“طوفانُ الأقصى”.. دلالاتٌ وحقائق
فتحي الذاري
عملية “طوفان الأقصى” التي قامت بها المقاومة الفلسطينية هي تأكيدٌ لإصرار وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والظلم الذي عاشه الشعب الفلسطيني، وَتُعتبر هذه العملية إنجازاً فلسطينيًا يحمل رسالة قوية للعدو والصديق على حَــدٍّ سواء باستهداف المطبعين وتحَرّكاتهم للتطبيع مع الاحتلال، أثبت الشعب الفلسطيني عن رفضه المطلق لأية محاولة للتواطؤ مع الاحتلال ورفض الوجود الإسرائيلي على أراضيه الفلسطينية العربية.إنها رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني لن يسمح بأن يكون هناك تطبيع مع المحتلّ لوطنه وأرضه، وأن التطبيع مع الكيان المحتلّ يعد انتهاك حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني، واستغلال الجيوسياسية لأرضه المحتلّة ظلماً وعدواناً منذ عام ١٩٤٨م، وباعتراف العالم وقرارات الأمم المتحدة المتعددة بهذا الخصوص.
عملية “طوفان الأقصى” قد كشفت عن حقيقة قادة الدول العربية والإسلامية المتخاذلين تجاه المأساة والإجرام الإرهابي الذي ينفذه العدوّ الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي الإجرامي الإرهابي في غزة، ولم يواجهوا بحزم أمام سياسات المحتلّ الإسرائيلي، فَــإنَّ “طوفان الأقصى” كشف عن واقعهم وعجزهم عن حَـلّ الصراع الفلسطيني والمحتلّ الإسرائيلي الصهيوني، وسيكتبها التاريخ في صفحات النضال والصمود الثوري للشعب الفلسطيني، وضرورة توحد كُـلّ القوى السياسية وفصائل المقاومة الفلسطينية ضد كيان العدوّ الصهيوني الإسرائيلي المحتلّ لفلسطين العربية، والاصطفاف في وجه المحتلّ وتطهير الأرض الفلسطينية والمسجد الأقصى من دنس المحتلّ، وإظهار الروح الثائرة للشعب الفلسطيني.
ومهما كان الإجرام المتوحش الإرهابي الذي ينفذه الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية ضد المدنيين والأبرياء من الأطفال والعزل في غزة والمدن الفلسطينية لن يزيد الشعب الفلسطيني والمقاومة إلَّا قوةً وإصراراً على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحرير أرضه، وإقامة دولته على كُـلّ أرض فلسطين وعاصمتها القدس.
إنها رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني لن يتوقف عن مقاومة الظلم والاحتلال حتى تحقيق العدالة واستعادة حقوقه المشروعة، إن الإنجاز الفلسطيني في عملية “طوفان الأقصى” يجب أن تبذل تجاهه جهود دولية وإقليمية لتحقيق الانتصار والعدالة للشعب الفلسطيني المظلوم، وليس الحصار والتهجير وقصف الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع العالم والمنظمات الحقوقية والإنسانية وأمام مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة، يتعرض الشعب الفلسطيني للإرهاب الدولي والذي تقوده أمريكا والمحتلّ الإسرائيلي الصهيوني والتكتلات الغربية على شعبٍ احتُلت أرضه ونهبت ثرواته وتم الاستيطان القسري في وطنه، ومن حقه الدفاع عن نفسه، وفي نفس الوقت نجد تخاذلًا وتهاونًا وتنصلًا عن المسؤولية من الدول العربية والإسلامية، ويجب أن تستمر الشعوب العربية والإسلامية في رفض التواطؤ والتخاذل ودعم حقوق الشعب الفلسطيني والنهوض بمظلوميته والدفاع عن المقدسات الإسلامية واستعادة حقوقه وأرضه المحتلّة حتى تتحقّق العدالة الكاملة والسلام في الشرق الأوسط.