: عبد الملك بدر الدين الحوثي، محور المقاومة، في حال تدخل الأمريكي بصورة ظاهرة عسكريًّا.
آلاف المجاز الوحشية، التي تعتبر جرائم إبادة تاريخية ومجازر فاقت الوضع الإنساني، يقابله صمودٌ أُسطوري من أبطال المقاومة والخروج الجماهيري الحاشد من عدة دول عربية وإسلامية وأجنبية.
ملحمةٌ حان لها أن ترسُمَ صورةً جديدةً للمنطقة وخارطةً جديدةً لا يوجدُ بها كيانٌ يُسَمَّى “إسرائيل”.