المقاومةُ في أزهى قوتها وقادرةٌ على إدارة المعركة وجاهزيتها عالية لمواجهة كُـلّ المتغيرات
المسيرة | متابعة خَاصَّة
تواصلُ المقاوَمةُ الفلسطينيةُ مسارَ مفاجآتها وإنجازاتِها التي راكمتها لليوم الـ 17 على التوالي من ملحمة “طوفان الأقصى” البطولية، في كافةِ الاتّجاهات وعلى جميع المستويات، وهذا ما تقرُّ به المعطياتُ والتطوراتُ، ورَدُّ الفعل الصهيوني العاجز والمتخبط، أمام اقتدار وصمود وبراعة أبطال المقاومة الفلسطينية في اقتناص زمام المبادرة والسيطرة على مجريات الميدان، بالاعتماد على أنفسهم واستعداداتهم المسبقة، والاستناد إلى محور الجهاد والمقاومة، الذي تأهبّت قواه في الساحات كلها في أعلى مراحل الاستعداد والجهوزية.
مع دخول اليوم الـ17 لـ “طوفان الأقصى”، كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أعلنت الاثنين، إطلاق طائرتَيْ زواري هجوميتين انتحاريتين استهدفت قوات الاحتلال الصهيوني، وقالت الكتائب في بلاغٍ عسكري: “إن إحدى الطائرتين استهدفت السرب 107 “فرسان الذيل البرتقالي” التابع للقوات الجوية الصهيونية والمتواجد في قاعدة حتسريم”، وأضافت، أن “الطائرة الأُخرى استهدفت مقر قيادة فرقة سيناء في جيش الاحتلال المتواجد في قاعدة “تسيلم” العسكرية”.
ونشرت كتائب الشهيد عزالدين القسام، مشاهدَ جديدةً عن مشاركة مسيّرة الزواري الانتحارية في عمليات “طوفان الأقصى”، كما نشرت فيديو صورته طائرة “الزواري” المسيّرة التي نفذت طلعات رصد واستطلاع فوق مواقع الجيش “الإسرائيلي” وعادت إلى مواقعها سالمة، وذلك قبل نحو عامين.
يشار إلى أنه سبق لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة حماس أن نعت في بيانٍ عسكري في 17 ديسمبر 2016م، الشهيد محمد الزواري، واعتبرته أحدَ قادتها ومن الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية، والتي كان لها دورُها في معركة “العصف المأكول” في 2014م.
وأمس اعترفت قواتُ الاحتلال بمقتل جندي صهيوني وإصابة 3 آخرين بكمين متقدِّمٍ نفذته كتائبُ القسام لقوة صهيونية توغلت عدةَ أمتار محكم بالقرب من موقع “كيسوفيم”، شرق خانيونس، وتمكّنت من تدمير دبابة وجرافتين.
وأكّـد المتحدثُ باسم جيش العدوّ الصهيوني، وجودَ “تهديد لإسرائيل في كُـلّ جبهة”، مُشيراً إلى أنّ الاحتلال سيعمل على “أن لا يصل الوقود إلى حركة حماس”، وقال: “إنّ عائلات 308 من جنود “الجيش” المقتولين أُبلغوا بالأمر، بالإضافة إلى عائلات 212 من عائلات الأسرى”.
وقصفت كتائب القسام مغتصبة “سديروت” وبئر السبع المحتلّة برشقات صاروخية رداً على استهداف المدنيين، كما قصفت تحشيدات للعدو قرب “مفكعيم” برشقة صاروخية، وأعلنت كتائب القسام عسقلان المحتلّة برشقة صاروخية رداً على استهداف المدنيين، كما أعلنت قصف حشداً للعدو قرب “مفكعيم” برشقة صاروخية، ودوت صفارات الإنذار في محيط “كيبوتس دان” قرب الحدود مع لبنان.
من جهتها، أعلنت “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عن قصف “مفتاحيم” برشقة صاروخية؛ رَدًّا على مجازر الاحتلال.
