حزبُ الله كابوسٌ يُقِضُّ مضاجعَ واشنطن وتل أبيب
محمود المغربي
فيمَا تتوجّـهُ أنظارُ الكثيرين نحوَ غزةَ، وما يحدُثُ فيها من مجازرَ صهيونيةٍ بحق أبنائها الذين يعانون من أسوأ محنة إنسانية؛ بسَببِ القصف الجوي المتواصل والحصار المفروض على غزة منذ 16 عاماً، ووصل ذروته بعد أحداثِ 7 أُكتوبر 2023م.
هناك معركةٌ تُقِضُّ مضاجع واشنطن وتل أبيب، وربما أغلب العواصم العربية والعالمية، تدور رحاها في شمال الكيان الغاصب وعلى مشارف الضفة الجنوبية للدولة اللبنانية، حَيثُ يتجرع العدوّ الصهيوني مرارة الضربات الحيدرية الموجعة بصمت ودون أن يكون قادرًا على الصراخ والتعبير عن ألمه؛ خوفًا من أن يسمعَ العالم والشارع الإسرائيلي صرخاتِ الألم والمرارة من تلك الضربات وعدم القدرة على الإفصاح والاعتراف بالعجز عن مواجهة حزب الله أكثر أهل الأرض فَهْمًا وإدراكًا للعقلية والنفسية اليهودية والسبل الكفيلة والناجحة لمواجهتها والانتصار عليها، وقد بات مستعدًّا وينتظر اليوم الموعود بعد أن عمل طيلة السنوات الماضية في بناء ترسانة من الأسلحة الحديثة والنوعية القادرة على التعامل وإلحاق الضرر الكبير والقاتل بالعدوّ الصهيوني الذي يدركُ ذلك ويقف اليوم مشلولًا وعاجزًا على رد تلك الضربات الحيدرية خوف من توسيع دائرة الصراع والدخول في مواجهة مفتوحة مع حزب الله أسوأ كوابيس العدوّ الذي يعلم يقينًا أن المواجهة مع حزب الله تحمل في جنباتها فَنَاءَه وزواله، حَسَبَ ما يقوله الواقع والماضي وتلك النبوات التي يؤمن بها اليهودُ ويدركون أنها واقع لا مفر منه، ولعلَّ هذا الأمر هو ما جعل العدوّ الصهيوني يتهرَّبُ من خوض مواجهة مع حزب الله منذ الخروج المذل من جَنُوب لبنان.
وما يزيد من مخاوف الكيان الصهيوني أن تأتيَ المواجهة الحالية وهو في هذا الضعف وبعد “طوفان الأقصى” الذي كشفَ المستور وأظهرَ وهن بيت العنكبوت وأسقطَ أُسطورة “الجيش الذي لا يُقهَرُ” والأقنعة الزائفة وكل الغدر والخيانات العربية وكافة المخطّطات والمؤامرات لتصفية القضية الفلسطينية، وقضى على كُـلّ مشروعات خيانة التطبيع وتهجير ملايين الفلسطينيين، وجعلَ من كافة الأوراق رمادًا تذروه الرياح.
والأسوأ على العدو أن محور المقاومة لم يكن غائبًا منذ اللحظة الأولى لبزوغ فجرِ 7 أُكتوبر، وعمل قبل ذلك إلى جانب المقاومة الفلسطينية لجعل “طوفان الأقصى” حقيقةً وواقعًا، وينتظر دوره في الإجهاز على العدوّ الصهيوني واستئصال هذا الورم الخبيث من جسد الأُمَّــة، بعد أن كَبُرَ وتوسَّعَ؛ بفعل الخيانات العربية والدعم الأمريكي اللا متناهي.
رسائل بالنار من محور المقاومة أحبطت مخطّطَ التوغل الصهيوني داخل قطاع غزة وجعلته غيرَ قابل للتحقُّق ومخاطرةً كبيرةً، وربما خط أحمر قد يؤدي تجاوزه إلى ما لا تتمناه واشنطن وتل أبيب، ولن يكون ذلك من غزة أَو الضفة بل من شمال الكيان ومن اليمن والعراق، وربما سوريا. وقد استمعنا إلى الرئيس الأمريكي وهو يعبر عن قلق واشنطن الكبير من توسُّعِ جبهات الحرب.