مَن يريدوا الجهاد في سبيل الله فليبدؤوا بمقاطعة أعدائه
ردفان العطاب
تزامناً مع عملية “طوفان الأقصى” التي أعادت للأُمَّـة الإسلامية الشعور بالمعنويات العالية وَالأمل الكبير في تحرير فلسطين المحتلّة بما نتج عن هذه العملية من عمقٍ في أثرها وقوةٍ في تأثيرها على المستويين الإقليمي والدولي، ومن تأثيراتها النفسية شعور أغلبية المنتمين للرقعة الإسلامية الممتدة طولاً وعرضاً أنه من الضروري أن يتوجّـهون إلى فلسطين إسناداً للمقاومة الفلسطينية.
ولكن هذه لا تعتبر الطريقة الوحيدة، بل إن من يريد الجهاد ضد أمريكا وإسرائيل بجد، فالجهاد اليوم متاح للجميع وبدون معاناة ولا مجهود كبير ولا سفر ولا مشقة، لمن لم يستطِع الاندماج المسلح.
والسؤال هنا وكيف يمكن ذلك!؟
والجواب هو عندما شرع الله الجهاد فسمّى هذه العملية (بالتجارة) كما قال في كتابه الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾، وقال: ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّة﴾، فمن أعظم الجهاد هو البيع من الله بالنفس والمال.
وكما يقول الشهيد القائد السيد: حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- وهو يتحدث عن دين الله: “إن المجالات دائماً لا تغلق أمام دين الله”، فهناك مجال يستطيع لأي شخص القيام به ويكون تأثيره كبير على أعداء الله وهو المقاطعة الاقتصادية لمنتجات الأعداء.
ولهذا حديث مهم في ملازم الشهيد القائد تكمن أهميته في التأثير الكبير الناتج عن المقاطعة “يوجد فهم مغلوط لمسألة التكافؤ، يعني يتصور أن القضية هي قضية مثلاً حديد، عند العرب قوة أُخرى تعطل تلك القوة، ما تحتاج لها ربما خبرات نهائيًّا؛ لأَنَّ هذه سنة إلهية، لا يسمح للعدو أن يكبر دون أن يكون فيه نقاط ضعف كبيرة، أمريكا عندها تكنولوجيا متقدمة جِـدًّا، عندها سلاح متطور، عندها جيش كبير، عندها عتاد عسكري كثير جِـدًّا، لكن لو أن العرب قاطعوها اقتصاديًّا، وقطعوا النفط، هذا العمل هل فيه تكنولوجيا؟ أَو فيه شيء؟ لانهارت، لو سحبوا أموالهم من بنوكها لانهارت أمريكا”، “العرب عندهم هذا السلاح سلاح النفط، وسلاح المقاطعة الاقتصادية؟ سيوقف أمريكا عن قراراتها هذه كلها؟ لم يتحَرّك الأمريكيون إلا بعد ما حاولوا في العرب يعملوا اتّفاقيات معهم أن النفط لا يستخدم كسلاح، أولاً يجمِّدوا سلاحنا هم! ولأن عندنا حكاماً من النوعية هذه، قابلين، مفرقين، الكثير منهم قد يكونون متواطئين مع الأمريكيين، لا يستخدم النفط كسلاح! الأمريكي هو يشهد بأن النفط مؤثر عليه لو تحاول تستخدمُه كسلاح، أولاً يوقف سلاحك” وله كلام كثير في أهميّة المقاطعة.
وهذه الأعمال إن قمنا بها فستكون ذات فاعلية كبيرة، ويعتبر نوعًا من أنواع الجهاد ودليل على الرغبة في الربح، في التجارة الرابحة والصدق مع الله.