في السياق، أعلنت “السرايا”، قصف التحشيدات العسكرية في موقع “صوفا” بقذائف الهاون من العيار الثقيل، كما قامت بقصف التحشيدات العسكرية في “حوليت” برشقات صاروخية، وقصف “نير عوز” برشقة صاروخية، وفي ساعة متأخرة من مساء الاثنين، قصفت سرايا القدس، مدينة “بئر السبع” المحتلّة برشقة صاروخية في إطار الرد على مجازر الاحتلال، وضمن عملية “طوفان الأقصى”.
بدوره، أكّـد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس عبد اللطيف القانوع أن “المقاومة متماسكة وقوية وقادرة على إدارة المعركة وجاهزيتها عالية لمواجهة أي عدوان بري على غزة”، وأضاف: ”في حال أقدم الاحتلال على الدخول البري فهو فرصة سانحة لتكبيده الخسائر قتلاً وأسراً، وعملية كيوسوفيم، أمس، من الرسائل التي وصلته”.
وأشَارَ إلى أن “جنون الاحتلال الصهيوني المجرم الفاشي في قصف المدنيين؛ يدلل على حالة الإرباك التي لا يزال يعيشها وتخبط قيادة جيشه في إدارة المعركة”، وشدّد على أن “عمليات الاحتلال في تدمير قطاع غزة وارتكاب المجازر بحق المدنيين لن تحقّق أهدافه أَو تمنحه صورة الانتصار”.
ويأتي ذلك فيما تتزايد التحذيرات من إقدام الاحتلال على شنّ هجوم بري على القطاع؛ إذ حذّر الناطق باسم لجان المقاومة الفلسطينية، أبو مجاهد، من أنّ “العملية البرية في غزة تعني إشعال معركة متعددة الجبهات، تجسّد وحدة الساحات”.
كما تبرز مخاوف “إسرائيلية” أَيْـضاً من اتِّخاذ الاحتلال هذه الخطوة، حَيثُ أكّـد الإعلام “الإسرائيلي” أنّ العملية “غير سهلة وطويلة ومُستمرّة ومؤلمة، وليست شيئاً سريعاً، ليوم أَو يومين”.من جهتها، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن متخصّصين بالمجالات العسكرية، أنّ الجنود “الإسرائيليين” الذين يستعدون لهجومٍ بري على قطاع غزة، سيواجهون غابةً جهنميةً من المباني والألغام والأنفاق المكتظة، في أثناء قتالهم المقاومة الفلسطينية، حَــدّ تعبيرها.
ودَوَّتْ صفّارات الإنذار في المستوطنات الصهيونية المتواجدة في منطقة “غلاف غزّة”، وفي مدينة بئر السبع المحتلّة، إضافة إلى مدينة عسقلان المحتلّة، في الوقت الذي يتواصل قصف المقاومة الفلسطينية لمستوطنات وتحشيدات الاحتلال، بينما يتعمّق قلقٌ “إسرائيلي” مرتبط بالحديث المتزايد عن “الهجوم البري على قطاع غزّة” وجدواه ومدى نجاحه من فشله.
وفي هذا الخصوص، أجرت القناة “الـ12” “الإسرائيلية” مقابلةً مع مفوّض شكاوى الجنود واللواء في الاحتياط “الإسرائيلي”، يتسحاق بريك، أكّـد فيها أنّ “الجيش الإسرائيلي”، “يحتاج إلى عدّة أشهر ليكون مستعداً للدخول بكل قوته إلى غزّة”.
ودعا إلى مواصلة ضرب قطاع غزّة من الجو، وتشديد الحصار المفروض على القطاع؛ حتى يصل إلى “الاختناق”، حسب وصفه، وذلك حتى يتمكّن “الجيش الإسرائيلي” بعد ستة أشهر لأن يكون مستعداً بشكلٍ أكبر”، مُشيراً إلى أنّ ذلك يجب أن يتمّ، إضافة إلى تعزيز الاستعدادات على الجبهة الشمالية، حَيثُ يجب بموازاته إعداد الوحدات في الشمال.
وقال بريك: إنّ “من يعتقد أن دخولنا الفوري الآن سيكون علاجاً وسيوقفون القتال، فهو مخطئ كثيراً”، وفي إجابته على تساؤل المُحاوِر بشأن اعتقاده بأنّه ينبغي مهاجمة الشمال أم لا، اختصر اللواء “الإسرائيلي” جوابه قائلاً: “ولا بأي شكل من الأشكال”، حَــدّ تعبيره.