فلسطين المحتلّة: الحيرةُ والفشلُ العسكري تقودان الاحتلالَ لتكثيف القصف والإجرام
المسيرة | متابعات
شهد قطاعُ غزة، أمس، أعنفَ قصف استهدف المدنيين والمرافق العامة، من منذ بدء العدوان الصهيوني في 7 أُكتوبر الجاري؛ ما أَدَّى إلى استشهاد أكثر من 400 فلسطيني خلال يوم واحد، معظمهم من الأطفال والنساء.
وجاء ذلك في ظل غطاء غربي مشارك بممارسات الاحتلال الإجرامية والعنصرية ضد الفلسطينيين، ومواصلة سياسة ازدواجية المعايير، وتعبيراً عن الفشل العسكري “الإسرائيلي” عن مواجهة قوى المقاومة وفي مقدمتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وجها لوجه.
عجز كبير وليس قوة:
وقال الكاتب والمحلل السياسي عاطف الجولاني: إن “سياسة الأرض المحروقة، تعبر عن عجز إسرائيلي كبير، وليس قوة، وأنه غير قادر على المواجهة البرية التي يؤجلها بأعذار عديدة”.
وَأَضَـافَ الجولاني، أن “الاحتلال يحاول التأثير على الحاضنة الشعبيّة في غزة، بإجرام غير مسبوق، ولكن حالة الوعي غير مسبوق، فرغم حجم المعاناة الكبير لم يخرج على الشاشة شخص غزي، كبير أَو صغير، وحمّل المقاومة المسؤولية أَو أدانها، وكل محاولات التحريض فشلت”.
ورأى أن الاحتلال يرسل رسالة أنه مصمم على مواصلة قصفه بدون خضوع للرأي الغربي والعربي والشعبي، وقد دمّـرت معنويات جيشه بالكامل في معركة “طوفان الأقصى”، ويحاول صناعة أي انتصار ولو موهوم، فالضغط الداخلي عالي جِـدًّا.
لا مشروع ولا خطة عمل:
وأكّـد المحلل السياسي حازم عياد أن “الاحتلال ليس لديه مشروع، ولا خطة عمل أُخرى واضحة غير القصف من الجو، والعملية البرية معضلة كبرى، لم تنته المناقشات الإسرائيلية الداخلية منها بعد، لأخطارها الكبرى عليهم”.
وَأَضَـافَ عياد: أن “تشديد القصف يعكس فشلًا إسرائيليًّا وعجزًا عن تحقيق أهدافه، لا سِـيَّـما أن هناك خلافًا بين المستويين العسكري والأمني، وعدم ثقة بين الضباط والجنود في الميدان، وشك في قدرتهم”.
وتابع، “لو كان هناك عملية عسكرية برية حالية، لقصف الاحتلال المناطق الحدودية، ولكن ليس بيده إلا تدمير البنى التحتية والمنشآت الحيوية والمستشفيات، واستهداف المدنيين”.
ورأى أن القوى الغربية قدمت للعدوان “الإسرائيلي” الغطاء والضوء الاخضر، وما زالت ترسل له تطمينات أنها خلفه، في ظل صمت عربي رسمي، وحديث غير مؤثر، ولكن هذا الغطاء لن يستمر بهذا الشكل، فالأمور تتصاعد إعلاميا وشعبيًّا وتضغط بقوة على الحكومات.
الاحتلال في حيرة:
وفي ذات السياق، قال الخبير السياسي ياسر الزعاترة: إن “خلاصة المشهد، أن العدوّ في حيرة حقيقية، وفي خضم خلافات بين قادته وانقسامات في مجتمعه؛ رغم الدعم الأمريكي والغربي الهستيري”.
وَأَضَـافَ الزعاترة في تغريدة على “إكس” أن “ما يتفق عليه قادة الاحتلال راهنا، هو المضي في برنامج الإبادة، وطبعا في ظل لجم السلطة الفلسطينية للضفة الغربية، ومواقف عربية متردّدة في اتِّخاذ إجراءات رادعة تتجاوز البيانات، مع قدرة على التعايش مع عمليات محدودة في الشمال”.
وشدّد على أن “السبت، الأسود سيبقى عاراً في ذاكرة العدوّ الصهيوني، وقد يُضاف إليه جديد من العار إذَا قرّروا الغزو البري؛ وسيحفر العار بشكل أعمق، مؤذنا ببداية النهاية، بإذن الله”.