الصهيوني بإجرامِه يستجرُّ محور المقاومة لردعه
نبيل الجمل
لا يبدو أن كيان الاحتلال التقط أنفاسه وأعاد ترتيب أوراقه، ليستردّ زمام المبادرة، ذلك أن الاستنفار الغربي وعلى رأسه هذا الحضور الأميركي المباشر على أعلى مستوى ممكن سياسيًّا وعسكريًّا ومالياً وإعلامياً، لم ينجح في تمكين كيان الاحتلال من رسم خريطة طريق واضحة للخروج من المأزق الذي أدخلته فيه عملية “طوفان الأقصى”، بل يمكن القول إن الأداء السياسي والعسكري لكيان الاحتلال الصهيوني بمستوياته السياسية والعسكرية، تسبب بتعميق هذا المأزق، فقد استخدمت أمريكا حق الفيتو لإسرائيل 40 مرةً؛ لتغطية جرائمها وغطرستها وإسرائيل الطائفة المدلَّـلة لدى أمريكا.
فالوجه الوحيد الحاضر من هذا الأداء هو سياسيًّا خطة تهجير سكان غزة، وعسكريًّا هو المجازرُ الدموية والحصار والتجويع وقطع الدواء والكهرباء عن سكان غزة، في أكبر سجن جماعي وأشنع عملية عقاب جماعي، عبر التاريخ المعاصر، حَيثُ تكفل مشروع التهجير بتفجير الحلف العربي الذي كان الأميركي يراهن على تجنيده لحماية الكيان من ارتدادات هزيمته في عملية “طوفان الأقصى”، بعدما استفزّ المشروع جميع الدول العربية الحرة وتسبب بإلغاء القمة الرباعية للرئيس الأميركي مع الرئيسين المصري والفلسطيني والملك الأردني، بينما تكفل القتل والتدمير بلا ضوابط باستثارة الرأي العام العربي والدولي إلى الشارع بكثافة مفاجئة وغير مسبوقة منذ زمن طويل، بصورة أعادت الرأي العام لاعباً لا يمكن تجاهله، في حسابات المواجهة، وفي حسابات الحكومات العربية والإسلامية والغربية.
في قلب هذا المشهد الجديد على مستوى الرأي العام العالمي، من اللافت ثلاثة عناصر جديرة بالاهتمام، الأول هو حجم الحشود الهائلة التي يصعب تجاهل تأثيرها على مواقف الشعوب الحرة في جميع الدول العربية والإسلامية والغربية التي ظاهرت واحتشدت ورفضت الغطرسة الصهيونية في غزة وكافة فلسطين، خُصُوصاً أنها تنطلق على إيقاع حدث مُستمرّ وآخر قيد التشكّل، وذلك أن الاعتداءات مُستمرّة على غزة، وربما يكون ما يُعدّ لها أشد وأقسى، وهذا يعني أن ما رأيناه سيتواصل ويستمرّ، وهو مرشح للتصعيد في فلسطين ومحور المقاومة الذي أربك الحكومات الأمريكية والإسرائيلية والأُورُوبية.
فأنصار الله وحزب الله وإيران وجميع محور المقاومة يعملون على توسعة التدخل في القضية في هذه الثورة الكبرى “طوفان الأقصى”.