محورُ الجهادِ والمقاومة في “طوفان الأقصى”
محمد يحيى الضلعي
تدور الكثير من التساؤلات وتخرج الكثير من الأحكام والتوقُّعات السطحية التي لا يعرفُ أصحابها ثقلَ وحجمَ الموضوع الذي يتحدثون عنه، فهم ينظرون للأمور من جانب واحد ومن مكان منخفض ولا يدركون ما هي وكيف ومتى وكيف النتيجة؟
وما إن تقع الواقعة وبعظم حجمها أينما كان، وحين تبدأ الأحداث وتشتعل نيران المعارك، كما في أرض فلسطين اليوم والعدوان من قبل العدوّ الصهيوني الغاصب وتسقط الضحايا بالمئات، حتى تبرُزَ أبواقُ النفاق مستجديةً بقولها: أين محور المقاومة؟ أين صواريخُكم؟، إن هذا الاستنجاد من جانب واحد، وَالواقع أنكم تستنجدون بالرجال وفي مخيلتكم أنكم تسخرون نفاقًا وتتحدثون خُبثًا وليس حُبًّا أَو غَـــيرةً للإسلام والمسلمين، بل محاولة ضم هذا المحور المجاهد إلى محور العمالة وتصويره كذلك، بينما تجدهم ومن يتبعون لم يقدموا حتى بيان شجب أَو استنكار.
ما يجب أن يفهمه العامة من الناس أن أي تحَرّك لمحور المقاومة لا يمكن أن يكون عشوائياً ومجازفة وغير مدروس؛ كون هذه معركة مصير المحور بل وكلّ المقاومة، وأن أي تحَرّك سيكون بالزمان والمكان يسبقه دراسة عميقة تحدّد محور تلك المعركة ومقياس النجاح والفشل ومعيار وجودة التحَرّك، من أهم ما يجب أن يكون، هي ليست قولاً هزيلاً في مواقع التواصل الاجتماعي ليتم الرد عنهم ولكن الأمور تحتاج إلى رسم المعركة والتحَرّك ونوع التحَرّك وأدوات التحَرّك، هي معركة وجود ليست ألعاب فيديو إن فشل سيعيد الجولة دون أية خسارة.
ما يجب على الجميع أن يفهمه أن كُـلّ شيء بوقته سيكون أفضل، وأن من أعلى الجبل يرى أكثر ممن يقبع في الأسفل، فمحور المقاومة بالقيادة الحكيمة التي أثبتت جدارتها يدرك حق الإدراك الوقت المناسب للتدخل المكشوف الظاهر أمام الجميع، وليس بالضرورة والحاجة لأن يأتي ليقنع الجميع بخطته التي رسمتها القيادة حرصاً على تحقيق النصر في المعركة.
إن دول محور المقاومة لها تنسيق كبير بل وكبير جِـدًّا، ومن أكثر الدول تنسيقاً ودراسة للوضع الراهن، ولديها تفسير لحجم ووضع أية معركة حالية أَو مستقبلية، وفي الوقت اللازم وبتنسيق تام وانسجام كبير ستحدّد ساعة الصفر، وكلّ المعنيين من الأحرار لدول المحور مطلعين على دراسة جدوى تلك المعركة وحينها قد عرفوا سلاح المعركة وزمان الواقعة.
إن كُـلّ الأحرار في دول المحور يعرفون جيِّدًا العدوّ وإمْكَانياته وحلفاء العدوّ وقواعده العسكرية ونقاط الضعف والقوة في المعركة التي لا بُـدَّ أن تكون؛ ليتسنى لدول محور المقاومة رسم أهدافها وتحديدها في المعركة العلنية والسرية أَيْـضاً، وسيعلم الأتباع موقعهم من تلك الأهداف؛ فليس من البديهي أن تقلع طائرات العدوان الإسرائيلي والأمريكي من قواعد عربية وبوقود من الجزيرة العربية بدون أن يكون هناك أهداف عسكرية شرعية لمحور المقاومة في تلك الدول المتعاونة.
إنها الحرب التي لن تبقي ولن تذر، وحينها ليست دول المقاومة وحدها من تخسر مقوماتها ومصالحها ورجالها فحسب، بل الجميع سيخسر وأعظم خسران سيكون للعملاء والمرتزِقة؛ لأَنَّ القيامة سوف تقوم عليهم وأن دورهم انتهى.
إن رَدَّ محور المقاومة معمولٌ بحجج واقعية وليست ضجيجَ إعلام أَو صدى قوافٍ، ومثلما يخطط اليهود والنصارى لمعاركهم ودراسة مدى الربح من الخسارة، فَــإنَّ دول محور المقاومة لها نفس طويل والخطط موجودة بثقل كبير ونفس عميق، بضربة مدروسة من كُـلّ الجوانب، ما يجعل الأُمَّــة تربح الجولة بإذن الله، بضربة لا تبقي ولا تذر، وليس جزافًا فلسنا ساذجين إلى درجة أن نكشف كُـلّ ما بأيدينا لعدونا ليتمكّنَ منا، وليس هروبًا من وعدٍ قطعناه بالأمس عن الأقصى وفلسطين خَاصَّة، أَو أنها قضية يتم المتاجرة بها كما تم مع بعض من قالوا من قبل عن فلسطين والأقصى ولقبهم أنصارهم بالخليفة حتى وضع مرتزِقته وأعوانه وشراذم الإعلام المطبع في خجل كبير.
إن الله قد جعل لكل شيء قدرًا وليعلموا أَيْـضاً بأنَّ دول محور المقاومة تعلم جيِّدًا متى تنتقل من مربع الإعداد لمواجهة العدو إلى مربع المواجهة للحصاد، فلدينا قيادةٌ تفهَمُ ذلك جيِّدًا وبتنسيق كامل يضع كُلًّا في مكانه الذي سيبهر العدوّ وأتباعه وتعاد للأُمَّـة كرامتها ومقدستها بإذن الله تعالى.
إن توسيع المعركة ودخول أطراف جديدة من محور المقاومة فيها بشكل مباشر وعلني يعني أن نتائجها ستكون إقليميةً وستفاجئ العالم، ولن تهدأ المنطقة بعدها، وستصل نيرانها لكل من تخاذل مع فلسطين وكلّ من ساند إسرائيل، فهي لن تكون معركة غزة فقط بل معركة الشرق الأوسط بأكمله لنعيد رسم الخارطة بالشكل الذي يجب أن تكون عليه.